لا تختلف منظومة المرافق والإشغالات في بورسعيد عن غيرها من المحافظات, فلا شرطة المرافق قادرة علي إزالة التعديات بشكل كامل ولا الإشغالات التي باتت تشغل كل رصيف وكل شارع تنتهي.. حيث يستيقظ الأهالي يوميا علي ضجيج حملة مكبرة للمرافق وإدارات الإشغالات بالأحياء وهي تطيح بالتعديات علي نهر الطريق والأرصفة.. وتفتح الطريق أمام السيارات للمرور الانسيابي السهل ما بين محاور المدينة الرئيسية. وما هي إلا ساعات قليلة حتي تعود الإشغالات أشد وأعنف لتسد كل المحاور وتغلق الطرق أمام المارة قبل المركبات حتي أصبح مجرد السير في قلب المدينة المنطقة التجارية حلما صعب المنال بسبب الآلاف من الاستندات والمانيكانات وعربات الباعة الجائلين وفروشات السريحة ناهيك عن كراسي المقاهي والكافيهات والمطاعم والأكشاك التي تحتل الأرصفة ليل نهار علي مرأي ومسمع من المسئولين. الأكثر فوضي وطبقا لخريطة البؤر العشوائية للإشغالات بالمدينة يتصدر شارع الثلاثيني قائمة المناطق الأكثر فوضي نظرا لتوسطه للمنطقة التجارية ومروره بقلب الأحياء الأصلية لبورسعيد التي تضم الأغلبية العظمي من محلات وفروشات بيع البضائع الواردة برسم المنطقة الحرة, فيما تمتد إشغالات الثلاثيني لكامل النطاق السكني لحي العرب والمناخ ما بين شارع الثلاثيني شمالا وشارع 100 جنوبا وما بين شارع محمد علي غربا حتي شارع الأمين شرقا. ويؤكد الأهالي أن الأجهزة الأمنية والتنفيذية لم تنجح علي مدار العقود الأربعة المنقضية في التعامل مع تلك البؤرة العشوائية التي تسد جميع الشوارع الطولية والعرضية بتلك المنطقة التي تتوسط بورسعيد, كما لم تفلح عشرات الحملات في تغيير وضع تلك المنطقة المغلقة تقريبا منذ أكثر من30 عاما حتي وقائع الكوارث والحرائق التي توالت علي تلك المنطقة لم تفلح في تغيير أوضاعها المأساوية القائمة حتي الآن. وفي جولة لالأهرام المسائي بالشارع الرئيسي بالمدينة الثلاثيني تم رصد مهازل الإشغالات التي احتلت أرصفة الشارع, واستولت علي نهر الطريق لتجعل مرور السيارات الملاكي وخطوط الميكروباص صعبا للغاية. حل متكامل يقول محمد بدر بالمعاش إن قضية الإشغالات ببورسعيد تحتاج إلي دراسة شاملة من جميع النواحي للتعرف علي أسبابها وكيفية القضاء عليها.. مشيرا إلي أنه لا ينبغي الاعتماد علي الحل الأمني فقط بل تفعيل كل الحلول الأخري ومن بينها تجفيف منابع توافد الباعة الجائلين والذين يأتون من جميع محافظات مصر ويجدون من يوفر لهم عربات اليد وأماكن الإقامة في مناطق عشوائية مثل القنال الداخلي لينطلقوا في كل شبر من أرض بورسعيد يغلقون الشوارع ويسدون الطرق ويزعجون الأهالي بميكروفونات الإعلان عن بضائعهم.. وطالب بتدخل الأمن لمواجهة مافيا جلب هؤلاء الباعة ومحاسبتهم. ويقول إبراهيم الجدع( تاجر) إن نطاق الثلاثيني والتجاري والحميدي والشرقية وجميع الشوارع التي تعرض بضائع المنطقة الحرة ومحيطها تحولت إلي منطقة كوارث بالفعل ولولا ستر الله وعنايته لحدث ما لا يحمد عقباه بعد الحرائق التي دائما ما تنشب في قلب تلك المنطقة التجارية المكتظة بالمحلات والفروشات. ويضيف أن الأمر يحتاج إلي توعية أصحاب المحلات والفروشات بأهمية فتح جميع الشوارع لتسهيل عملية جذب المواطنين والزائرين للشراء والوصول لما يريدون شراءه بسهولة ويسر وعلي المحافظة السعي لتوفير أماكن لانتظار السيارات في محيط المنطقة التجارية لمساعدة الزبائن الوافدين لشراء احتياجاتهم. حملات مستمرة من جانبها أكدت وفاء يعقوب رئيسة حي العرب أن حملات الحي لا تتوقف طوال أيام الأسبوع, مشيرة إلي أن الحملات لا تقتصر علي شارع الثلاثيني بل تمتد لتغطي جميع الشوارع داخل الحي حيث يجري تطبيق القانون علي الجميع بلا استثناء. وأوضحت أن الحملات المشتركة التي يقوم بها الحي مع شرطة المرافق حققت نجاحا ملحوظا من ناحية تخفيف حدة الإشغالات وإزالة كل ما يعيق الحركة المرورية بالشوارع الرئيسية خاصة الثلاثيني, مؤكدة أن أمر تطهير المنطقة التجارية بالكامل من الإشغالات غير وارد بنسبة100 % نظرا للطبيعة التجارية لتلك المنطقة, فضلا عن مقتضيات البعد الاجتماعي والذي يتطلب مراعاة الحفاظ علي مصدر رزق الآلاف من العاملين بأسواق المنطقة الحرة وأشارت رئيسة حي العرب إلي آخر الحملات المكبرة التي شنها الحي وقادها المهندس كامل أبو زهرة سكرتير عام المحافظة بالاشتراك مع شرطة المرافق بالتعاون مع إدارة الإشغالات بالحي والتي نجحت في إزالة جميع الإشغالات الثابتة والمتحركة القائمة بقلب بورسعيد وحي العرب.