لفت نظري في أثناء متابعتي مؤتمر شباب العالم في شرم الشيخ هذا الطالب بكلية الصيدلة الذي قال أنا زويل التاني وناداه الرئيس عبد الفتاح السيسي ليستمع إلي اختراعه كلية صناعية عكف علي اختراعها طوال ثلاث سنوات مضت ويبدو أن الشاب المخترع لم يجد من يرعي اختراعه فوجدها فرصة أنه أمام الرئيس فأراد أن يوصل اليه شكواه ويسلمه سي دي باختراعه. واقعة هذا الشاب تنكأ جراحا كثيرة فقد سمعنا عن شباب مبتكر ولايجد من يرعي ابتكاره فنجدهم يبيعون اختراعاتهم لشركات عالمية وتحرم مصر من تنفيذها, تذكرون طالب المنوفية الذي اخترع موتور يسير بضغط الهواء وكرمه محافظ المنوفية عام......2012 اين هو الآن لاأحد يعلم عنه شيئا, ويبدو أن شركة عالمية قد اشترت اختراعه ولاعزاء لمصر ولا للمصريين, حاولت البحث عن تردي أوضاع البحث العلمي في مصر رغم أنها تمتلك خيرة عقول العالم وعندما تتاح لهم الفرصة في الدول المتقدمة ينبغون ويحتلون أماكن علمية مرمرقة فيها. والامثلة علي ذلك كثيرة فمصر هي التي أنجبت احمد زويل ومصطفي السيد وفاروق الباز وغيرهم كثيرين. علمت أن هناك نقابة للمخترعين لانعرف عنها شيئا عدد اعضائها1000 مخترع مصري ولا تلقي أي اهتمام من الدولة ممثلة في وزارة البحث العلمي وجدت أنهم يعانون طول إجراءات إصدار براءات الاختراع لهم من اكاديمية البحث العلمي, والتي تصل الي4 سنوات ولايجدون مستثمرين يتبنون اختراعاتهم وتحويلها الي منتج وتسويقه, الدكتور هاني الناظر رئيس اكاديميه البحث العلمي الاسبق وهو رجل كان مسئولا عن هؤلاء. يقول ان هناك أزمة كبيرة في البحث العلمي في مصر بسبب وجود40 مركزا بحثيا تابعا لثلاث وزارات البحث العلمي والزراعة والري, كل مجموعة من هذه المراكز تتبع وزارة ولايوجد تنسيق أو خطة بحث علمي بينهما مما يؤدي الي تكرار الابحاث وإهدار الطاقات والأموال. وقد تحدثت مع عدد من العلماء فشخصوا أزمة البحث العلمي في مصر في عدد من النقاط. ضعف التمويل المخصص للبحث العلمي في ميزانية الحكومة حيث تخصص نحو مليار جنيه فقط بما يوازي2% من الدخل القومي لمصر, في حين تخصص اسرائيل7.2% من دخلها القومي وأمريكا9.2% والهند3.5% وكوريا وماليزيا5.2% من الدخل القومي. وللاسف تذهب أغلب هذه الاموال لرواتب جيوش الموظفين الذين من المفترض أن يكونواعونا للباحثين في إنجاز ابحاثهم ولكن الواقع يقول أنهم تحولوا الي معوقين لهم بادئهم البيروقراطي الذي يزرع اليأس في نفوس الباحثين والمخترعين. ضعف مشاركة رجال الاعمال ومنظمات المجتمع المدني في تمويل هذه الابحاث وتحويلها الي منتج يحقق تقدم المجتمع. عدم وجود استراتيجية وخريطة طريق لما تحتاجه مصر من تحويل هذه الابتكارات لمنتجات تسهم في دعم خطة التنمية الشاملة في مصر عدم وجود خطة سنوية تقدمها وزارة البحث العلمي للحكومة والبرلمان لوضع حلول للازمات التي تعاني منها مصر. عدم وجود آليات لدي وزارة البحث العلمي لتشجيع المبتكرين والمخترعين. هجرة كثير من شباب المخترعين الي دول متقدمة تقدر ابداعاتهم وتنفق عليها. والحل يكمن في تفعيل دور وزارة البحث العلمي لتتولي التنسيق بين المراكز البحثية ووضع خطة قومية لتحويل الاختراعات الي منتج يتم تسويقه لخدمة المجتمع وتقدمه اقتصاديا لتستطيع رعاية زويل الثاني مخترع الكلية الصناعية وأمثاله.