فيما أعلن نائب رئيس الاتحاد الروسي لصناعة السفر يوري بارزيكين استئناف مبيعات الجولات السياحية للروس إلي مصر في الربع الأول من العام المقبل, وتوقيع وزير الطيران المدني الاتفاقية التي تقضي بعودة رحلات الطيران المباشرة بين القاهرة وموسكو, واستئناف الحركة الجوية بين البلدين, أكد خبراء الإقتصاد أن عقد الإتفاقية يمثل رسالة إيجابية لدول العالم بتحسن الأوضاع الأمنية والإقتصادية, وذلك بعد توقف الرحلات منذ نوفمبر2015, وتحديدا منذ أزمة سقوط الطائرة الروسية. أكد الدكتور طارق حماد, عميد كلية التجارة السابق بجامعة عين شمس, أن توقيع إتفاقية عودة الرحلات الجوية بين مصر وروسيا وعودة السياحة الروسية المتوقفة منذ أكثر من عامين تعتبر نتيجة طبيعية لمساعي الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستيعاب أزمة سقوط الطائرة الروسية, وتمثل رسالة الي دول العالم باستقرار الأوضاع الأمنية في مصر وتأمين كافة القادمين لمصر. وأشار إلي أن عودة السياحة الروسية الي مصر سوف تؤدي إلي إنتعاش حركة السياحة بنسبة كبيرة في ظل وصول السياحة الروسية الي حوالي4 ملايين سائح بما يعادل أكثر من30% من حجم السياحة الأجنبية الوافدة لمصر والتي بلغت12 مليون سائح سنويا خلال السنوات الماضية. وأوضح أن الدخل الذي تحققه حركة السياحة الروسية في مصر في عام واحد يصل إلي4 مليارات دولار وهو ما يعادل قرض صندوق النقد الدولي لمصر في ثلاث سنوات. وأكدت الدكتورة منال عبد العظيم, بكلية التجارة جامعة القاهرة, أن عودة السياحة فضلا عن أنها تؤثر إيجابيا علي شركات السياحة والفنادق السياحية والمزارات وتعمل علي تقليص حجم الخسائر وتحقيق عائد جيد لها تأثير قوي ومباشر علي حوالي90 صناعة تتعلق بصورة مباشرة بقطاع أو غير مباشرة بقطاع السياحة مما يعني بداية تحسن قطاع السياحة والقطاعات المرتبطة به وإنتهاء أزمة السياحة في مصر. وقالت إن عودة الرحلات الجوية يعني دخول العملات الأجنبية إلي مصر مما يعني زيادة الاستقرار في سوق النقد الأجنبي والوضع الإقتصادي. وأعربت عن اعتقادها أن الدخل الناتج من عودة الرحلات السياحية الروسية إلي مصر يمكن أن يسهم في القرض الروسي المقدم لمصر لبناء محطة الضبعة النووية بما لا يمثل عبئا علي مصر في توفير أقساط القرض والفائدة المستحقة. وتوقعت خلال الأشهر المقبلة منافسة قوية بين مصر وعدد من الدول التي استفادت من توقف السياحة عن مصر وقدمت العديد من الامتيازات لاستقطاب هذه الأعداد من السياح لتحقيق أرباح ومنها قبرص واليونان وتركيا. وأكدت أن قرار تحرير سعر صرف الجنيه المصري وانخفاض قيمته مقابل العملات الأخري ومنها الروبل الروسي يمثل ميزة تنافسية لشركات السياحة المصرية لمواجهة الدول الاخري, مشيرة الي أنه بأقل قيمة من العملات يمكن أن تقوم برحلة سياحية الي مصر وهو صعب حدوثه مع الدول الأخري لإرتفاع قيمة عملتها.