ارتبط اسمه بالكاميرا الخفية علي مدار17 عاما ليختفي بعدها فنيا, ثم يعود بعد سنوات طويلة بخطي هادئة واثقة وبأعمال مميزة مثل فيلم اكس لارج مع احمد حلمي, ومؤخرا يعود لجمهوره من خلال عملين هما مسلسل فوق السحاب وفيلم أهل الكهف.. إبراهيم نصر يفتح صندوق ذكرياته معنا في الاهرام المسائي ويؤكد أنه كان حاضرا في فترة غيابه.. وأن اعماله السابقة عاشت مع جمهوره.. ويكشف عن سر غيابه عن الاعمال الفنية, ويحكي عن حياته الشخصية, كما يروي سر بكاء الفنان احمد حلمي معه في احد المشاهد كما يشير إلي تفاصيل الاعمال الجديدة.. ما سر غيابك عن الفن خلال السنوات الطويلة الماضية؟ ربما يكون البعد والغياب يعتبره الناس بعدا زمنيا لكنه في حساباتي غير موجود فلا علاقة لي بهذا بقدر ماذا اقدم وماذا افعل, اعتبر نفسي موجودا من خلال ماقدمته واسعد الناس بالقدر الذي معه لايزال يتذكرني في اعمالي مثل الكاميرا الخفية التي قدمتها علي مدار17 عاما واستمتع الجمهور بها ولا تزال حتي الان تصلني ردود افعال ايجابية عنه, لذلك ليس شرطا ان اقدم اعمالا كل عام فمثل هذا التواجد يدخل في حسابات الذين يقدمون أعياد ميلادهم, بينما الأمر مختلف عندي حيث لم اجد نفسي في كثير من الاعمال السينمائية والتليفزيونية التي عرضت علي خلال الفترة الماضية حتي صادفني مخرج موهوب ومؤلف محترم وفيلم جميل مثل إكس لارج فاستمتعت أنا وأحمد حلمي بالعمل لدرجة لا يمكن أن يتخيلها أحد, لدرجة أن أحمد حلمي بكي في مشهد وفاتي رغم أن أحمد حلمي لم يبك أبدا وهذه المعلومة قالها لي أنا لم أبك في حياتي وبكيت عليك. هل تقصد أن دموع أحمد حلمي كانت حقيقية؟ بالضبط.. كانت حقيقية وقد حصلت علي ثلاث جوائز في التمثيل, وهو أمر مشرف لذا قررت ألا اعبث بتاريخي وجمهوري واقدم لهم أعمالا لمجرد التواجد فقط أشعر معها أنني بدون قيمة. وكيف كانت تفاصيل حياتك خلال تلك الفترة الطويلة؟ كنت أشغل وقتي بالكثير من الاشياء, فلدي مكتبة بها كنوز في الأدب والفن فالكتب بالنسبة لي ثروة وميراث أقوي من ميراث الأموال, والحمد لله كنت سعيدا بحياتي وهي هادئة من كل الأركان إلا الركن الفني, وانزعج كثيرا إذا قرأت عملا سيئا وأشعر أن من أرسله لي يستهين بي وهو ما يضايقني. هل سبق واتخذت قرارا بالاعتزل ام اعتبرتها فترة نقاهة؟ لا أستطيع أن اعتزل الفن لانه بالنسبة لي إعلان وفاة, بل أنني لم اشعر أن ابتعدت أو غبت عن الجمهور ولم أخرج من الماء للشاطئ ومازلت موجود بالفن. ومن أين جاءك الحماس للعودة واستئناف نشاطك الفني؟ عندما قرأت مسلسل فوق السحاب وفيلم أهل الكهف شعرت أن بهما شيئا مختلفا عما قبل, سواء في قوة مستوي الكتابة وأيضا في المخرجين الذين يقدمان العملين.. ولا أود أن استخدم مصطلحات العودة والغياب فلم اكن غائبا حتي اعود فأعمالي لازالت راسخة في وجدان الناس, ولا أريد أن أجزم أو أغالي في الأمر بأنني وصلت إلي العالمية وخاصة وأن الكاميراالخفية كانت تذاع في أمريكا وفي عدد من الدول الاجنبية وكانوا يضحكون لذا شعرت أنني وصلت إلي العالمية وهذه ثروة كبيرة, فأنا لم ابتعد او أشعر أنني خارج الدائرة. ماذا عن مشاركتك في فيلم أهل الكهف؟ المخرج أمير شوقي هو من أقنعني بالسيناريو ووجدت به رسالة ومضمون فوافقت علي الفور وبدأنا بالفعل تصوير عدد من المشاهد, وأجسد خلاله دورا جديدا لم أقدمه واعتقد انني لن اقدمه مرة اخري حيث الشخصية لرجل تربي يدفن الموتي ويعيش وسط المدافن. وماذا عن مسلسل فوق السحاب مع هاني سلامة؟ ما شجعني علي الدخول في هذا المسلسل هو مخرج العمل رؤوف عبد العزيز وقبل أن أتعاقد معه شاهدت مسلسله طاقة نور ووجدته ممتعا, وأدركت أن المخرج فاهم ولديه إحساس بقيمة العمل كما أنه أيضا مدير تصوير رائع فهذا يعني أنه مخرج وعين علي الصورة, وأجسد دور رجل كان يعمل في الخارج وعندما عاد اشتري سيارات لنقل الأفراد واستخدم عليها سائقين لينعزل في بيته ولا يختلط بأحد سوي بأحد اتباعه الذي ينقل له الاخبار. ماذا عن الوسط الفني ومدي تطوره أو تراجعه في السنوات الاخيرة من وجهة نظرك؟ الوسط الفني متقلب يشبه الأجواء المناخية, به عواصف وأحيانا لحظات هدوء, ففي بعض الأوقات به لحظات قوة وأحيانا ضعف, إلا أنني اعترف أن الأفكار والأعمال وصلت لمرحلة ومستوي أرقي وبها مخرجين جيدين وحتي الشباب المشارك من الفنانين بهم مواهب جيدة. كنت أشهر من قدم برنامج الكاميرا الخفية, ما السبب في توقفه؟ السبب أن أحد الصحفيين كتب مقال عن الكاميرا قال فيه جملة إبراهيم نصر خرق السقف, فتوقفت بعد هذا المقال لمشاهدة نفسي وما وصلت عليه وشعرت أنه لابد أن أتوقف, واكتفيت ب17 سنة نجاح قدمتها للجمهور. هل هذا يعني أنك تشبعت منها؟ أعتبر أنني اكتفيت بما قدمته للناس من أعمال جميلة وراقية, صنعت كوميديا نقية وبها نجاحات كثيرة لمدة17 سنة من التنوع والأفكار الغريبة والمتنوعة. ما رأيك في نوعية البرامج التي تعرض حاليا وتحاكي الكاميرا الخفية؟ كل شخص وقدراته ومواهبه, وأشبه ذلك بقدرة الفرد علي رمي الرمح علي مسافة معينة وليس كلهم يستطيعوا النفاذ للجمهور, وهذا يعتمد علي الموهبة وكل واحد يعمل علي قدر موهبته. هل هناك امكانية لإعادة تقديم البرنامج مرة أخري؟ هذا متاح إذا كان في العمر بقية وإذا استدعت الظروف ذلك وهذا ليس ببعيد, وعندما أقدم علي هذه التجربة سأدرس الموضوع جيدا وأقدم شيئا أثق تماما أنه سيعجب الجمهور فالخطوة ليست سهلة.