أكد الرئيس السوداني عمر البشير, أن مصر والسودان أمام مرحلة تاريخية مفصلية بسبب ما تشهده المنطقة من مشكلات وصراعات, مشددا علي أن هناك إرادة سياسية قوية للتعاون لحل أي إشكالية تظهر بين البلدين. وفيما يلي كلمة الرئيس السوداني التي أدلي بها خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي أعقب محادثات القمة المصرية السودانية التي عقدت ظهر أمس بقصر الاتحادية بمصر الجديدة: فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي, الإخوة أعضاء الوفدين, الحضور الكريم, السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته, بالأصالة عن نفسي ونيابة عن الوفد السوداني, أقدم الشكر الجزيل للأخ الرئيس ولحكومة ولشعب مصر علي حسن الاستقبال وكرم الضيافة المعهودين اللذين قوبلنا بهما منذ وصولنا إلي بلدنا مصر. كما تطرقت مع فخامة الرئيس السيسي إلي مختلف القضايا والمشاغل التي تهم البلدين والشعبين ونؤكد مرة ثانية أن هناك إرادة سياسية قوية للتعاون لحل أي إشكالية تظهر بين البلدين بل والتعاون بيننا في كل القضايا البناءة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين. نحن أمام مرحلة تاريخية مفصلية; حيث نشاهد ما تعانيه منطقتنا من مشكلات نتأثر بها جميعا ونحمد الله أننا بمنأي عن هذه المشكلات, لكن الأمر يتطلب المزيد من التقارب والتشاور والتعاون من خلال الآليات المشتركة في شتي المجالات التي أسسناها لمتابعة هذه القضايا. وتابع الرئيس السوداني: لقد كانت لقاءاتنا الثنائية سواء الثنائية المباشرة بين الخرطوموالقاهرة أو من خلال لقاءاتنا في المناسبات الإقليمية والدولية إيجابية مائة بالمائة وكانت للقاءات آثارها الكبيرة للغاية في زيادة التفاهم الذي يؤدي بدوره إلي مزيد من التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة. العلاقات السودانية المصرية هي أمانة في عنق قيادة البلدين وهي علاقة تاريخية يربطها التاريخ والجغرافيا ونهر النيل, كما يربطنا تاريخ ومصير ومستقبل مشترك, ويربطنا الاجتماع والثقافة والدين, وكلها روابط قوية تسهم في مزيد من التعاون. وأضاف البشير: وقد أكدنا أن تعاوننا سيكون لمصلحة الشعبين والبلدين.. وقد تحدث الرئيس السيسي عن مشروعات الربط بين البلدين سواء عبر الطرق البرية الحمد لله السودان ومصر تربطهما طرق برية جيدة وتحدثنا عن الربط عبر نهر النيل وتطوير هيئة النقل النهري بين البلدين وهيئة النيل للملاحة, وتحدثنا كذلك عن الربط الكهربائي وربط سكك حديد السودان وسكك حديد مصر, وتحدثنا عن الربط البحري وخلافه وكل ذلك لتيسير حركة المواطنين وحركة السلع لأن هذه هي الرغبة الحقيقية لدي الشعبين. وأضاف البشير, أن تعاوننا هو لمصلحة وقوة الطرفين ولذلك ستظل لقاءاتنا علي مستوي القمة لنراجع ما تقوم به الآليات التي أسسناها في شتي المجالات, وإذا كانت هناك أي إضافات أو توجيهات حول بعض القضايا فنستطيع التركيز عليها من خلال ما نعقده من قمم سواء في الخرطوم أو القاهرة أو عند لقاءاتنا في المؤتمرات المختلفة, وهو ما يتيح فرصة لمراجعة ما تم تنفيذه لنعززه وما لم يتم تنفيذه لنزيل العقبات لننطلق إلي الأمام إن شاء الله, واستطرد قائلا: ليس لدينا أي خيار إلا أن نتعاون ونعمل مع بعضنا البعض لأن هذه هي المصلحة والرغبة الأكيدة لشعوبنا وأننا إنما نعبر عن شعوبنا. وقال البشير: ربنا يحفظ مصر وأمنها واستقرارها ونحن مع استقرار مصر ومع دعم الرئيس السيسي لأننا تعاونا معه وعرفناه عن قرب وعرفنا صدقه وتطلعاته للعلاقات القوية بين البلدين. وتابع البشير: أنا لا أنسي زيارة أخي الرئيس السيسي للخرطوم, خاصة وقد كانت المرة الأولي التي يأتي فيها رئيس دولة بزيارة دون برنامج أو مراسم محددة للزيارة, وأؤكد أن الرئيس السيسي لم يهتم بكل هذه الشكليات لأن السودان بلده كما أن مصر بلدنا فنحن بلد واحد وشعب واحد, فالتاريخ والجغرافيا والثقافة والدين كلها تقول: إننا شعب واحد وسنظل كذلك نتعاون يدا بيد لمصلحة الشعبين والبلدين.. وأشكرك كثيرا فخامة الرئيس السيسي.