هو فنان يمتلك موهبة خاصة شخصيته الفنية انطلقت منذ طفولته, فوقف علي المسرح وهو لم يتجاوز العاشرة,.. تمثيله المتميز كان يبشر بمولد فنان مختلف عن الآخرين له أدواته الخاصة التي يتقن استخدامها كيفما يشاء, مكانه في التمثيل محجوز ومخصص له, ومكانته لا ينكرها أحد, لأن موهبته لا يمتلكها كثيرون, وقلة أعماله في الآونة الأخيرة قد تكون لغزا إلا أنها خير شاهد علي انتقائه لأدواره بدقة وحرص شديدين.. ومثلما يقول الفلوس مبتغرنيش وقلتها متزعلنيش. إنه الفنان إبراهيم نصر.. وهذه سطور حوار الأهرام المسائي معه: * أين أنت؟ وهل تم عرض أكثر من عمل سينمائي عليك ورفضتها جميعا؟ ** أنا موجود ولكني أفتش كثيرا في الأدوار التي أمثلها قبل خوض أي تجربة وبالفعل عرض علي أكثر من عمل سينمائي ورفضتها جميعا, لانني لم أجد لدي القدرة علي تقديم شيء لم اشعر انه يضيف إلي مشواري الفني؟ *ولماذا هذا الرفض؟ ** هناك العديد من السيناريوهات التي يعتبرها بعض المؤلفين كوميدية, أو انها تحمل رسالة ولكنها في الحقيقة ليس لها علاقة بالكوميديا اطلاقا, وبالنسبة لي فالغرض من العمل ليس التواحد فقط ولكن المهم عندي أن اقدم شيئآ عن اقتناع لان الفلوس مبتغرنيش وقلتها متزعلنيش. * وهل يؤكد ذلك عدم وجود أعمال لك خلال الفترة القادمة؟ ** ليس تماما, ولكني في انتظار سيناريو من المؤلف أيمن بهجت قمر.. ولانني اثق فيه وفي امكاناته الفنية فأنا متفائل بهذا العمل, لأني قدمت معه من قبل فيلم إكس لارج, ولاقي دوري استحسان كبير من قبل الجمهور والنقاد. * حدثني عن المسرحية التي قدمتها علي المسرح المدرسي وأنت لم تتجاوز العشر سنوات؟ ** كانت في مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية بحي شبرا, مدرستي وكنت وقتها تقريبا في الصف الرابع الابتدائي وقدمت مسرحية اسمها قمحاوي ملك القطن وقدم لي بعد العرض ناظر المدرسة جائزة وأكلتها. * وكيف أكلت جائزتك؟ ** ضاحكا.. جائزتي عبارة عن باكو شيكولاتة كبير, فاستلمته ولم انتظر حتي انزل من علي المسرح وأكلت جائزتي فور استلامها, أمام الجميع, وكنت أول فائز يأكل جائزته. * من الأشخاص المؤثرون في حياتك الفنية, وكيف ساعدك الشاعر بخيت بيومي؟ ** هناك أكثر من شخص, هم مدرب التمثيل حسين جودة, ومدرب الرقص حسن السبكي,والشاعر بخيت بيومي الذي أخذني إلي المخرج المبدع محمد سالم الذي قدم ثلاثي أضواء المسرح, وبعدها قدمت فقرة في حفل اضواء المدينة مع المطربة صباح, والمطرب وديع الصافي ووجدت قبولا كبيرا لدي الجمهور. * ما تأثير عملك مع الفنان الراحل أحمد زكي؟ ** أحمد زكي كان فنانا عظيما جدا,.. عملت معه اكثر من عمل منها امرأة واحدة لا تكفي, ومستر كراتيه وكان علي المستوي الانساني شخصا جميلا وكريما جدا, وكان يعشق تقديم كل ما بوسعه لمساعدة أي انسان يقصده, واتذكر أنه عندما كان يعزمني علي الغداء, كان يطلب كل أنواع الطعام الموجودة ولا يبخل بشيء, اما علي المستوي الفني فكان لديه طاقات فنية كبيرة جدا, وعندما كان يمثل كان يستدعي ثقته الكبيرة بفنه فيتقمص الشخصية تماما ويبدع فيها,... وكان بإمكانه تقديم الكثير والكثير من العمل والابداع الذي يفوق الوصف, فالقدر لم يمهله, ولكن اعماله الجميلة باقية تتحدث عن براعته وموهبته. * دورك في فيلم اكس لارج كان مؤثرا جدا, رغم وجود النجم أحمد حلمي, واستطعت من خلاله إثبات قدرتك الفنية الكبيرة, كيف حدث ذلك؟ ** لا شك أن المخرج المبدع شريف عرفة كان له أيضا دور كبير في هذا فلديه قدرة علي إخراج طاقات الفنان بشكل كبير, ويعرف كيف يخرج الشيء الذي يريده من الفنان بل ويحفزه دائما علي إخراج الأفضل والأحسن وذلك ليس بجديد عليه فلديه الخبرة والموهبة وله العديد من الاعمال المؤثرة في السينما المصرية. * وماذا يمثل دورك في إكس لارج بالنسبة لك؟ ** أعتز جدا بهذا افيلم الذي أصبح نموذجا للتفاؤل بالنسبة لي ويكفي أنني حصلت علي ثلاث جوائز عن دوري فيه, جائزة خاصة في التمثيل من جمعية الفيلم المصرية, وجائزة احسن ممثل دور ثان, وفي مسابقة الفيلم الثامن والثلاثون. * وما هي مشكلة السينما من وجهة نظرك, وما هو السبيل لحلها؟ ** ازمة السينما تكمن في قلة عدد الكتاب المصريين المبدعين, وهذه ليست مشكلة بسيطة لان القصة هي أساس العمل, وهي المحور الرئيسي, وللحقيقة لدينا مخرجون متميزون ومصورون مبدعون ويمتلكون جميع الادوات الفنية, وايضا توجد لدينا امكانات ليست بقلية في مجال الانتاج السينمائي. * نعرف أنك تجيد تقديم أدوار الشر إلي جانب أدوار الكوميديا, كيف حافظت علي التوازن بينهما دون أن يؤثر احداهما علي الاخر؟ ** أولا هذه موهبة وتوفيق من الله, وعندما كنت أقدم شخصية شريرة كنت اتقنها جيدا ولا اخاف أثناء تقديمها فأجيد فيها, وكذلك الشخصية الكوميدية عند تقديمها كانت تلقي قبولا لدي الناس, والفنان لابد ان يجيد كل الادوار ويتقمص كل الشخصيات, حتي يتمكن من إخراج طاقاته الفنية في أكثر من صورة. * ما هي قصة شخصية احد قيادات الاخوان التي رفضت تقديمها وما هي الأسباب؟ ** عرض علي تقديم برنامج, وكانت فكرته تعتمد علي تقديم شخصية الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق, ولكني رفضت لأنني وجدت ان الفكرة بها تريقة واستهزاء, ووجدت أنها في مضمونها تتشابه مع برنامج البرنامج الذي كان يقدمه باسم يوسف, وأنا ارفض تقديم هذه النوعية من البرامج لان الفن ليس اسفافا ولست نادما علي ذلك. * لا يمكن ان نتحدث معك ولا نتذكر الكاميرا الخفية, وعن مدي تأثيرها في حياتك الفنية؟ ** ظللت فترة طويلة أقدم ادوارا عديدة جنيت خلالها العديد من الجوائز, وأصبحت من وجه نظرالناس في الوسط الفني ممثل الأدوار الصعبة, وبعد ذلك تم ترشيحي لتقديم شخصية زكية زكريا في الكاميرا الخفية لأنها تحتاج إلي قدرات فنية عالية وقمت بتقديمها وعرضت في القناة الثانية المصرية, ثم بعدها في القطاع الخاص, وكان كل عام بفكرة جديدة, ولاقت نجاحا كبيرا في مصر وايضا في الدول العربية ثم عملت برنامج غباشي النقراشي, وزوبة سات, وتوالت الأعمال بعدها فقدمت مسرحية زكية زكريا والعصابة المفترية, فيلم زكية زكريا في البرلمان وحققا نجاحا إلا أنني أعتبر أن كل ذلك خرج من رحم الكاميرا الخفية.