كانت الأندلس, واسمها القديم إيبيريا وحاليا إسبانيا والبرتغال, خاضعة للإمبراطورية الرومانية, وفي مطلع القرن الخامس الميلادي اجتاحتها قبائل القوط وأسسوا فيها دولة قوطية عاصمتها طليطلة, فلم تكن تحت حكم سكانها الأصليين, وكان التسلط والظلم والاضطراب سمة بارزة في حكمهم, فلم يستقر لهم سلطان. وأراد موسي بن نصير فتح بلاد الأندلس, فأرسل سرية استكشافية بقيادة طريف بن مالك في رمضان سنة91 ه, المقصد منها معرفة الأحوال قبل دخول الأندلس, وقام طريف بسلسلة من الغارات السريعة علي الساحل الأندلسي الجنوبي فأصاب غنيمة كبيرة, ورجع سالما فلما رأي المسلمون ذلك سارعوا إلي فتح الأندلس, واختار موسي بن نصير لهذه المهمة طارق بن زياد. عبر طارق المضيق في سبعة آلاف من المسلمين, أكثرهم من البربر, ورست السفن عند جبل لا يزال يعرف حتي اليوم بجبل طارق, وكانت أول مدينة افتتحها طارق قرطاجنة, وبلغ حاكم إيبريا خبر نزول المسلمين بأرض الأندلس, فجمع جيشا جرارا بلغ مائة ألف, فلما علم طارق بما حشده أرسل إلي موسي بن نصير يطلب منه المدد فأرسل إليه خمسة آلاف مقاتل وتقابل الجيشان في رمضان في مكان اسمه وادي لكة وانتصر المسلمون انتصارا عظيما. وبعد هذه المعركة توسع طارق في الفتح, وتوجه إلي المدن الرئيسية في الأندلس, واستمر في زحفه حتي انتهي إلي طليطلة عاصمة الأندلس وتمكن من فتحها إلي أن جاءه موسي بن نصير في جيش قوامه ثمانية عشر ألفا, ففتح المدن التي لم يفتحها طارق ودخل الأندلس في رمضان سنة93 ه.