تعد قرية جريس بمركز اشمون واحدة من أقدم القري المنتجة علي مستوي الجمهورية لتميزها في صناعة »الفخار« عن غيرها من قري محافظة المنوفية لشهرتها في تلك الصناعة التاريخية والتي تنافسها فيها قري الوجه القبلي ولتلك الصناعة عبقها التاريخي والتي تمتد لاعوام سابقة عبر مختلف العصور القديمة حتي أصبحت جريس علامة متميزة في صناعة أنواع الفخار وتوريد منتجاتها للمناطق السياحية بمحافظات مصر والتي تجد اقبالا كبيرا لجودة الصناعة في نفس الوقت بدأ الاحفاد الذين توارثوا هذه الصناعة من الأباء والاجداد تطويرها والابداع فيها مما جعلها منافسا لمثيلاتها في الأسواق المحلية بل تعد من أجود الصناعات. ولرصد تفوق »جريس« في صناعة الفخار التقت »الأخبار« مع عدد من أمهر الصناع بالقرية للتعرف علي اسباب التميز بتلك الصناعة التراثية. بداية يؤكد فوزي محمود غنيم -شيخ الصناع- ان الفخار أصبح صناعة تحاكي حضارة الشعب المصري منذ قديم الازل لارتباطها بظروف البيئة المحيطة وقد ورثناها أبا عن جد واصبحنا في منافسة قوية مع بعض القري المتخصصة في صناعة الفخار بمحافظات الصعيد خاصة تلك التي اشتهرت بالقلل القناوي ومنتجات الفخار الاخري. ويضيف شيخ الصناع ان هناك جهودا يبذلها المسئولون بمحافظة المنوفية لتدعيم صناعة الفخار والحفاظ عليها كاحدي أهم الصناعات الحرفية بالمحافظة وتواجهنا عدة مشكلات لعل أبرزها حالة الكساد التي تسود بعض الاسواق بالاضافة لارتفاع نسب الفاقد من المنتج ورغم ذلك فصناعة الفخار حاليا هي الملاذ لاهالي القرية جميعا الذين يتمسكون بالعمل بها فلا يكاد يخلو بيت أو حارة بالقرية الا وتجد الاطفال والآباء والاجداد يعملون جميعا بتلك الصناعة فهي من مصادر الدخل المهمة للاسر البسيطة بالقرية خاصة ان الدوافع للعمل بها عديدة ولعل أبرزها علي الاطلاق انها صناعة غير مكلفة اقتصاديا كما انها تنمي ملكات الابداع لدي الصغار في اخراج الشكل النهائي للمنتج بصور جمالية تحمل في طياتها عبق التاريخ القديم مع التواصل مع الواقع الحضاري، الذي يشهده المجتمع الديني. ويشير كرم علي صاحب ورشة ان هذه الصناعة تعتمد اساسا علي نوع معين من الطفلة غير متوافر بالمحافظة لكن يتم جلبه من محافظة شمال سيناء وهنا تكمن مشكلة ارتفاع اسعار الطفلة الامر الذي يرهقنا ماديا لتوفيرها كما يواجه الصناع بقرية »جريس« مشكلة التأمين التراكمي عليهم عبر سنوات ماضية وباثر رجعي مما اصبح يكلف الصناع أكثر من طاقاتهم الاقتصادية. واضاف عدد من صناع الفخار بالقرية ان مشكلتهم الحقيقية تبدأ بحلول فصل الشتاء حيث تعد الامطار احدأهم اسباب ارتفاع نسب الفاقد من المنتج والمكون الاساسي له مادة الطين والتي تعرض للتلف السريع بسبب سقوط الأمطار فوقها. دعم القري المنتجة من جانبه أصدر المهندس سامي عمارة محافظ المنوفية توجيهات عامة بضرورة دعم القري المنتجة بمراكز محافظة المنوفية لما تمثله منها نمو اقتصادي واجتماعي واضح لتوفير فرص عمل واقعية لشباب الخريجين بتلك القري والتي أصبحت من أهم العلامات المميزة للاقتصاد المحلي وتشمل أبرز تلك الاجراءات التوسع في اقامة المعارض المنتجة والتشريفية لمساعدة اصحاب تلك الصناعات الحرفية علي الاستمرار والتواصل مع المجتمع المحلي وتعظيم الربح المادي بسبب تدليل عقبات التسويق التي قد تواجه البعض منهم والتصدي لها بحسم لضمان استمرار تلك الصناعات. في نفس الوقت يتم عقد دورات تدريبية علي نطاق واسع لشباب الخريجين الراغبين في الالتحاق والعمل بتلك الحرفة أو الحرف الاخري في محاولات ايجابية لمواجهة مشكلة البطالة.