لم يعد دور الفن التشكيلي قاصرا علي عروض الجاليريهات المغلقة فحسب, بل امتد إلي التفاعل مع المجتمع من خلال تجميل الميادين والمنشآت العامة بهدف الارتقاء بالحس الجمالي من خلال رسوم الجرافيتي والجداريات , حيث تمت الاستعانة بطلاب الكليات المتخصصة في تجميل أسوار حديقة الحيوان ولاقت نجاحا كبيرا, بالتزامن مع تجربة تجميل محطة مترو أنفاق الأوبرا التي تتمتع ببانوراما مبني دار الاوبرا الصرح المعبر عن الفن والثقافة في مصر, ذلك من خلال مبادرة تيجي نلونها التي أطلقها عدد من طلاب كلية الفنون الجميلة علي شبكات التواصل الاجتماعي وتفاعلت معها جمعية مبدعون. يقول الفنان صالح العنبري, القوميسيير العام: عندما فكرنا في مشروع تجميل محطة الأوبرا استقر فريق العمل علي اختيار جالاكسي شعارا للمبادرة, وقمنا بعمل اسكتشات عبارة عن رسوم تكوينات عالم الفضاء ووافقت عليها إدارة مترو الأنفاق, وتم التنفيذ من خلال عمل فني واحد بطول40 مترا وارتفاع2 متر, بجانب تجميل الأسقف باستخدام تقنية الاير براش بألوان البلاستيك مع الاستعانة بأشكال دائرية داخلها بورتريهات لنجوم الفن والثقافة طه حسين, أحمد شوقي, أم كلثوم, شادية, فاتن حمامة, نجيب الريحاني, إسماعيل ياسين, عبد الحليم حافظ, سيد مكاوي, المثال محمود مختار, ورسام الكاريكاتير عبد المنعم رخا. ويري العنبري أن مبادرة تيجي نلونها جاءت تفعيلا لطاقات الشباب المتفجرة ومشاركتهم الايجابية في بناء الوطن, والخروج بعروض القاعات المغلقة الي الميادين والشوارع. وتقول يارا علي الدين, طالبة بالفرقة الأولي بفنون جميلة عضو جمعية مبدعون: إن الفكرة انطلقت عقب تدشين مبادرة تيجي نلونها علي شبكات التواصل الاجتماعي وتكوين فريق عمل ضم11 طالبا وطالبة بينهم مروة ممدوح, سارة يوسف, يمني أيمن, هبة عبد الرحيم, أحمد طه, محمد علي, محمد أبو سنة, شيماء صلاح, وقمنا بتجميل منطقة مصر الجديدة بالتعاون مع رئاسة الحي, ويعتبر تجميل محطة مترو أنفاق الأوبرا الفاعلية الثانية بالنسبة لنا, لافتة إلي أن المشروع استغرق ثلاثة أسابيع, وتم افتتاحه الثلاثاء الماضي بحضور د.هشام عرفات وزير النقل, مشيرة إلي أنها قامت برسم بورتوريه أم كلثوم في شكل دائرة60 سمX60 سم عند مدخل المحطة. وتقول مروة ممدوح, إحدي المشاركات: إنها كانت متخوفة جدا خاصة أنها المرة الأولي تشارك في الجداريات, لكن تشجيع المارة مكنها من رسم بورتوريه لعميد الأدب العربي طه حسين بطريقة متميزة. وتابعت الطالبة يمني أيمن رسمت بورتريه لعبد الحليم حافظ بمساحة30 سمX30 سم, ولم تكن تجربتي الأولي واكتشف موهبتي أساتذة التربية الفنية بالمرحلة الثانوية, وقبل التحاقي بكلية الفنون الجميلة شاركت في المسابقات المدرسية وأيضا في عدد من المعارض الجماعية. من جانبه أشار د. حمدي أبو المعاطي نقيب التشكيليين إلي أن مثل هذه التجارب التي يقدمها الشباب المتخصص كطلاب الفنون الجميلة والتربية الفنية تعتبر مبادرات مهمة لها بعد معرفي وتثقيفي لدي المواطن العادي وتبعث علي التفاؤل لجيل يتميز بالموهبة والحس الوطني تجاه بلدهم, خاصة في تجميل بعض المواقع المختلفة, ومنذ أكثر من ثلاث أعوام قام مجموعة من الشباب بتجميل سلالم كوبري أكتوبر وغيرها, ولاقت استحسان الجمهور, ونري أن نموذج تجميل سور حديقة الحيوان بالجيزة ومحطة الأوبرا يقدمها طلائع الفنانين من الطلاب من خلال مبادرة يالا نلونها تستحق الاهتمام, لكن الموضوع يحتاج لبعض الوعي بطبيعة كل مكان وتقديم بعض التوجيهات والخبرات لظهور بلدهم بصورة مشرفة والاستفادة بهذا الجهد الكبير الذي يبذله هؤلاء الشباب الذي نشد علي أيديهم ونشكر مساعيهم الدائمة. ويتساءل أبو المعاطي أين تنفيذ قرار مجلس الوزراء؟ الذي نص علي أن لا يسمح بتجميل أي ميادين أو مواقع عامة في جمهورية مصر العربية, إلا من خلال المحافظين والمحليات والرجوع إلي وزارة الثقافة كجهة اختصاص بالتعاون مع نقابة التشكيليين كجهة استشارية وهذا ماطالبت به نقابة الفنانيين التشكيليين المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء واستجاب مشكورا للمناشدة.