لاتزال مقومات السياحة العلاجية الفريدة التي تتمتع بها مدينة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر والتي ثبت بالدليل العلمي القاطع أنها من أهم مناطق الإستشفاء البيئي علي مستوي مصر والعالم غير مستغلة كما يجب وبعيدة عن دائرة الإهتمام الحكومي من قبل الأجهزة المختصة عن قطاع السياحة وغيرها رغم أن هناك دولا عربية أقل بكثير من حيث إمكاناتها الطبيعية في هذا المنتج إستطاعت أن تحقق عوائد كبيرة من خلال الترويج الجيد لمنتجها من هذه النوعية وتعظيم الإستفادة منه ودعم إقتصادها القومي وزيادة فرص العمل بها. يؤكد محمد فتحي الخبير السياحي أن السياحة العلاجية هي واحدة من أنماط السياحة المعروفة عالميا وتمثل أكثر من10% من حجم الحركة السياحية العالمية وعوائدها تزيد عن100 ملياردولار سنويا تنفق منها الدول العربية27% ويطلق عليها سياحة الإستشفاء.. ومدينة سفاجا واحدة من أهم مناطق مصروالعالم بل تعد عاصمة السياحة العلاجية في المنطقة وفقا لما أكدته أبحاث المركز القومي للبحوث ومنظمة الصحة العالمية من حيث قدرتها علي علاج أمراض الصدفية بصفة خاصة عن طريق الإستحمام بمياهها التي تتميز بدرجة ملوحة عالية لاتتوافر في مناطق أخري والتعرض لأشعة الشمس الفوق بنفسجية والتي تتميز بها المنطقة دون غيرها ربما علي مستوي العالم حيث بلغت نسبة الشفاء لمن جاءوا إلي المنطقة خلال الفترات السابقة نحو95% وسبق أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن سفاجا أفضل مناطق العالم في الإستشفاء البيئي وطبيعتها هي السبب في خلو سكانها علي سبيل المثال من مرض الصدفية الجلدية وهو أمر غير عادي وغير موجود في أية منطقة أخري حيث أن أية منطقة سكانية علي مستوي العالم لاتخلو من وجود نسبة1% علي الأقل من المصابين بهذا المرض الجلدي الذي يصعب علاجه بالأدوية التقليدية المعروفة. يقول طارق أدهم عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق السياحية فرع البحر الأحمر أنه علي الرغم من توافر كافة مقومات السياحة العلاجية في مصر بصفة عامة وفي مدينة سفاجا بصفة خاصة حيث أنها المنطقة الوحيدة علي مستوي مناطق الإستشفاء المعروفة عالميا التي تتوافر بهاعناصر العلاج والمتمثلة في أشعة الشمس فوق البنفسيجية والمياه المالحة لمدة12 شهرا متصلة أي طوال أشهر العام ورغم أن مصر كانت ملجأ للباحثين عن العلاج الطبيعي لأمراض الصدفية والروماتيد وغيرهما منذ أيام الفراعنة حيث هناك معلومات تؤكد أن الملكة حتسبسوت كانت تأتي من صعيد مصر لشاطئ البحر الأحمر من أجل هذا الغرض ورغم أن الذين يسعون للعلاج من هذا النوعية يقدرون بالملايين علي مستوي العالم فأي دولة في العالم لاتقل نسبة المرضي فيها من هذا النوع عن1% من إجمالي سكانها إلا أن هذه الإمكانات لم تستغل حتي الآن كما يجب وكما فعلت دول أخري بها إمكانات أقل بكثير..وما زالت الأجهزة المختصة بالدولة تتجاهل هذا القطاع الذي يعد أحد أهم روافد الحركة السياحية. ويطالب بضرورة تحقيق عدة مطالب لإستغلال إمكانات هذا المنتج السياحي أولها أن تضع الدولة متمثلة في وزارتي السياحة والخارجية وهيئة تنشيط السياحة والهيئة العامة للإستعلامات وأجهزة الإعلام الحكومية هذا المنتج تحت مظلتها الرسمية لأن القطاع الخاص وحده غير قادر علي مهمة الترويج الجيد لهذا المنتج والثقة في ترويجه ثقة مجروحة بعكس الثقة في الأجهزة الرسمية ولابد من أدوات أخري لتكبير صورة المنتج حتي يأخذ شهرته العالمية التي تتفق مع قدراته علي الإستشفاء مع ضرورة النظر علي أن السائح العلاجي عندما يأتي للمنطقة فإن نفقاته أعلي من أي سائح أخر لأنه يمكث لفترة طويلة ولأنه لايأتي بمفرده بل يأتي بمرافق أو أكثر كما يطالب بوضع تيسيرات فيما يختص بتأشيرات الدخول وأيضا لابد من تطوير البنية الرئيسية لهذه الشريحة السياحية بما فيها المستشفيات. أما أبو الحسن الكلحي مساعد رئيس مدينة سفاجا وعضو مجلس محلي المحافظة سابقا فيؤكد علي ضرورة التركيز علي المقومات الطبيعية الموجودة بنطاق مدينة سفاجا لعلاج الأمراض الجلدية ومنها الصدفية والروماتيد والتركيز علي هذين النوعين من الأمراض الجلدية مع ضرورة توفير العمالة المدربة بأماكن الإستشفاء المحددة لعلاجهما وتطوير أماكن الإعاشة والترفيه الجيد بهما حتي لايصاب الزائر بملل لأنه يقضي مدة طويلة لتلقي العلاج.. والأهم من كل ذلك السعي بكافة الطرق لكي يكتسب هذا المنتج السياحي السمعة العالمية الطيبة والثقة لدي الزائرين.