تعداد عدد سكان مصر مائة مليون, ولو حصرنا عدد العاملين في الدولة من جميع القطاعات والمؤسسات, خاص وحكومي وفرضنا انهم بنسبة50% يعني بقرابة50 مليون موظف, ولو طبقنا نظام خصم جنيه من كل موظف بشكل تلقائي كل شهر سوف يؤثر ولا يتأثر, ما أقصده أن مبلغ جنيه لا يؤثر سلبيا علي الموظف اي لا يؤثر علي مرتبه ولكن في المقابل سيكون الموظف مؤثرا بصورة إيجابية, ولو جمعنا50 مليونا كل شهر ووضعناها في بيت المال لصرفها علي الفقراء والمساكين وجميع المصارف, لأحدثنا طفرة ليس في تاريخ مصر ولكن في تاريخ الإنسانية, فمن ضمن أركان الإسلام الخمسة( الزكاة) وقد شرعها الله كحق للفقير ولو قام كل فرد في الدولة وخاصة الأغنياء باستخراج مبلغ الزكاة المفروض عليه لما كان هناك فقير او جائع! فمن المعلوم ان حق المسكن حق منحه الإسلام قبل ان تعلن عنه مبادئ حقوق الإنسان, بل الشريعة الإسلامية قررت حق المسكن لكل أفراد الدولة وألزمت الدولة بتوفير المساكن للمحتاجين من افرادها, بل إذا عجزت الدولة عن ذلك لقلة مواردها او لا يوجد ما يكفي لتوفير الاحتياجات للأفراد, كان لزاما علي الأغنياء في المجتمع, وتقع عليهم مسئولية إيفاء حاجات الفقراء والمساكين من طعام وشراب ومأوي وملبس,وفي ذلك يقول بن حزم: وفرض علي الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم,ويجبرهم السلطان علي ذلك إن لم تقم الزكاة بهم. وكما قال الله تعالي: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة, فهذه الآية توضح نوعا من أنواع التكافل الاجتماعي في الإسلام اي التزام القادر من أفراد المجتمع نحو أفراد المجتمع غير القادرين, كما أوضح رسول الله صلي الله عليه وسلم ذلك وقال: من كان معه فضل ظهر فليعد به علي من لا ظهر له ومن كان له فضل زاد فليعد به علي من لا زاد له قال: فذكر من أصناف المال حتي رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل,كما أن الإسلام حث علي مبدأ التعاون والتكافل ليس فقط بين المسلمين بعضهم البعض بل ايضا ما بين المسلمين وغير المسلمين باعتبارهم أفرادا يعيشون في المجتمع لهم ما لهم من حقوق وعليهم ما عليهم من واجبات, وضرب سيدنا عمر بن الخطاب أروع الأمثلة في تعامله وعطائه مع أهل الذمة, وقد حث الإسلام علي إعطاء المحتاجين والمساكين فقال تعالي: والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم, فهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحث علي ذلك, فقال رسول الله: ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلي جنبه, فأين نحن من الإسلام الآن! الدين الحق الذي يدعو للمحبة والتفاؤل والتسامح ليس فقط ما بين المسلمين بعضهم البعض بل ما بين المسلمين وغير المسلمين من أهل الكتاب, والإسلام لم يحث علي التعاون فقط في الأمور المالية بل في العلم والحكمة ايضا واوجب الإسلام النصح والمشورة,كما ورد في حديث رسول الله الدين النصيحة, فالإسلام دين الرحمة, وكل قواعده وأحكامه تحث علي الرحمة والتعاون, هذا هو الدين الإسلامي الذي يجب ان يصل لكل العالم وقبل ان يصل للغرب يجب ان يصل للعرب!