أنباء علمية سارة ومخترعات جديدة ومشروعات حيوية كشف عنها الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا فى حوار خاص لموقع أخبارمصر أجاب خلاله عن كثير من تساؤلات شباب الباحثين وأصحاب الابتكارات العلمية وألقى الضوء على جهود الأكاديمية للارتقاء بمؤشرات العلم والتكنولوجيا بمصر فإلى نص الحديث : هناك إحصائية حديثة بزيادة عدد براءات الاختراع المصرية..ما دلالتها فى رأيكم ؟ الاحصائية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء بزيادة عدد براءات الاختراع المصرية من 66 الى 91 خلال عام 2014-2015 تعكس ثمرة جهود دؤوبة قامت بها الاكاديمية لتيسير تسجيل براءات الاختراع وتسريع وتيرة العمل بمكتب براءات الاختراع وتنفيذ شبكة نقل تكنولوجية بالاضافة الى التوعية من خلال دورات ومؤتمرات بضرورة تسجيل البراءات قبل النشر بدوريات علمية أو التحدث عنها للصحف لحماية حقوق المخترعين . وهذه الاحصائية ليست صناعة الأكاديمية وانام مستمدة من المنظمة الدولية للملكية الفكرية تمثل مؤشرا فرعيا لإمكانية ارتفاع تصنيف مصر بالمؤشرالعالمى للابتكارات. وحسب المرصد المصري للعلوم والتكنولوجيا هناك زيادة في عدد براءات الاختراع المسجلة عموما حيث تم تسجيل نحو 124 براءة اختراع عام 2015 بزيادة بنسبة 9% عن 2014. هل تم تصنيع وتسويق هذه الاختراعات المصرية ؟ هناك فارق ببن تسجيل براءات الاختراع وتسويقها كمنتجات صناعية فالنموذج الأولى يختلف فى الوزن والأبعاد والمواصفات عن المنتج الصناعى ما دور الأكاديمية فى التسويق ؟ -الأكاديمية ساهمت بجهد غير مسبوق فى تسويق براءات الاختراع بالتواصل مع الشركات التجارية ورجال الاعمال والمصانع والمستثمرين . وقد نجحنا السنة الماضية فى تسويق 3 براءات اختراع منها جهاز اطفاء ذاتى للحريق كانت براءة اختراعه صادرة من 2009 وظل حبيس الادراج وحاليا هناك شركة تنتجه وجهاز اخر لمراقبة المريض بغرفة العناية المركزة تصنيع مصرى خالص وحاصل على اعتماد من الاتحاد الاوربى وتم توزيعه فى بعض مستشفيات القوات المسلحة . كيف تتبنى الأكاديمية مشروعات تخرج طلاب الجامعات ؟ هناك أفكار مبتكرة لمشروعات تخرج طلاب الجامعات تبحث عمن يطبقها والحقيقة أن الحلقة المفقودة دائما وأبدا أنه ليس كل نموذج أولى مبتكر قابل للتطبيق أو التحول الى نموذج صناعى فعال . والأكاديمية لأول مرة هذا العام تبنت 300 مشروع تخرج لطلبة الجامعات خاصة الكليات العملية بتكلفة تصل 3.5 مليون جنيه لتحويلها الى منتجات وشركات تكنولوجية ناشئة وهذا يتطلب المرور بعدة مراحل واجتياز المبتكرات لعدة اختبارات علمية . وعلى الطالب أو فريق الطلاب الراغب فى تطبيق اختراعه أو مشروع تخرجه التقدم بعد التخرج الى برنامج الحضانات التكنولوجية بأكاديمية البحث العلمى لتقييم ابتكاره من حيث الاسس الفنية والعلمية والاقتصادية والاستثمارية لتدعمه اذا كان مقنعا بنحو 150 ألف جنيه كى يقوم المخترع بتصنيع النموذج الأولى وتحويله الى نموذج صناعى يتم تقييمه من حيث المواصفات الصناعية والشروط المرجعية والمعايير الدولية . ويلى ذلك أن يحصل النموذج على شهادات صلاحية من الجهات المعنية باصدار شهادات الاعتماد أى لايكتفى الطالب بأن أحد الأساتذة المتخصصين بكلية العلوم مثلا يزكى النموذج وبعد ذلك يتم اجراء دراسات جدوى اقتصادية لتسويق النموذج . من المسئول عن تحويل الاختراع الى منتج صناعى ؟ هناك بروتوكول تعاون بين الأكاديمية والهيئة العامة للاستثمار ووزارة الاستثمار لتبنى أى ابتكار يجتاز هذه المراحل بتدريب مخترعيه وتسجيل مخترعاتهم و الترخيص لصاحبه بانشاء شركة تكنولوجية لمنتجه . هل ينسب الاختراع للطلبة ويترتب لهم حقوق مادية وادبية ؟ الاختراع يصبح ملكا لأصحابه دون أى شروط سوى وضع شعار أكاديمية البحث العلمى على المنتج الصناعى لأنها ساهمت فى تطويره مع تخصيص نسبة لاتتجاوز 50% من الربح لخزانة الدولة . ما معايير اختيار الفائزين بمنح علماء الجيل القادم ؟ تعقد الأكاديمية حاليا الدورة الخامسة من المنحة باسم العالم الراحل الدكتور أحمد زويل وقد تقدم لها عدد كبير جدا من طلاب مختلف الجامعات المصرية ولكن ما انطبقت عليهم الشروط وصلوا 1350 طالبا تم تصفيتهم الى185 طالبا طبقا لعدة معايير موضوعية وشروط معلنة من أبرزها ألا يقل تقدير الطالب عن جيد جدا مع مرتبة الشرف وأن يكون حاصلا على شهادات معتمدة باجادة اللغات وأن يكون لديه خطة بحثية للماجستير أو الدكتوراه وألا يكون معينا فى جهة حكومية أو خاصة وغيرها . وهؤلاء المرشحين سوف يحضرون دورة تدريبية لمدة 3 شهور كجزء من المنحة التى سوف يتسلمون عقودها حال اجتياز الدورة بنسبة 70% على الأقل وكل فائز سيحصل على ألفى جنيه لمدة 30 شهرا الى جانب دعم للبحث قيمته نحو 24 ألف جنيه . وهذه المنحة متكاملة تضاهى منح الماجستير والدكتوراه وتكلف المنحة الواحدة الدولة نحو مائة ألف جنيه بل بلغ اجمالى نفقات المنح المعلنة نتائجها 20 مليون جنيه دعما من الدولة لشباب الباحثين . هل هذه الدورات تساعد هؤلاء المتفوقين فى العثور على فرص عمل متميزة ؟ بعد كل هذه الدورات وورش العمل يصبح الباحث مؤهلا لسوق العمل المحلى والدولى . وحاليا تقوم الأكاديمية باجراء دراسة عن الحاصلين على منح علماء الجيل خلال الدورات الأربع السابقة لمعرفة نسبة من عملوا بهيئات بحثية وجامعات والمؤشرات الأولية توضح أنهم يمثلون حوالى 70% والباقى يعمل بالقطاع الخاص أو لم يوفق . ماذا فعلت الأكاديمية لصناعة العقول والتربية العلمية للنشء؟ التعليم الإبداعي للعلوم من مهام الأكاديمية لانتاج جيل من المبتكرين وهناك مجموعة من البرامج القومية التى ترعاها لتحقيق هذا الهدف منها:برنامج جامعة الطفل الذي أطلقته الأكاديمية كمشروع قومي في مجال التعليم الإبداعي غير الرسمي للعلوم واكتشاف واحتضان الأطفال المميزين في مراحل مبكرة من التعليم وايضا برنامج القاهرة تبتكر وهو برنامج المسابقات التليفزيوني لاكتشاف وتبنى المخترعين . بمناسبة مرورعام على افتتاح قناة السويس الجديدة..هل سيتم دعمها بمشروعات علمية ؟ قريبا سوف تفتتح الاكاديمية بالتعاون مع جامعة وهيئة قناة السويس والمعهد القومى للبحوث الجيوفيزيقية والفلكية مركزا علميا للحد من المخاطر بإقليم قناة السويس . ما أبرز مشروعات التعاون بين الاكاديمية ومدينة زويل ؟ تتعدد أوجه التعاون بين أكاديمية البحث العلمى و مدينة زويل باعتبارها من أهم عناصر منظومة البحث العلمى والتكنولوجى والابتكار فى مصر ومن أبرز مشروعات التعاون تطوير نوع من الأسمدة للزراعة القائمة على تكنولوجيا النانوتكنولوجى واخر لفيزياء الجزيئات عالية الطاقة مع الوكالة الأوربية للطاقة النووية . -وهناك صور عديدة وقوية للتعاون العلمى مع مدينة زويل سوف تستمر وتصبح أكثر فاعلية . ما تقييمكم لأهم نتائج مؤشرات العلوم والتكنولوجيا لعام 2015؟ أرى مؤشرات البحث العلمي في مصر لعام 2015 إيجابية بدليل زيادة النشرالعلمي الدولي بنحو 4%، مما ترتب عليه تقدم مصر في الترتيب مركزين خلال عامين حيث إنها في عام 2013 كانت في المركز 38 وانتقلت في 2014 إلى المركز 37، ثم أصبحت في عام 2015 في المركز 36، وهو أفضل مركز حصلت عليه مصر طبقا لقواعد البيانات العالمية. في عام 2005 تم نشر 4000 بحث علمي ثم قفز الرقم في عام 2015 لنحو16000 بحث علمي وتعد جامعة القاهرة والمركز القومي للبحوث أكثر جهتين قامتا بالنشر بنحو 30% من إجمالي النشر العلمي الدولي في مص ومع استمرار هذه الجهود العلمية ننتظر مزيدا من التقدم فى الميادين العلمية والتكنولوجية ونترقب توظيف منتجات مصرية مبتكرة فى خدمة المجتمع لحل مشكلاته بعقول مخترع https://