تحيي محافظة الإسكندرية الاثنين الذكرى الأولى لرحيل المخرج العالمي يوسف شاهين والتى تتزامن مع افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي ال(25)، الذي قرر تكريمه لدوره في نقل السينما المصرية والعربية إلى العالمية من خلال تبنيه لقضايا الواقع ومشكلاته. وفى إطار الاحتفالية التى تنظمها المحافظة، قرر محافظ الإسكندرية عادل لبيب إطلاق اسم الراحلين المخرج العالمى يوسف شاهين والملحن بليغ حمدى على شارعين بحى المنتزه شرق المدينة. وقد أثرت نشأة المخرج العالمي يوسف شاهين في الإسكندرية، وأصوله التي تعود لام يونانية وأب لبناني على أسلوبه الذي اتسم بالإبداع والتنوع والبعد عن التقليد، فجاءت باكورة أعماله المتميزة فيلم "بابا أمين" في 1950، وكان عمره وقتها 24 عاما. وتوالت أفلام شاهين الذي وصفه الفنانون بأنه "مدرسة سينمائية مستقلة بذاتها تعلموا منها الكثير وأخرجت العديد من المع النجوم والمخرجين الى شاشات العرض السينمائي" ، منهم داود عبد السيد ، ويسري نصر الله ، وعلي خان ، ومجدي احمد علي ، وخالد يوسف ، والنجم العالمي عمر الشريف ، وخالد النبوي ، ومحسن محي الدين ، وهاني سلامة . ويجدر الاشارة الى ان شاهين قد حصل على جائزة مهرجان كان في عام 1997 عن مجمل أعماله التي كان آخرها فيلم "الإسكندرية.نيويورك" ، الذي وصفه السينمائيون بأنه "عملا رائعا في عصر الشعارات البالية". كما شغلت قضايا الوطن العربي وصراعاته بكافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية تفكير المخرج يوسف شاهين ومخيلته ، وانعكس ذلك على أفلامه التي تناولت التاريخ في شقيه "الواقع و المستقبل ، " فقدم للسينما فيلم "الناصر صلاح الدين" أشهر أفلام السينما المصرية والعربية الذي ترشح لجائزة أوسكار العالمية ، وتطرق إلى الصراع ضد الاستعمار بفيلمه "جميلة بو حريد" ، وكان شاهين قد رفض التطرف الديني والتعصب ، وعكس فكره العالمي في عدد من أفلامه مثل "المصير والآخر". ويعد المخرج العالمي شاهين صاحب رؤية مختلفة في عالم السينما ، وكان يحلم قبل رحيله أن تكون جنازته مشهدا عاكسا للثقافة المصرية المتنوعة ، وأن يتلى القرآن في سرادق عزاءه رغم أنه قبطي ، ونحتت على قبره في الإسكندرية مسقط رأسه ومثواه الأخير ، وأحب الأماكن إلى قلبه عبارات أغنية حدوتة مصرية "ميهمنيش أسمك..ميهمنيش عنوانك يهمني الإنسان لو ملوش عنوان". ووصفته الفنانة لبلبه بأنه "مدرسة سينمائية" استفادت منها الكثيرون ، وأنها تعلمت منه أشياء لم تكن لتعرفها مع غيره من المخرجين ، ومن بين تلك الأشياء إصراره على أن يحفظ الممثلون سيناريو أفلامه بالكامل وليس أدوارهم فقط.