في محاولة لإشعال الفوضي السياسية والطائفية قبل الانتخابات التشريعية وقع هجوم انتحاري مزدوج في وسط بغداد أمس أسفر عن مصرع وإصابة125 عراقيا فيما دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلي ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة للجهاديين بعد الهجوم الذي نفذه انتحاريان يرتديان حزامين ناسفين وهو الثاني الذي يستهدف العاصمة خلال ثلاثة أيام. وجاء الهجوم غداة إعلان العبادي ترشحه للانتخابات التشريعية المرتقبة في12 مايو, المقبل بعد نحو شهر من إعلانه انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي. وقتل31 شخصا وأصيب94 آخرون بجروح بعد تفجيرين استهدفا عمالا في ساحة الطيران وسط بغداد وهي مركز تجاري مهم في العاصمة وتعتبر نقطة تجمع للعمال الذين ينتظرون يوميا للحصول علي عمل واستهدفت تلك المنطقة مرارا في السابق باعتداءات دامية. وأكد المحللون أن تلك التفجيرات دائما ما تقع قبل الانتخابات وتهدف إلي إثارة الفوضي السياسية والطائفية, وفي تحرك سريع ردا علي الهجمات الإرهابية اجتمع رئيس الوزراء العراقي بقيادات العمليات والأجهزة الاستخبارية في بغداد, و أصدر مجموعة من التوجيهات والقرارات والأوامر المتعلقة بملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة. علي صعيد آخر, سيواجه العبادي سلفه ومنافسه ورفيقه في حزب الدعوة نوري المالكي في الانتخابات القادمة المزمع عقدها في مايو المقبل. وترشح العبادي في مواجهة المالكي, يمثل انقساما غير مسبوق في حزب الدعوة, المعارض التاريخي لنظام صدام حسين الذي أطاح به الأمريكيون خلال اجتياح العراق عام.2003 وفي خطوة مفاجئة فض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقوات الحشد الشعبي تحالفهما الانتخابي أمس غداة الإعلان عن ائتلاف موحد لخوض الانتخابات التشريعية المرتقبة. ويري مصدر مقرب من رئيس الوزراء رفض ذكر اسمه إن الشروط التي وضعها العبادي أدت لانسحاب عدد من الكتل السياسية التي لم تستطع أن تلتزم بها, مضيفا أن انسحابهم كان بسبب شروط ومطالبات تخالف المنهج الذي اعتمده العبادي في رفض المحاصصة واختيار الشخصيات ذات الكفاءة ودعم الإجراءات المتخذة بحق الفاسدينوتشكيل قائمة وطنية تعبر عن تطلعات جميع العراقيين. من جهتها شهد الأحزاب الكردية, التي يمثلها حاليا نحو ستين نائبا في البرلمان الاتحادي, انقساما في الصفوف قبيل الانتخابات المقبلة. وشكل كل من الحزبين التاريخيين في كردستان العراق, الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني, لائحتين منفصلتين, فيما توحدت أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة في قائمة موحدة. وفي هذا السياق, وصل وفد فني عراقي رفيع المستوي إلي مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق لبحث أزمة الحدود والمطارات وتصدير النفط, القائمة منذ أكثر من ثلاثة أشهر بين الإقليم والحكومة الاتحادية. وتهدف هذه الزيارة, التي تعد الأولي منذ اندلاع الأزمة في أعقاب إجراء الإقليم استفتاء علي الاستقلال في الخامس والعشرين من سبتمبر الماضي, للبحث في شأن إدارة الحدود البرية مع إيران وتركيا ورفع الحظر عن الرحلات الجوية الخارجية من مطاري أربيل والسليمانية في إقليم كردستان وإليهما.