تنفرد مدينة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر بمقومات كبيرة في مجال السياحة العلاجية, حيث أثبتت التجارب العلمية أنها من أهم مناطق الاستشفاء البيئي علي مستوي العالم.. إلا أن تلك المقومات لا تزال غير مستغلة كما يجب.. كما يؤكد عدد من الخبراء لالأهرام المسائي وبعيدة عن دائرة الاهتمام الحكومي خاصة الأجهزة المعنية بقطاع السياحة, بالرغم من أن هناك دولا عربية أقل كثيرا من حيث إمكاناتها الطبيعية في هذا المنتج, استطاعت أن تحقق عوائد كبيرة من خلال الترويج الجيد لمنتجها من هذا النوع من السياحة وتعظيم الاستفادة منه ودعم اقتصادها القومي وزيادة فرص العمل بها. في البداية يقول الدكتور أبو الحجاج نصير, مدير عام الفرع الإقليمي لجهاز شئون البيئة بالبحر الأحمر, إن السياحة العلاجية تعد واحدة من أنماط السياحة المعروفة عالميا ويطلق عليها سياحة الاستشفاء, مشيرا إلي أن مدينة سفاجا واحدة من أهم مناطق مصر والعالم وتعد عاصمة السياحة العلاجية في المنطقة وفقا لما أكدته أبحاث المركز القومي للبحوث ومنظمة الصحة العالمية من حيث قدرتها علي علاج أمراض الصدفية بصفة خاصة عن طريق الاستحمام بمياهها التي تتميز بدرجة ملوحة عالية لا تتوافر في مناطق أخري, فضلا عن التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية والتي تتميز بها المنطقة دون غيرها ربما علي مستوي العالم. وقال نصير: إن نسبة الشفاء لمن جاءوا إلي المنطقة خلال الفترات السابقة بلغت أكثر من90%, مشيرا إلي أنه سبق أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن سفاجا أفضل مناطق العالم في الاستشفاء البيئي وطبيعتها هي السبب في ذلك والدليل علي ما نقول هو عدم وجود أي حالات مرضية للصدفية بين سكان هذه المدينة وهو أمر غير عادي وغير موجود في أي منطقة أخري, موضحا أن أي منطقة سكنية علي مستوي العالم لا تخلو من وجود نسبة مصابة بهذا المرض ولو قليلة جدا. ويضيف طارق أدهم أحد المسئولين بقطاع السياحة بسفاجا, أنه علي الرغم من توافر جميع مقومات السياحة العلاجية في مصر بصفة عامة وفي مدينة سفاجا بصفة خاصة حيث إنها المنطقة الوحيدة علي مستوي مناطق الاستشفاء المعروفة عالميا التي تتوافر بها عناصر العلاج والمتمثلة في أشعة الشمس فوق البنفسجية والمياه المالحة لمدة12 شهرا متصلة أي طوال أشهر العام, ورغم أن مصر كانت ملجأ للباحثين عن العلاج الطبيعي لأمراض الصدفية والروماتويد وغيرهما منذ عصر الفراعنة, مشيرا إلي أن هناك معلومات تؤكد أن الملكة حتشبسوت كانت تأتي من صعيد مصر إلي شاطئ البحر الأحمر من أجل هذا الغرض ورغم أن الذين يسعون للعلاج من هذا النوعية يقدرون بالملايين علي مستوي العالم إلا أن هذه الإمكانات لم تستغل حتي الآن كما يجب وكما فعلت دول أخري بها إمكانات أقل بكثير, لافتا إلي أن الأجهزة المختصة بالدولة لا تزال تتجاهل هذا القطاع الذي يعد أحد أهم روافد الحركة السياحية حيث تؤكد الإحصائيات أن أكثر من10% من حجم الحركة السياحية علي مستوي العالم من الباحثين عن الاستشفاء البيئي من أمراض الصدفية وغيرها وعوائد هذه الشريحة بالمليارات. ويطالب أدهم بضرورة تحقيق عدة مطالب لاستغلال إمكانات هذا المنتج السياحي, أولها أن تضع الدولة متمثلة في وزارتي السياحة والخارجية وهيئة تنشيط السياحة والهيئة العامة للاستعلامات وأجهزة الإعلام الحكومية هذا المنتج تحت مظلتها الرسمية, مشيرا إلي أن القطاع الخاص وحده غير قادر علي مهمة الترويج الجيد لهذا المنتج, فضلا عن أن الثقة في ترويجه مجروحة بعكس الثقة في الأجهزة الرسمية, لافتا إلي أنه لابد من أدوات أخري للترويج للمنتج حتي يأخذ شهرته العالمية التي تتفق مع قدراته علي الاستشفاء, موضحا أن السائح العلاجي عندما يأتي للمنطقة فإن نفقاته أعلي من أي سائح آخر لأنه يمكث لفترة طويلة ولأنه لا يأتي بمفرده بل يأتي بمرافق أو أكثر, كما يطالب بوضع تيسيرات فيما يختص بتأشيرات الدخول, بالإضافة إلي ضرورة تطوير البنية الرئيسية لهذه الشريحة السياحية بما فيها المستشفيات. من جانبه أكد اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر أن المحافظة بالتنسيق مع وزارة السياحة وغيرها من الأجهزة المعنية بقطاع السياحة تركز خلال هذه الفترة علي تنويع منتجاتها السياحية من خلال استغلال جميع المقومات الطبيعية الموجودة بالمنطقة وعلي رأسها المقومات البيئية والاستشفائية خاصة ما يتعلق بمقومات الاستشفاء من الصدفية والروماتويد التي تنفرد بها مدينة سفاجا دون غيرها, مشيرا إلي أن هذه المدينة من خلال المقومات الطبيعية التي تتعلق بمياهها ورمالها وأشعة الشمس بها تعتبر عاصمة للسياحة العلاجية علي مستوي مصر بل وعلي مستوي العالم. وأوضح عبد الله أن المحافظة خططت لإقامة مدينة سياحية بيئية في سفاجا, مشيرا إلي أنه تم تحديد مساحة الأرض اللازمة لهذا المشروع الذي سيطرح ضمن مشروعات المؤتمر الاقتصادي للمحافظة قريبا. وطالب المحافظ بضرورة أن تولي الأجهزة المختصة الأخري اهتماما للترويج لهذا المنتج السياحي المهم والتي تقدر شريحة رواده علي مستوي العالم بالملايين ممن ينفقون كثيرا خلال رحلاتهم السياحية, مشيرا إلي أنه آن الأوان لأن تأخذ محافظة البحر الأحمر نصيبها من هذه الشريحة السياحية الكبيرة.