عقد أمس الأزهر الشريف بالتعاون مع جامعة الدول العربية مؤتمرا دوليا تحت عنوان التطرف وأثره السلبي علي مستقبل التراث الثقافي العربي. وقد حمل المؤتمر من خلال جلساته ومحاوره كثيرا من الأفكار والأطروحات التي تعين علي تفكيك الفكر المتطرف وترسيخ هوية المجتمع, وأكدت جلساته, ضرورة تكاتف جميع الدول ومؤسساتها وهيئاتها المعنية بهذا الشأن لمواجهة الإرهاب والتطرف الفكري حفاظا علي التراث الثقافي. وانتهي المشاركون إلي توصيات من شأنها الحفاظ علي التراث ومقاومة الإرهاب, منها استنهاض همم المعنيين بالتراث للحفاظ علي هويتنا وأصالتنا وحمايتها من الاندثار أو التزييف وتطوير خطط العمل المناهضة للتطرف الفكري الباعث علي الإرهاب والهادم للتراث بما يتناسب مع مستجدات العصر وتثمين الدور الذي يضطلع به الأزهر الشريف وجامعة الدول العربية, في الحفاظ علي الهوية والتراث. وشددت التوصيات علي تقدير قيمة التنوع الثقافي والتعدد الفكري في التراث العربي, واستدعاء تجلياته ودوره, وتوظيفها في المجتمع العربي المعاصر واستحداث مادة الحضارة العربية, تحت إشراف الأزهر الشريف وجامعة الدول العربية لتتناول السطور المضيئة في تراثنا الثقافي العربي, وتبرز الجوانب الخلقية والقيمية فيه, وتدرس علي المستويين الإعدادي والثانوي في الدول العربية وتهيئة بيئة إعلامية آمنة وواعية بقيم تراثنا العربي وأهميته في تشكيل وعي الإنسانية. وأوضحت التوصيات ضرورة تعميم مادة الثقافة الإسلامية التي استحدثها الأزهر, لتدرس بالمعاهد والمدارس بالدول الأعضاء بالجامعة ودعوة المجتمع إلي أخذ العلم من منابعه, خاصة الفتاوي, ويمكن أن تحذو المؤسسات الدينية الرسمية في الدول العربية حذو الأزهر في مسألة تقنين الفتوي والعمل علي صون التراث العربي المخطوط من خلال تصويره ورقمنته إلكترونيا, لتكون لدي جامعة الدول العربية نسخة منه علي الأقل. وشددت التوصيات علي تفعيل عمل اللجنة الدولية للحفاظ علي التراث التاريخي والإنساني ومخاطبة الجهات المعنية بالتعليم في الدول العربية للعمل علي تنظيم زيارات تبادلية للشباب للتعريف بأهمية التراث في الوطن العربي وتنظيم دورات تدريبية في مجال التراث وحمايته والحفاظ عليه.