عدة مناسبات اجتمعت معا اليوم للاحتفال بالحياة.. عيدالحب المصري الذي دعا إليه مصطفي أمين ورحيل القيثارة الدائمة عبدالحليم حافظ, ومفارقته لعالمنا بعد أن وحد الإمارات الشقيقة وبثنا حكمته.. البناء العظيم: الشيخ زايد بن سلطان هؤلاء الباقون تهل روائحهم الطيبة وأنفاسهم الدافئة وعبيرهم الدائم كلما هلت ذكراهم فتحس أرواحهم ترفرف حولنا تخبرنا أن الحب هو الباقي وأن روائح البارود والدخان وأصوات الرصاص من حولنا إن هي إلا الضجيج والنشاز الذي يعمق من إحساسنا بموسيقي الحياة. لم يعمل هؤلاء الأعزاء لأنفسهم وإنما عملوا للآخرين ليبثوا فيهم حرارة الوجود رغم كل مصاعبه ويمنحوهم زمنا خاصا صافيا تتألق فيه كل المعاني الجميلة. وهل هناك شيء أجمل أو أبقي من الحب؟! اليوم أيضا يبدأ في مصر الأم الجامعة لأبنائها منتدي شباب العالم بشرم الشيخ لمدة أسبوع تحت رعاية البناء العظيم لمصر الحالية الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحمل الحب في قلبه ويوزعه علي بلده وأبناء بلده بناء وتعميرا, حيث يلتفت من أجل مستقبل أجمل وأفضل مقاوما هؤلاء الذين يعملون بكل جهدهم ومن جميع الاتجاهات لاسقاط مصر في أحزانها ولكن طاقة الحب أعلي وأبقي حسب طبيعتها الأصلية والأصيلة. أضيف إلي تلك الأرواح وتلك الأصوات التي تحيط بنا من كل جانب.. الصوت الأبقي الذي لم يصدح إلا للحب طوال عمره وقد أعطاه الله ما يؤهله لذلك: أم كلثوم وأختها اللبنانية ابنة الأرز: فيروز والصوت الدافئ الذي وصفه كامل الشناوي بالضوء المسموع: نجاة أطال الله عمرها.. ولابد هنا أن أذكر إذاعة الأغاني المصرية التي تشدو لنا بكل أصوات طيور الحب الراحلة الباقية طوال اليوم فلا ننساهم أبدا. قد يكون صوت الكمان قد خفت لحساب إيقاع الطبلة العالي في الأغنيات الشبابية العصرية وأصبح همس النايات والوتريات همسا أمام إيقاعات الأكف والأقدام والصيحات التي يدعو إليها المغني نفسه محرضا الجمهور للمشاركة والتهليل. وقد يكون صوت الرصاص حولنا قد علا وغطي علي صوت الزغاريد.. لكن يبقي الحب هو المايسترو الذي يقود العالم إلي البقاء.