أعرب عدد كبير من أهالي محافظة سوهاج عن استيائهم الشديد من استمرار طرح شحنات ملح السياحات بأسواق المراكز والقري, مشيرين إلي أنها تشكل خطرا كبيرا علي صحة المواطنين ولا تصلح للاستخدام الآدمي وتصيب المستهلكين بأمراض خطيرة للغاية منها الفشل الكلوي وسرطان الكبد وتدمير خلايا المخ وهشاشة العظام, لافتين إلي أن جشع بعض التجار من معدومي الضمير الراغبين في جني الأموال بأية طريقة غير مشروعة هو ما دفعهم إلي جلب المزيد من الشحنات من الملاحات غير المرخصة بأسعار زهيدة للغاية وإعادة تعبئتها في عبوات مزورة تحمل أسماء ماركات تجارية معروفة وطرحها في الأسواق أو بيعها في أجولة كبيرة لأصحاب عربات الكارو الذين يجوبون بها شوارع القري والمدن وبيعها بأسعار رخيصة مما يغري الناس للإقبال علي شرائها. ويقول واصل خميس موظف ان ظاهرة ملح السياحات ظهرت بجميع مراكز سوهاج منذ سنوات وكان الاهالي يقبلون علي شرائه لرخص ثمنه, خاصة في الأسواق الأسبوعية وهم يجهلون أضراره الصحية, حيث يغلب علي ظنهم أن رخص ثمنه بسبب عدم تغليفه في عبوات خاصة بالشركات وإنما يباع مباشرة إلي المواطنين بدون تحمل هامش ربح لمصانع التغليف وكان لا يخلو منزل تقريبا من وجود هذا الملح حتي بدأت وسائل الإعلام في التوعية بمخاطره وتحذير المواطنين من شرائه لأضراره الصحية الجسيمة. ويضيف سليم طه محام أن عربات الكارو المحملة بأجولة ملح السياحات لا تزال تجوب شوارع المراكز والقري وتنتشر بكثافة في الأسواق الأسبوعية ويقبل الناس علي شرائه خاصة من محدودي الدخل لاستخدامه في تصنيع المخللات المنزلية لرخص ثمنه غير عابئين بأضراره الصحية, ويطالب المسئولين بالتصدي بحزم لتسرب شحنات ملح السياحات الي مراكز المحافظة وقراها لحماية المواطنين البسطاء من أضراره الكثيرة. ويوضح أحمد حياالله أن خطورة ملح السياحات تتركز في اعتماد مصانع الطرشي والفسخانية ومصانع الالبان عليه في تصنيع المخللات والأسماك المملحة والجبن بأنواعه المختلفة وهذا يؤدي إلي دخوله إلي جميع المنازل من خلال قيام المواطنين بشراء هذه المنتجات دون علمهم بتصنيعها باستخدام ملح السياحات. ويشير الدكتور محمد علي قاسم الأستاذ بكلية الزراعة جامعة سوهاج إلي قيام بعض التجار معدومي الضمير بإعادة تصنيع وتعبئة ملح السياحات في عبوات مزورة تحمل أسماء ماركات معروفة عن طريق مصانع بير السلم لتضليل المواطنين وتحقيق أرباح غير مشروعة علي حساب صحة المواطنين, مطالبا مسئولي مديريتي التموين والصحة بالتصدي لهم وإغلاق هذه المصانع للحفاظ علي صحة وسلامة المواطنين. وأكد أحمد فؤاد عمران مراقب عام الأغذية بمديرية الصحة بسوهاج خطورة ملح السياحات علي الصحة العامة بسبب انه ليس ملحا وإنما هو عبارة عن جمع القشرة الملحية المترسبة في المنخفضات المنتشرة في بعض المحافظات الساحلية بما تحتويه هذه القشرة من أملاح غير مرغوب فيها ومبيدات زراعية وأسمدة ومعادن ثقيلة كلها ضارة بصحة الإنسان وطحنها, مشيرا إلي أنه يترتب علي استخدامها إصابة المواطنين بالعديد من الأمراض الخطيرة, موضحا أنه تم شن العديد من الحملات التي أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من ملح السياحات غير الصالحة للاستخدام الأدمي قبل طرحها بالأسواق حفاظا علي صحة وسلامة المواطنين, لافتا إلي أنه تم ضبط60 طنا بمركز ومدينة طما كما تم ضبط54 طنا داخل أحد المخازن بمركز طما كما عثر بالمكان علي مطحنة تستخدم لطحن كميات الملح الخشن وماكينة خياطة تستخدم في عمليات الخياطة الخاصة بالأجولة, مؤكدا أنه تم إعدام جميع المضبوطات بعد أن أكدت تقارير المعامل المركزية بوزارة الصحة بأسيوط عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي وبناء عليه قام المحافظ بإحالة أصحابها إلي النيابة العامة. وأوضح أحمد شاكر رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طما أن الوحدة المحلية تقوم بصفة مستمرة بشن حملات متنوعة علي المحلات والأسواق لضبط السلع غير الصالحة للاستخدام الآدمي والمغشوشة وخاصة ملح السياحات, مشيرا إلي قيام الوحدة بضبط سيارة نقل بمقطورة محملة بكميات كبيرة من ملح السياحات قبل طرحها بالأسواق.