لم يكن وليد الشهير بلقب الدوغش من الذين دفعتهم الظروف المعيشية الصعبة الدخول في عالم الإجرام, فقد كان صاحب محل لإكسسوارات السيارات لكن الطمع في المزيد من الثراء جعله يسلك طريق الشيطان. كان وليد يلازم أصدقاء السوء يتعاطي معهم المخدرات الي ان وصل الي طريق الاتجار بها وظن أنه أدهي وأذكي وأن غطاء تجارته سيحميه, فوقع في شر أعماله وحكم عليه بالسجن المؤبد في تجارة البانجو. استطاع الدوغش أن يهرب ويختفي عن أعين رجال المباحث التي كانت ترصده, وظل علي حاله بل زاد في تجارته, يخبئ البانجو في مخازن بعيدة عن الأنظار, فيما كان شخص آخر يقوم بإدارة محل إكسسوار السيارات بدلا منه, مستخدمه كواجهة لتحديد المواعيد مع عملائه حتي كان يروج البانجو في محيط سكنه. كان اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء أحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما باستمرار الدوغش في تجارته رغم صدور حكم بالمؤبد عليه فتم وضع خطة لاستهدافه تعتمد علي الصبر في المراقبة مع جمع التحريات أولا بأول وتحليلها للوقوف علي مواعيد ظهوره واختفائه والأماكن التي يتردد عليها. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد مدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد ياسر عبد الرحيم رئيس فرع شمال والرائد محمد سكر رئيس مباحث القنطرة غرب ومعاونيه النقباء مصطفي صيوح وأحمد عثمان ومحمود خليفة وأحمد عبد الناصر ودلت تحرياتهم أن المدعو وليد الشهير بلقب الدوغش30 سنة صاحب محل إكسسوارات سيارات- مقيم في عزبة أبو رشيد صادر ضده حكم في قضية مخدرات مدتها25 سنة وأضافت التحريات أن المتهم يتعامل مع أحد المصادر السرية شرق قناة السويس يمده بكميات كبيرة من لفافات البانجو تمهيدا لطرحها بين زبائنه وأشارت التحريات إلي أن الدوغش يقيم بتخزين لفافات البانجو في مخازن سرية ويخرج الكميات التي يريدها عند اللزوم تمهيدا لتسليمها لزبائنه بعد التواصل الهاتفي معهم وتحديد توقيت تسليم بضاعتهم وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم واعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط منزله وعندما حانت ليلة القبض عليه, اتجهوا إليه واستسلم الدوغش بدون مقاومة تذكر اصطحبوه لغرفة العمليات وسط حراسة أمنية مشددة وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف بصدور حكم غيابي ضده باتجاره في المخدرات وبإحالته إلي عمرو هاني وكيل النائب العام باشر التحقيقات معه تحت إشراف أحمد أبو السعود رئيس نيابة القنطرة الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق وترحيله للسجن لقضاء مدة عقوبته الجنائية.