تحولت مطالبات الدستور أولا إلي معركة بين التيار الديني وجبهات وائتلافات الثورة والقوي الوطنية, فبينما قالت الجبهة الحرة للتغيير السلمي إن الموقعين علي حملة الدستور أولا يقتربون من مليون توقيع, وإن الحملة تستهدف الوصول إلي5 ملايين توقيع شككت الجماعة الإسلامية والسلفيون والإخوان في الوصول إلي ذلك, وقالوا حتي لو جمعوا10 ملايين توقيع فإننا سوف نجمع أكثر من10 ملايين توقيع موثق خلال أيام. وأكد عصام الشريف المتحدث الرسمي باسم الجبهة الحرة للتغيير السلمي, أنه تم أمس جمع90 ألف توقيع من خلال860 مسجدا بمساهمة1340 متطوعا في11 محافظة. وطالبت24 منظمة حقوقية بإعادة النظر في ترتيب أولويات المرحلة الانتقالية لضمان إعداد دستور جديد للبلاد, وأصدرت بيانا قالت فيه إن دعوة الدستور أولا تأتي تأكيدا للانحياز للثورة, وماترتب عليها من سقوط نظام وتقويض دعائمه الدستورية. وشن الفقيه الدستوري إبراهيم درويش هجوما علي الاخوان المسلمين, وقال الاخوان عاوزين النظام التركي الذي تم في عام1980 بالانقلاب العسكري, ويسوقون علي أساسه أنه الأفضل, وهم لا يدركون أن التنمية الاقتصادية التركية غطت علي مساوئ النظام السياسي. وقال الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الارشاد بجماعة الاخوان: إن المادة60 من الإعلان الدستوري وضعت جدولا زمنيا لنقل السلطة من المجلس العسكري إلي الحكم المدني, وشدد علي أن الجماعة ترفض دعوة الدستور أولا ووصف الدعوة بأنها لا تحترم إرادة الشعب الذي صوت علي حد قوله بالموافقة علي التعديلات الدستورية. ووصف الدكتور ناجح إبراهيم عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية حملة توقيعات الدستور أولا بأنها انقلاب علي الديمقراطية, وأن القائمين عليها لا يحترمون رأي الأغلبية, وقال إن الشعب اختار إجراء الانتخابات البرلمانية أولا في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية, وأن دعاة الدستور أولا يريدون مصادرة ذلك الحق ولا يريدون استقرار البلد. من جانبه, أشار د. حسام البخاري, أحد قيادات السلفيين إلي أن حركة توقيعات الدستور أولا مجرد شو إعلامي, مؤكدا أنها لن تنجح, وأرجع ذلك إلي أنها غير قانونية علي حد قوله وزعم أن الشعب نفسه يرفض هذه الدعوات.