التعامل مع الشخصية عامة كان جديدا بالنسبة لي, لأنني ليس لي خبرة كبيرة في التعامل مع الإرهابيين, ولكن في حياتنا بشكل عام نقابل متطرفين دينيا ونراهم من حولنا وعلي مواقع التواصل الاجتماعي, ونتابعهم أيضا أثناء إجراء حوارات معهم في وسائل الإعلام ونري كيف يتكلمون ويتصرفون, وشخصية حذيفة النجار ضد الفكر الإرهابي لكنه اضطر للتعايش معهم لكي يظل علي قيد الحياة, ولديه في الوقت نفسه أمل في أن يلتقي أهله مرة أخري ولكن غير ذلك نري أنه رافض للعيش معهم. أما بالنسبة للتعايش مع الشخصية نفسها فأنا ضد هذا الفكر في الحقيقة, وكنت أتعجب حينما أسمع عنه, ولهذا قرأت السيناريو كاملا وتعايشت مع الشخصيات, كما لجأت إلي أحد أشهر مدربي التمثيل لكي أتمرس علي الدور ثم فوجئت بعد ذلك بأن كل فريق العمل تقريبا قد حصل علي كورسات تمثيل للتدريب علي الشخصيات, وكان المدرب يقدم لي طريقة التعامل مع من أمامي, فكانت طريقتي في تجسيد حذيفة أن أردد الكلام بداخلي فيظهر في عيني التأثر, إضافة إلي العمل مع المخرج محمود كامل الذي بذل جهدا كبيرا, وكان يدعنا نمثل بحريتنا أول مرة ليري طريقة تصرفنا وكيفية تعاملنا, وهو ما خلق حالة طبيعية بيننا كممثلين, وبالتأكيد آل دياب كتبوا السيناريو بطريقة جيدة والأحداث كلها مشوقة وكل حلقة لا تمر بدون تأثير, وكل الممثلين بذلوا مجهودا كبيرا ليخرج العمل بشكل مميز. هل استعنت بمراجع للإمساك بالتفاصيل ؟ لا, فالحقيقة أن الكورسات التي حصلت عليها شملت كيفية التعامل النفسي مع الشخصية وكيف تسير ونظرات عيونها وطريقة تعاملها فشريف النجار يعيش مع أقرب الناس إليه ويخشي أن يبلغوا عنه, وهو ما كان يتطلب طريقة معينة في التعامل والكلام ونظرات العيون, وقرأت عن الشخصية التي أجسدها كثيرا مع محمد دياب لأنه صديق مقرب, وكنت متعمقا في الموضوع وقت أن كان فيلما سينمائيا قبل أن يتحول لمسلسل, وهذا أفضل لأن هناك شخصيات أكثر بكثير, فالعمل يضم ممثلين من الوطن العربي كله وأغلبهم يؤكدون أن أحداثه من الواقع.
هل هذا يعني أن المسلسل يرصد الواقع ؟ يرصد أشياء من الواقع وأحداثه واقعية, ولكنه ليس واقعيا.
هناك أكثر من عمل يتناول ظاهرة الإرهاب, هل تري أن هناك ما يسمي بثورة درامية علي الإرهاب؟ هذه مجرد صدفة, والفارق في مسلسل السهام المارقة أنه يتحدث عن أرض الخلافة علي أساس أنها أرض وهمية دون الإشارة إلي أحداث أو أفراد بعينهم, والذكاء في الموضوع أن من كتب المسلسل نسج مكانا تخيليا ولكن يشهد أحداثا تقع في أماكن حقيقية.
ما السبب في عدم تحديد أو تسمية المكان الذي تجري فيه أحداث المسلسل؟ لأننا لا نتحدث هنا عن أحداث تاريخية أو حقيقية, ولا ننكر أن بعض الأحداث بالمسلسل موجودة بالواقع, فنحن هنا نتحدث عن أشخاص وجماعة ونرصد حياتهم الاجتماعية وهذا جزء مهم, ولا نقتصر علي الجزء الخاص بالتفجيرات والضرب, فالعمل يرصد بشكل أكبر الواقع الاجتماعي وتفكير كل من يعيشون داخل هذه البلدة من رجال وسيدات وكبار سن وشباب ومستجدين والموجودين بالجماعة والذين يعيشون داخل التنظيم والمقاومة وغيرها, فلذلك بنيت بلدة جديدة لكي نتحدث عن هذا الفكر بحرية, بينما المسلسلات الأخري تتكلم عن أحداث وقعت بالفعل.
لكننا نعرف أن معقل هذه الجماعة كان سوريا والعراق؟ بالطبع بدون شك, ولكن لم نحدد مكانا معينا للأسباب السابقة حتي نعمل بحرية أكثر. بعد تقديمك شخصية حذيفة هل تري أن هناك أشخاصا مجبرون علي الانضمام للتيارات الإرهابية ؟ طبعا, وبكل تأكيد فهناك ما يقرب من ألف شخص مجبر وعندهم ظروف مثل التي حدثت لشريف النجار الذي أجسده بالعمل وتغير اسمه إلي حذيفة النجار بعد الانضمام لهم, وهناك آخرون انضموا للجماعات الإرهابية لأنهم بلا عمل أو محبطون أو غير قادرين علي الزواج, وغيرها من الأسباب التي اضطرتهم للتواجد داخل الجماعات الإرهابية, وهناك آخرون مؤمنون بالأفكار والمعتقدات التي تحملها الجماعات.
ما التحديات التي واجهتك أثناء تأدية العمل؟ أكثر ما ساعدنا علي مواجهة صعوبات العمل, هو أن أغلبنا كان متفرغا لدوره ومركزا علي شخصيته, بعكس العام الماضي الذي كنا نعمل فيه في أكثر من مسلسل.. أما بالنسبة للصعوبات فقد واجهناها خلال تنفيذ المسلسل لأنه كانت هناك تدريبات حقيقية ومجهدة جدا في أيام الحر, وأماكن التصوير كلها نائية وصعبة, ولم يتضايق أي منا من ذلك بل علي العكس كنا نحب المسلسل, والمخرج محمود كامل كان يقول لنا: المشاهد كلها رئيسية وماستر سين في العمل وهو ما حمسنا أكثر.
هل تري أن عرض المسلسل علي قناة عربية حرمه من الانتشار في مصر ؟ الحقيقة العكس, فقد فوجئت بأن مصر كلها تشاهد العمل, وهذا ما حدث أيضا مع مسلسل سابع جار الذي عرض خارج موسم رمضان وفي توقيت مختلف وفوجئت وقتها أن كثيرين يتابعونه وكانت النسبة الغالبة من الشباب, وبالنسبة لمسلسل السهام المارقة فهو معروض علي قناة لا توجد بها إعلانات طويلة تفصل المشاهد عن متابعة العمل البعيد عن زحام المسلسلات, وهي أمور نفتقدها في القنوات الأخري ففي ظل الزحام لا يستطيع أحد أن يتابع المسلسلات بشكل جيد داخل رمضان بسبب قطع الأعمال وطول مدة الإعلانات وكثرة المعروض, وبعيدا عن كل ذلك من يريد متابعة المسلسل سيبحث عنه ويشاهده, فضلا عن أنه ستكون له فرصة كبيرة في المشاهدة بعد رمضان علي القنوات المصرية.
لماذا رفضت الظهور بلحية مستعارة؟ حرصا مني علي الوقت فتركيب لحية مستعارة يستغرق ساعتين يمكنني أن استفيد بهما في التركيز في العمل ومذاكرة مشاهدي, كما أنه من الوارد أن تحدث مشاكل في اللحية المستعارة أو أن تسقط أو لا تظهر بشكلها الحقيقي فأضطر لإعادة المشاهد مرة أخري, كل هذه كانت أسباب دفعتني للظهور بلحيتي الحقيقية حتي يصدق الجمهور الشخصية.
هل موافقتك علي العمل جاءت بهدف تغيير جلدك؟ بالضبط فأنا أتمني أن يكون هذا العمل نقلة في مشواري الفني, وكذلك باقي الفنانين المشاركين بالمسلسل.