انعكس فشل مفاوضات تشكيل ما يعرف بحكومة( جامايكا) الائتلافية في ألمانيا علي الشركاء الأوروبيين لما تمثله ألمانيا القوية بالنسبة لأوروبا, فيما كشف الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس أنه غير مستعد للدعوة إلي إجراء انتخابات جديدة في الوقت الحالي, بما يعني أن الأحزاب الألمانية بحاجة إلي بذل الجهود مجددا من أجل تشكيل ائتلاف حاكم للدورة التشريعية المقبلة. شتاينماير عبر عن صعوبة الموقف السياسي في ألمانيا, وأن هذا الموقف لم يحدث في تاريخ جمهورية ألمانيا منذ نحو70 عاما, كما كشف عن أنه سيجري محادثات خلال الأيام المقبلة مع رؤساء كل الأحزاب التي شاركت حتي الآن في المحادثات الاستكشافية, بما في ذلك الحزب الاشتراكي الذي أعلن حتي الآن استبعاده القاطع للدخول في ائتلاف مع تحالف ميركل. وقال وزير الخارجية الهولندي هالبه زيليسترا في بروكسل إن ألمانيا دولة مهمة للغاية في أوروبا, ولذلك فإنه يصبح من الصعب اتخاذ قرارات مهمة في بروكسل, وأنه من الأفضل أن تحاول أحزاب ائتلاف( جامايكا) مجددا البحث عن حل. وجاءت تصريحات الوزير التشيكي المختص بالشئون الأوروبية ووزير الخارجية البلجيكي ديدير ريندرس متفهمة لصعوبة تشكيل حكومة في ألمانيا وأن ذلك تكرر في دول أخري مثل بلجيكا وهولندا. وفي فرنسا جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الأزمة يشوبها القلق إزاء فشل مفاوضات ائتلاف جامايكا, حيث اعترف ماكرون أنه ليس في مصلحة فرنسا والأوروبيين أن يتعثر الأمر. في المقابل لا يري رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر في فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف جامايكا خطورة علي أوروبا, وهناك اطمئنان لدي المفوضية إزاء ضمان الاستقرار والاستمرارية في القارة الأوروبية حيث يوفر الدستور الألماني ذلك أساسا. و انهارت المحادثات لتشكيل حكومة في ألمانيا بسبب عدم بناء الثقة بين الأحزاب المتفاوضة, كما أن أطراف التفاوض فشلوا أيضا في الاتفاق علي رؤية لتحديث ألمانيا,, وسلمت الأحزاب الألمانية بأنه من الأفضل ألا يحكموا بدلا من أن يحكموا علي نحو خاطئ. وفي أعقاب نتيجة مخيبة للآمال بالنسبة للتحالف المسيحي بزعامة أنجيلا ميركل في انتخابات سبتمبر الماضي, اضطرت المستشارة الألمانية للدخول في مفاوضات لتشكيل ائتلاف ثلاثي يجمع تكتلها المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري, والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر. وتواجه ميركل63 عاما التي أمضت اثني عشر عاما في الحكم تهديدا غير مسبوق لمستقبلها السياسي مع فشل المفاوضات بين معسكرها المحافظ والليبراليين والخضر لتشكيل ائتلاف حكومي. وأطلق علي الائتلاف الثلاثي اسم ائتلاف جامايكا, لأن الألوان المميزة للأحزاب المشاركة هي نفس ألوان علم دولة جامايكا, ممثلة في التحالف المسيحي بزعامة ميركل,( اللون الأسود) وحزب الخضر( اللون الأخضر) والحزب الديمقراطي الحر( اللون الأصفر).