أكد المخرج سمير سيف أنه تربطه علاقة وطيدة وقديمة بالمخرج الراحل يوسف شاهين الذي مر علي وفاته عشر سنوات, مشيرا إلي أن فيلم صراع في الوادي الذي أخرجه الراحل كان سببا رئيسيا في حبه في السينما حيث شاهده200 مرة ويحفظ كل الجمل فيه والمشاهد بترتيبها بسبب إبداع الراحل فيه, ومن هنا قرر سيف العمل معه للتعلم منه, موضحا أنه عمل معه كمساعد مخرج في فيلم الناس والنيل أول إنتاج مصري روسي مشترك. وأضاف سيف في الندوة التي أقيمت أمس ضمن فعاليات معرض الكتاب تحت عنوان يوسف شاهين10 سنوات علي رحيله بحضور هشام سليمان رئيس شبكة قنوات دي إم سي وأدارها المخرج أمير رمسيس أنه لا يريد تكرار الحديث عن الراحل في كل مناسبة, ولذلك قرر أن يتناول زاوية مختلفة في الحديث عنه, فهم من المخرجين الذين أثروا في حياة الراحل وهم إيليا كازان أحد أهم مخرجي المسرح في أمريكا وتعرف عليه شاهين وتعلم منه كيف يكون صاحب أسلوب بصري مميز غير مسبوق في السينما المصرية من خلال تكوينات الصورة ورسم طريقة حركة الممثل. وتابع: إنه عندما زار إيليا مهرجان القاهرة السينمائي في فترة التسعينيات حدث لقاء بينه وبين شاهين أمامه ورأي أن شاهين يعترف بأستاذية إيليا وتأثيره فيه ليس فقط في الأسلوب البصري, ولكن في العديد من أساليب الإخراج وطريقة التفكير, وهو ما كان سببا في الانقلاب السياسي الذي حدث في تفكير شاهين وظهر هذا بوضوح خلال فيلمه جميلة بو حريد, بينما كانت أفلامه من قبله صراع في الوادي وبين إيديك الذين انحازوا للفقراء والطبقات البسيطة حيث كان دائما يسخر من الطبقات ميسورة الحال رغم أنه كان ميسور الحال ولكنه كان ينتصر للفقراء. أما المخرج الثاني الذي أثر في شاهين هو الراحل عز الدين ذو الفقار الذي يملك إحساسا بصريا قويا وظهر ذلك بوضوح خلال أفلامه وكان معجبا بشاهين ويراه موهوبا وله مستقبل واعد وهو من رشحه لإخراج فيلم جميلة بو حريد, رغم أنه كان سيخرجه قبل أن يصاب بمرض روماتويد حيث كان يتعرض لأزمات, الأمر الذي دفعه للاعتذار وترشيح شاهين لإخراجه وأصبح نقطة تحول له وبداية وعيه السياسي كما كان يحضر عز فيلم آخر وهو الناصر صلاح الدين من إنتاج آسيا ثم داهمته أزمة الروماتويد فرشح شاهين الذي يعتبر هذا الفيلم علامة بارزة في مسيرته.