ودعت الجماهير المصرية في مختلف المحافظات أبطال الشرطة الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم.. وخرجوا في معظم المحافظات ليشاركوا في هذا العرس البطولي واختلطت المشاعر ما بين الحزن والفرح.. ما بين وداع الشهيد وزفه بالزغاريد إلي الجنة وما بين لوعة الفراق والحزن الذي سببه الحادث الأليم وطالب الجميع بالقصاص من الخونة الذين يعيثون في الأرض فسادا. وطالبت الجماهير في جميع ربوع مصر القوات المسلحة بالثأر لفلذات أكبادهم واجتثاث عناصر الإرهاب من علي وجه الأرض وكان القاسم المشترك في تلك المشاهد الحزينة أن الكل كان يزف قلبه إلي الجنة وأن الشهادة أعلي مرتبة عند الله. ورغم الحزن علي الفراق فإن وسام الفخر علي صدور الأمهات أم البطل.. وأم الشهيد هو عزاء تلك القلوب. ولم اجد سوي كلمات الشهيد أحمد المنسي كي أعبر بها عن تلك اللحظات التي سطرها التاريخ بأحرف من نور كي تظل نبراسا نهتدي به وقت اللحظات الأليمة: يامصر شهيد أنا بجيش الفدا.. أصد الكيد وأمنع العدا الله أكبر أنشودتي.. والشهادة لي عين الرضا لاتسأل عن حياتي.. فمن غير الجهاد حياتي سدي ياقبور تنادي اسامينا.. وياموت يعرف كيف يصطفينا فديناك يامصر بالدم والروح.. نعطي ولانسأل من يعطينا وكم قضيت هروبا من الموت.. وكم قضينا عن الموت باحثينا وقد ضربت أمهات الشهداء أروع الأمثلة حينما رفضن ان يودعن فلذات اكبادهن بالدموع والعويل بل بالزغاريد واعتبرن مواكب الشهداء بمثابة الزفاف إلي الجنة فهم احياء عند ربهم يرزقون وطالبت الجماهير بالقصاص من الخونة وألا يغمض لنا جفن حتي نقتص من الخونة وكان القاسم المشترك في تلك المواكب هو الثأر واجتثاث عناصر الإرهاب من جذورها.