عند إذاعة خبر لقاء الإعلامي عماد أديب مع إرهابي الواحات انتابني شعور بالأسي والحزن! كيف وصل بنا الحال إجراء حوار ولقاء مع أهالي الإرهابي والإرهابي بشخصه والمثليين ومن ترك مهنة الهندسة والتدريس والاتجاه لمهنة الرقص! بدلا من إجراء لقاء وحوار مع نماذج مشرفة! أيريدون أبناء هذا الشعب أن يقتدوا بالمجرمين والشواذ بدلا من الاقتداء بالبارعين والمبدعين؟!حتي وإن حدث واستضافوا نماذج مشرفة لا يعطون لهم حقهم ولا يمنحون لهم الوقت الكافي للحديث, في حين عند استضافة الإرهابيين والشواذ يمنحون لهم الوقت الكافي!كيف وصل بنا الحال لظهور أناس يتعدون علي الجيش ومصر بالسب والسخرية والإهانة! إذا لم يرتدع هؤلاء فسنجد الجميع يتطاول علي قامة مصر ومصر نفسها كما حدث قريبا البعض يستعرض خفة دمه علي حساب مصر وسعدت بأخذ موقف من البعض وليس الكل! رغم أن العدل يتطلب أخذ موقف من كل من سولت نفسه النيل من مصر بالسخرية ليصبح عبرة لغيره! فنجد تحت بند حرية الرأي والتعبير يتعدي البعض علي العلماء, فنجد من تدعي فريدة الشوباشي تتطاول علي العالم الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه!ونجد البعض يتطاول علي الدولة ويسخر منها, ولا أحد يقف أمامهم ويضع لهم الحد مما جعل الجميع يقوم بتقليدهم ويبدأ بالسخرية علي الوطن! اما عن الحوار الذي تم بين الارهابي والاعلامي عماد اديب الذي لا أعلم حتي الآن من الذي سمح بحدوث ذلك! من الذي سمح بوصول الارهاب النفسي والفكري للتلفاز علنا, ليعطي رسائل سلبية للشعب وايجابية للارهابيين ومن لديهم ميول للإجرام, لم أشاهد في اي دولة متقدمة ولم تحدث علي مستوي العالم ان تستضيف دولة ارهابيا عبر التليفزيون, بل يتم تصفيته وقت القبض عليه!لتعلن الدولة للجميع بأن تم القضاء علي الإرهابي وتصفيته!ليشعر الجميع بالأمان ويشعر أهالي الضحايا بالراحة والقصاص! وإذا كانت الحجة في أخذ معلومات منه وشرح الحادث للجميع فهذا لا يهم الشعب بل يهم الأجهزة الأمنية للحفاظ علي الأمن القومي!!فدور الأجهزة الأمنية استخراج ما تريده من أقوال من الإرهابيين لتكملة المعلومات التي لديهم, ومعرفة ما تريد معرفته منه وليس عرض آراء وأفكار ومعتقدات الإرهابي علي الملأ, وإظهاره بهذه الصورة مرتديا الزي الأبيض بدلا من الأحمر! شخص مرتب فكريا ونفسيا ومعتني وواثق بنفسه وليس بشخص مهزوز ولا نادم علي ما بدر منه من أعمال إرهابية بل وما زاد الطين بلة من أجري معه الحوار! فكان من المفترض أن يجري معه الحوار رجل دين! او علي الأقل يكون في هذا اللقاء رجل دين وممن سمح لهم الظهور علي شاشات التليفزيون أمثال فضيلة الشيخ علي جمعة حتي يستطيع الرد عليه ورد الحجة بحجة أخري! وليس المهزلة التي حدثت فقد شعر البعض بإقتناع الاعلامي عماد أديب بكلامه! لأنه لم يستطع الرد عليه وذلك أمر طبيعي لأنه رجل إعلامي وليس رجل دين! فماذا عمن شاهد هذا اللقاء ولديه بعض الميول للانضمام لتلك الجماعات؟ فأعتقد بعد هذا اللقاء ستزداد عقيدتهم وإيمانهم بأن ما يفعلونه صحيح ومطابق للإسلام!بل ما حدث تشجيع لهم بأن جزاء الإرهابي الظهور عبر التليفزيون بهذه الصورة! أشعر بالأسي والحزن علي ما وصلنا إليه من فساد وفوضي, فقد نال الإرهاب النفسي والفكري من الجميع ووصل لأعلي ذروته ولا يوجد رادع لهؤلاء, صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما قال:(( سيأتي علي الناس سنوات خداعات, يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق, ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين, وينطق فيها الرويبضة)), قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة, فوصل بنا الحال لظهور فتاوي مخالفة للدين, وأصبح كل من لديه أموال يقوم بفتح قناة وعمل برنامج واستعراض ما يريده بلا رقابة! أرجو من كل الجهات الرقابية والأمنية أن تحارب ذلك النوع من الإرهاب وأن تقضي علي هذا النوع السرطاني من الفساد, فالفساد ليس في الأموال والرشاوي واستغلال السلطة فقط بل الفساد والإرهاب ايضا في الفكر والنفس المتمثل في أخطر سلاح في الدولة وهو الإعلام!...