أي دين ذلك الذي يدينون به أولئك المجرمون الذين هجموا علي مسجد الروضة في بئر العبد بشمال سيناء, فلم يذكر التاريخ في سجلاته أن أحدا ممن يدينون بالإسلام يقتل مصليا فما بالك بمئات المصلين في يوم جمعه واثناء الصلاة, هل يعقل أن هؤلاء الإرهابيين يدينون بالإسلام ويدعون زورا وبهتانا أنهم يسعون لرفع رايته, وأنهم يحاربون من اجل تطبيق شرع الله في الارض وهو امر هم ابعد الناس عنه, لأن شرع الله القائم علي الرحمة والتواد بين الناس, حتي أن الله خاطب رسوله الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم بقوله( ادعو الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ويقول جل من قائل( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) في اشارة الي ضرورة اللين عند الحديث مع الاخرين المختلفين معك في الفكر والعقيدة, ولو رجعنا الي قصة سيدنا موسي في سورة طه سنجد ان الله سبحانه وتعالي امر سيدنا موسي وهارون ان يتحدثا مع فرعون حديثا لينا( فأتياه فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشي) هذا هو الاسلام وهذه تعاليمه التي يجب ان نسير علي هديها, اما ان نتشدق به وبآياته التي لاتتجاوز الحناجر التي تنطق به, ثم تأتي افعالا لايقرها فهو امر مرفوض, ان ماحدث في الجمعة الحزينة ببئر العبد بشمال سيناء امر يدمي القلب حزنا علي ارواح الشهداء الذين قضوا دون جريرة ارتكبوها او ذنب اقترفوه, واتشح البلد بالسواد, فهؤلاء الذين قضوا كانوا في بيت الله المكان الذي يفترض انه مقر الامن والامان, ذهبوا تنفيذا للامر الالهي الذي نص عليه القرآن( ياأيها الذين آمنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون) فهل يعرف الارهابيون الذين ارتكبوا الجريمة النكراء هذا الامر الالهي, وهل لبوا نداء الله للصلاة, الاجابة لا, وهل عرف هؤلاء أن بيوت الله مكان للعبادة والتسبيح واقام الصلاة كما اخبرنا القرآن الكريم( في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله أحسن ماعملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب) هل فهموا القرآن وتدبروا معانيه, أم أن علي قلوب اقفالها, لكن المحنة دوما تتحول بفضل الله إلي منحة, اذ التف الشعب حول قيادته وطالبوها بالقصاص العاجل, وهو ما ترجمه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته الي الامة بعد ساعات من الحادث الاثم, والتي اكد فيها ان الارهاب لن ينال من عزيمة المصريين وان الثأر سيتم لاجتثاث الارهاب من جذوره, واشار الرئيس في كلمته الي ان الله سينصر مصر لانها تحارب الارهاب, لان الله السلام لاينصر الارهاب الذي يدمر ويخرب ويروع الامنين, غير أن السؤال الذي يفرض نفسه الان, من هؤلاء ومن أين جاءوا ومن علمهم ومن أفتي لهم بأن قتل الناس وهدم بنيان الله طريقهم الي الجنة؟, ان الامر جد خطير, فهل وصل غسل العقول الي هذه المرحلة التي لايفرق فيها الارهابي مابين الشارع وبيت الله, وفي رقبة من تقع دماء الشهداء, اعتقد ان الاجابة علي الاسئلة تتطلب تضافر جهود الجميع لمواجهة هذه الفئة الضالة واقتلاعها من ارضنا رحم الله الشهداء