تخلي عواد عن عادات وتقاليد أسرته الريفية البسيطة وضرب بها عرض الحائط بعد أن دخل عالم الإجرام من أوسع أبوابه حيث ترك حرفته نجار مسلح وراح يعقد الصفقات مع المصادر السرية لجلب النبات المخدر عن طريقها حتي يتمكن من طرحه في أسواق المخدرات بنظام الجملة والقطاعي للتربح من ورائه. وفي غضون فترة قصيرة ذاع صيته في محافظات القناة وأصبح تجار الكيف يقصدونه للحصول علي احتياجاتهم من البانجو الذي تتم زراعته في الدروب الجبلية في شمال وجنوب سيناء ويهرب عبر نفق الشهيد أحمد حمدي والمجري الملاحي للقناة بواسطة الأشخاص معدومي الضمير الذين يقومون بإخفائه في مخازن سرية بسياراتهم أو إطارات الكاتوشوك وأشياء أخري حتي لا ينفضح أمرهم وأخفي نشاطه الآثم عن شريكه حياته التي ارتبط بها وأنجب منها ثلاثة أطفال ولم يخبرها علي الإطلاق بتجارته المحرمة وأقنعها أن انتعاش جيوبه بالمال يعود للمقاولات وليس دونها بعد أن اتسعت حجم تعاملاته في هذا المجال لكي يبعد عن نفسه الشبهات في ترويج النبات المخدر ودائما ما يحتفظ بين طيات ملابسه بسلاح آلي لاستخدامه إذا تعرض لأي مكروه ويستقل دراجته البخارية للتحرك بين النجوع والعزب المترامية وسط الأراضي الزراعية حتي لا يكون هدفا سهلا للأجهزة الأمنية ويستطيع الهرب في أي وقت وبسرعة فائقة ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري تحديد الأماكن التي يتردد عليها في وجود زبائنه وتم القبض عليه متلبسا وبحوزته36 لفافة من نبات البانجو وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها الشباب للحصول علي احتياجاتهم من المواد المخدرة. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والرائد فهمي عبد الصمد مفتش المباحث الجنائية والنقباء مروان الطحاوي ومحمد سالم وعبد الله العادلي ومحمد إسماعيل ودلت تحرياتهم أن المدعو عواد36 سنة نجار مسلح سبق اتهامه في قضيتي تعاطي مخدرات. وأضافت التحريات أن عواد يستغل ضخامة جسده في النيل من أي فرد يعلم بنشاطه ويحاول الوشاية ضده بتلقينه علقة ساخنة أو تهديده بالسلاح الناري الموجود بحوزته لردعهم وأشارت التحريات إلي أن المتهم بصدد القيام بعملية جريئة تتمثل في توريد لفافات النبات المخدر بأحجام مختلفة لعدد من عملائه الذين تواصلوا معه لتدبير هذه الكمية تمهيدا لطرحها في الأسواق للمدمنين وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط عواد وأعد ضباط المباحث خطة محكمة للإمساك به اعتمدت علي نصب أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يتردد عليها بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه متخفين في ملابس مدنية وفي ساعة متأخرة من الليل ألقوا القبض عليه متلبسا ومعه النبات المخدر الذي وضعه في اللفافات الورقية فضلا عن حيازته لسلاح ناري وذخيرة للدفاع عن نفسه وقتها انعقد لسانه ولم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة واستسلم بدون مقاومة وتم اصطحابه لغرفة التحقيقات وسط حراسة أمنية مشددة وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بالاتجار في المخدرات بقصد التربح من ورائها وبعرضه علي كمال الشناوي رئيس نيابة أبو صوير أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.