انتهت فعاليات منتدي شباب العالم بشرم الشيخ بنجاح كبير وليس معني ذلك أن ما سبقه من منتديات كان أقل نجاحا, ولكن ما يجعلني أصف منتدي شباب العالم بشرم الشيخ بالناجح هو أنه استطاع أن يجذب كل أنظار العالم ناحية مصر, مصر التي يصر الإعلام المصري والعربي والعالمي ألا يذكرها دون ربطها بحوادث القطارات الرهيبة أو الحوادث الإرهابية الخسيسة أو حتي ربطها بظواهر اجتماعية سيئة كذلك الخبر الذي خرجت به علينا وسائل الاعلام الغربية بحصول القاهرة علي لقب أكثر المدن خطرا علي النساء وتلك الاخبار التي تهتم بتضخيم ظاهرة خطف الفتيات والاطفال من شوارع مصر, وهي اخبار يستتبعها بالضرورة استضافة من يعلق عليها ليضيف إليها وجهة نظره فالبعض يجتهد ليعزي انتشار الظاهرة لرواج ما يسمي بتجارة الاعضاء, والبعض الآخر يسهب في اجتهاده ليخرج علينا بنظرية مفادها أن مصر باتت تعاني من انفجار جنسي نتيجة ما يمر به المصريون من ظروف اقتصادية قاسية وهو ما تسبب في ضياع أمل الشباب في مجرد الحلم بتكوين أسرة سوية. بينما يجتهد ضيوف اخرون بربط الموضوع نفسه بحوادث اغتصاب الاطفال التي أصبحنا ننام ونصحو عليها بفضل السادة مقدمي البرامج المصرية الذين لايتورعون عن عرض كل الحقائق مهما كانت بشاعتها ووقاحتها, متناسين أن هناك من بين المشاهدين من يتربص لأي نقيصة ولأي خبر يسيء للمجتمع المصري ويتخذون تلك المواد الإعلامية المحلية حجة يؤكدون بها صدق طرحهم الإعلامي وموضوعيته. الجديد في مؤتمر شرم الشيخ أن قنوات العالم قد اهتمت به مؤكدة أن مصر واحة الأمن والأمان وأن رئيسها يجتمع بنخبة من شباب العالم إضافة لشباب المصريين بها وهو ما يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن مصر استطاعت بفضل هذا المؤتمر أن تغير صورتها التي لم يكن لها يد في تشويهها. وبطبيعة الحال فهذا النجاح سيكون له مردود اقتصادي ملحوظ في الأيام القادمة علي مصر عموما وعلي شرم الشيخ علي وجه الخصوص, لا سيما أن روسيا قررت عودة السياحة الروسية بكامل طاقتها بعد أن اعرب العديد من شركات السياحة بها عن تضررها من توقف تلك الرحلات وهو ما يعني أن الرحلات الروسية إلي مصر تسهم بشكل غير مباشر في تنمية الاقتصاد الروسي عبر شركات السياحة الروسية المتعاونة مع الوكلاء السياحيين المصريين. وبالمثل واثناء انعقاد المؤتمر سمعنا أن بعضا من نواب البرلمان الانجليزي قد طالبوا بعودة الرحلات البريطانية السياحية إلي مصر وهو ما يدل علي أن المؤتمر لم يحقق فقط الهدف السياسي المرجو منه وهو الاستماع لآراء الشباب ووجهات نظرهم في مختلف القضايا التي تشغلهم علي كافة الأصعدة محليا وإقليميا ودوليا, وانما حقق أيضا اهدافا اوسع من ذلك وأهمها تأكيد أن حرب مصر ضد الإرهاب التي تقف فيها وحدها انما هي أحد حقوقها التي تحرص عليها لتوفير حياة آمنة ومستقرة ليس فقط لمواطنيها ولكن ايضا لكل محبيها وزائريها فقد نجح المؤتمر في غرس بذرة الحشد العالمي حول حق جميع الدول في الحياة الآمنة المستقرة, ومن جهة أخري فالرسالة الأخيرة التي نجح المؤتمر في توصيلها للعالم أن بمصر شبابا واعيا قادرا علي تحمل المسئولية وأنه يتلقي كل الدعم من القيادة السياسية ممثلة في شخص الرئيس السيسي الذي ترك أجندته المكتظة بالاجتماعات واللقاءات والتنقلات الدولية في ظروف جد عصيبة تمر بها المنطقة العربية علي وجه التحديد لأجل شباب الوطن.