قامت ما تسمي بالثورة الاسلامية في عام1979 بعد قدوم آية الله الخميني من مقر منفاه الاجباري في العاصمة الفرنسية باريس. في ذلك الوقت لم يجد إمبراطور ايران محمد رضا بهلوي مفرا من ركوب طائرته والإقلاع بها من مطار طهران لا يعرف إلي أين وجهته. طلب قائد طائرة الامبراطور المخلوع من سلطات الطيران المدني في مطار اورلي الدولي بباريس السماح له بالهبوط اتجه بعدها الي مطار هيثرو بلندن فلم يسمحوا له ايضا وهكذا كرر قائد الطائرة المحاولة مع عدد آخر من مطارات الدول الاوروبية التي كانت تربطها علاقات صداقة قوية مع بهلوي ورفضت جميع الدول الأوروبية استقباله. حاول الشاه مع اصدقائه الامريكان استضافته كلاجئ سياسي ولكنهم رفضوا أيضا ولم يجد الشاه دولة في العالم ترحب به سوي مصر. استضافه الرئيس أنور السادات بشهامة أبناء البلد. ما أود أن أقوله ان نظام ولاية الفقيه الذي أقره نظام الخميني في ايران منذ عام1979 جاء بمنهج سياسي ثابت تجاه دول المنطقة وهو العداء لها جميعا وخلق علاقات متوترة مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها السعودية والبحرين وامتد التوتر السياسي بين ايران وجيرانها ليشمل مصر واستطاعت ايران أن تخترق دول مجلس التعاون وان تقيم محورا مع دويلة قطر لتدبير المؤامرات ضد دول المنطقة تولي الحرس الثوري الايراني تدريب ميليشيات الارهاب وارسلوها إلي البحرين وليبيا والعراقوسوريا واليمن واشاعوا القلاقل الدموية في تلك الدول هدف النظام الايراني أن يسيطر علي المنطقة فقد تمكن من السيطرة علي العراق بعد الغزو الامريكي لها وامتدت مظلة النفوذ والهيمنة الايرانية لتصل الي سورياولبنان من خلال دعم حزب الله اللبناني واخيرا وصل قطار النفوذ الايراني الي اليمن بدعم جماعة عبدالملك الحوثي هناك ولم تتوقف احلام نظام ملالي ايران في احياء الامبراطورية الفارسية عند حدود هذه الدول ولكنها سعت لزرع جماعات موالية لها في الكويت ومصر وشرق السعودية, ويتوهم نظام الملالي الايراني ان هذه الجماعات الصغيرة الموالية له في هذه الدول سوف تجذب المزيد من المتعاطفين والانصار ليروا هذه الجماعات يوما ما مثل حزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن, يتمني الملالي أن يروا حركة سياسية شيعية في شرق السعودية والبحرين ومصر, وأنا علي يقين بأن أحلامهم لن تتحقق في هذه الدول وعن احلام الملالي في زرع بؤرة شيعية في مصر فإن التاريخ يقول لنا إن الشيعة حاولوا نشر المذهب الشيعي في عهد السلطان بيبرس ولكنهم فشلوا وحاولوا بعد ثورة25 يناير2011 في تكوين بؤرة فكرية سياسية في مدينة ابو النمرس بالجيزة بقيادة الشيخ مصطفي شحاتة وعندما علم الأهالي أنهم يتجمعون في أحد المنازل انهالوا عليهم بالضرب حتي قتلوهم. وهذه رسالة مفادها ان الشعب المصري سني حتي النخاع وان الشيعة وفكرهم المنحرف لن يجد له أي صدي في هذا البلد. خلاصة القول أن نظام الملالي في ايران أنفق منذ عام1979 حتي2017 نحو350 مليار دولار لإحياء احلام الامبراطورية الفارسية وترك شعبه يعاني من ازمة اقتصادية طاحنة فكانت هذه الانتفاضة الشعبية ضد نظام انفق ثروات شعبه علي أحلام توسعية.