«أصعب أنواع الفن، هو مخاطبة الفِكر»، ربما تكون أكثر جملة، قد أكد عليها مخرج مسلسل «السهام المارقة»، الذى بدأ عرضه مع أول أيام رمضان، المخرج «محمود كامل»، يكشف لنا عن أسرار كواليس صناعة المسلسل، الذى قد يخرج للعالمية، بعد ترجمته لعدد من اللغات الأجنبية، وتحويله إلى فيلم، بعد إعادة صياغة نفس السيناريو !! فى البداية.. ما الذى تقدمونه بالتحديد فى قصة المسلسل ؟! - بشكل عام، المسلسل عن فكرة التطرف والإرهاب فى الوقت الحالى، ومفهومه، ونشأته، وكيف يتم استخدام الدين بشكل خاطئ تمامًا، وتحويره بعيدًا عن طريقه، خصوصا أن هذا الموضوع يعد قضية العصر. هل يدور المسلسل حول تنظيم بعينه، مثل: تنظيم «داعش» الإرهابى ؟ - كلمة «داعش» لم تظهر خلال المسلسل كله.. فنحن نتحدث عن فكرة تنظيم إرهابى متطرف.. كما لم نشر كذلك إلى تواجدهم فى دولة محددة. لكن داخل أحدث المسلسل، نعرف أنهم متواجدون فى مكان يدعى «أرض الخلافة»، وهو الاسم نفسه، الذى يستخدمه تنظيم «داعش» على المناطق، التى استحوذ عليها ؟! - وهذا هو الذكاء، بمعنى أننا لم نشر إلى التنظيم، أو المكان بشكل مباشر، لكن يظهر ذلك من خلال بعض المشاهد، واللقطات، والأسماء. يذكر فى القصة وجود شخص يدعى «طلحة»، فهل هو نفسه «أبوطلحة» القيادى بالتنظيم، الذى قتل العام الماضى فى دولة «العراق»؟! - المسلسل مستمد من قصص حقيقية كثيرة، أو بمعنى أدق، بنى على أحداث حقيقية، لكنها دمجت بحبكة درامية، وقصص أخرى إضافية..فالمؤلفون الثلاثة: «خالد، ومحمد، وشرين دياب» حقيقة بذلوا مجهودا ضخما فى مراجعة، وجمع الأحداث، والشخصيات، والوقائع، لتكييفها مع القصة الدرامية. كما بذلوا مجهودًا فى عرض (الفِكر) المتطرف، ومخاطبة العقل، لأن المسلسل كله قائم، ويسير على نفس الخط. هل تناولتم فى إطار القصص أى شكل من أشكال العمليات الإرهابية، التى حدثت فى «مصر» بشكل عام، أو منطقة «سيناء» بشكل خاص؟ - لا، على الإطلاق، لم نتطرق إلى تلك الجزئية، لأن فيها (غَلوشة)، إضافة إلى ضرورة الحرص على عدم الخروج عن الفكرة الرئيسية للقصة.. فهى تدور -كما أوضحنا مسبقًا- حول حياة الإرهابيين فى الأساس.. ولم نرد تشويش المتفرج بأحداث أخرى!! كيف استقبلت فكرة المسلسل عندما عرض عليك إخراجه، خاصة وأن لديك أعمالا شبيهة من قبل؟ - فى الحقيقة أنا مهتم بالقضية، وهذا الفِكر تحديدًا، لأنه - بالنسبة لى - تناولها أمر فى غاية الأهمية..وأنا لدى رسالة مهمة فيما أقوم به..فالموضوع من ناحيتى، ليس مجرد مسلسل يعرض فى شهر «رمضان» للتسلية، إنما تقديم رسالتنا التى نعمل من أجلها، وتلك هى رؤيتى للفن، بأن قيمته أكبر من أى شيء.. ومَن يقول، إن الفن ليس كذلك، لمجرد أن يقوم بعمل (تافه)، أو مضيع للوقت، فهو شخص يحاول فقط أن يريح ضميره..ومع ذلك يجب أن نقدم الرسالة الفنية بشكل مشوق، لأن هذا يُحدث فارقا مع المتفرج.. وربما ظهر ذلك مسبقًا من خلال فيلم «خارج الخدمة»، الذى قمت بإخراجه، إضافة إلى مشروع فنى آخر يدور حول نفس القضية، استعد له فى الوقت الحالى. ماهو الهدف الذى تسعون إليه من خلال المسلسل؟ - نسعى لتغير النظرة داخليًّا، وخارجيًّا. فالغرب يرى صورة خاطئة عن دين الإسلام، والمسلمين. لهذا هدفنا هو تغيير، أو توضيح الصورة الصحيحة للغرب، مثلما نوضحها على المستوى الداخلى.. فالقضية ليست فضح التنظيمات المتطرفة فحسب، بل توضيح طرقهم الخبيثة فى التحايل على الدين، أو الفهم الخاطئ له، والصورة الذهنية الخطأ التى يتصرفون من خلالها، وكيف تحدث عمليات (غسيل المخ) لبعض الأشخاص ليبعدوهم عن الحقيقة، وكيف يتصرف الشخص عند اكتشافه بأنه مخطئ، وماهية سبل رجوعه عن هذا الطريق.. فالموضوع حقًا كبير، وهذا هو أهم، وأصعب مسلسل.. أما هدفنا، فهو كبير جدًا، فنحن نسعى لترجمة هذا المسلسل إلى اللغات الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والصينية. هناك بالفعل أقاويل، بأن مسلسل «السهام المارقة» سيتم إنتاجه كفيلم أيضًا.. فهل ستقوم بإخراجه؟ - نعم، سوف أخرجه، وسيكون فيلمًا رائعًا !!