تعتبر قرية جريس التابعة لمركز أشمون من أقدم القري التي اشتهرت بصناعة الفخار فقد تأسست في عهد الفراعنة علي مسافة38 كيلو مترا شمال القاهرة ونحو سبعة كيلو مترات من مدينة أشمون, واكتسبت شهرتها من أنها واحدة من المناطق المتخصصة في صناعة الفخار الي جانب الفسطاط بالقاهرة وقنا وقوص في صعيد مصر. وبقيت حرفة الفخار متوارثة بين أبنائها البالغ عددهم حاليا نحو25 ألف نسمة ويعتمدون في معيشتهم علي ما تدره تلك الصناعة من ربح وتصديره لكل القري والمدن عبر نهر النيل, حيث كانت تحظي يوما ما قبل إنشاء قناة السويس بشهرة واسعة كميناء مهم علي النيل ترسو عليه القوارب والصنادل, وكانت تأتي في الأهمية كميناء بعد روض الفرج ودمياط ورشيد وهي الآن عبارة عن ورشة كبيرة لصناعة الفخار فلا يكاد يخلو شارع أو زقاق أو سطح منزل من كميات كبيرة من الفخار مصفوفة أو معدة للبيع وتعد واحدة من أقدم وأشهر قري مصر حيث اشتهرت منذ القدم بصناعة الفخار والتي لاتزال تعتمد علي طرق بدائية متوارثة عبر آلاف السنين مثل الدولاب الذي يدار بالقدم وأدوات النحت وفرن الحرق الذي يعتمد علي أعواد حطب الذرة والقطن. وأكد فوزي غنيم شيخ الصناع بالقرية(65 سنة) أن هذه المهنة متوارثة منذ آلاف السنين يحرص كل أبناء القرية علي تعلم هذه المهنة مهما كانت درجة تعلمهم ولكن هناك العديد من العقبات التي أصبحت تواجه صناعة الفخار منها الطفلة التي يتم التشكيل بها, وتأتي من العريش وغالية الثمن الي جانب أن هناك تأمينات اجتماعية تراكمية منذ سنوات كثيرة والتي أصبحت تقدر بالآلاف. وأضاف عبدالمؤمن عبدالجليل الشافعي انه لا يوجد شكل معين أو مقاسات ثابتة لقطعة الفخار فالصانع يصنع الشكل الذي يخطر بباله فهي مهنة إحساس من الطراز الأول, وهناك العديد من طلاب كليات الفنون الجميلة والتطبيقية بالقاهرة والإسكندرية يحضرون إلينا ومنهم من يعد دراسات عليا عن الفخار. وأشار ابراهيم سليمان الي ان هذه الصناعة يتوارثها أبناء جريس منذ آلاف السنين دون غيرهم من القري المجاورة نظرا لما تتمتع به جريس من مقومات طبيعية ملائمة لتلك الصناعة في مقدمتها توافر الطينة السوداء الكثيفة التي تعد المصدر الأول لصناعة الفخار الي جانب توافر مصدر دائم للماء وهو نهر النيل, وأيضا مهارة الايدي التي يتوارثها أبناء جريس جيلا بعد جيل ولا تعد مبالغة إذا قلنا إن الطفل يولد وهو يعرف كيفية تطويع الطين, وتلك الطريقة البدائية أسهمت رغم صعوبتها في توفير آلاف من فرص العمل لأبناء القرية التي لم تعد في حاجة لوظائف الحكومة, ويقام لها العديد من المؤتمرات والمعارض التي تقيمها المحافظة لعرض منتجاتهم, وأيضا معارضهم تجوب جميع المحافظات الي جانب أعطاء أهالي القرية قروضا ميسرة من قبل الصندوق الاجتماعي مطالبين بإنشاء معرض دائم لمنتجاتهم ومركز لجلب الطفلة والمادة الخام تشجيعا لتلك المهنة.