القدس عربية المنشأ والمآل

بعدما بينما فيما مضي من حلقات ان القدس عربية ا لمنشأ نعرض اليوم لوجهة نظر التوراة في شأن عربية القدس مصداقا لقولة تعالي( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين
) سورة ال عمران آية93 وذلك من خلال بعض النصوص التوراتية التي تدلل علي أن القدس ليست أرض الآباء كما يزعم الصهاينة بل هي أرض غربة لهم, وفترة الآباء هي تلك الفترة ا لتي تبدأ من عهد سيدنا إبراهيم إلي بعثة سيدنا موسي عليه السلام وخروجه ببني إسرائيل من أرض مصر. ويمكن هنا لمتتبع نصوص التوراة أن يجد العديد من النصوص التي تدلل علي كون أرض فلسطين كانت أرض غربة لهم ولعل أصدق مايدل علي كون القدس فلسطينية ماورد في سفر التكوين حيث جاء( وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة) سفر الكوين الاصحاح21: آية34, كما جاء في نص التوراة أن سيدنا إبراهيم عندما أراد أن يختار زوجة لولده أرسل عبده الي ارض عشيرته خارج أرض كنعان التي كان يسكنها حينها وقد ورد ذلك في سفر ا لكوين( واستحلفني سيدي قائلا: لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذي أنا ساكن في أرضهم) سفر التكوين الأصحاح24 اية.37 كما أن استنادهم علي ماورد في التوراة من قول الله لإبراهيم في سفر التكوين( وأقيم عهدي بيني وبينك, وبين نسلك من بعدك في أجيالهم, عهدا أبديا, لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك. وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكا أبديا. وأكون إلههم) سفر التكوين الإصحاح16 اية8,7 من أن الله قد وعد بني اسرائيل تلك الأرض إلي أبد الدهر وذلك لأن إبراهيم قد وعد بها, هنا نري أن الوعد كان لسائر بني إبراهيم ولم يختص الله بعض ولده علي بعض فهي تشمل نسل إسماعيل كما تشمل نسل إسحاق. أما عن حياة إسحاق بأرض فلسطين فيمكن لمتتبع نصوص التوراة أن يعلم أنه قد قدم إلي تلك الأرض لاجئا بعدما حل القحط علي البلاد ومن ذلك ماذكر في سفر التكوين( وكان في الأرض جوع غير الجوع الأول الذي كان في أيام إبراهيم, فذهب إسحاق الي أبيمالك ملك الفلسطينيين, إلي جرار. وظهر له الرب وقال: لا تنزل الي مصر اسكن في الأرض فاكون معك وأباركك) سفر التكوين الإصحاح25: اية1:.3 كما تذكر التوراة كذلك أن يعقوب عليه السلام قد سكن في أرض كنعان بعد العودة من عند بيت أخواله فجاء في سفر التكوين( وسكن يعقوب في ارض غربة أبيه, في أرض كنعان) سفر التكوين الاصحاح37 اية1, واستمر بقاء يعقوب في أرض كنعان حتي رحل هو وسائر ولده الي مصر, في عهد ملك يوسف واستمروا في مصر مايفوق الأربعة قرون من الزمان حتي خرجوا من مصر في زمان نبي الله موسي فقد جاء بسفر الخروج( واما اقامة بني اسرائيل التي اقاموها في مصر فكانت اربع مئة وثلاثين سنة) سفر الخروج الأصحاح12 اية.40
ومن هذا كله يتضح بما لا يدع مجالا للشك ان ارض فلسطين ظلت عربية خالصة حتي خروج موسي عليه السلام من مصر ببني اسرائيل.