يبدو أن شعوب العالم تتجه للتغيير بميلهم إلي انتخاب الشباب تمردا علي أوضاع بالية وتقاليد عفا عليها الزمن وأملا في مستقبل مشرق فاكتسح الشباب نتائج الكثير من الانتخابات الرئاسية بالعالم ويبدوا أن القارة الأوروبية العجوز تسير هي الأخري للتغير بالعزيمة الشبابية بحسب التقرير الذي أعدته مجلة نيوزويك الأمريكية لتثبت أن جيل الألفية بدأ يستحوذ علي القرار السياسي ويترك بصماته بوضوح. ففي مايو الماضي جاءوا في فرنسا برئيس يبلغ من العمر39 عاما هو إيمانويل ماكرون صاحب الجماهيرية الشعبية العريضة وبعد شهر جاءوا لأيرلندا برئيس للوزراء ليو فرادكار البالغ من العمر38 عاما وأيضا لجمهورية سان مارينو بالرئيسة فانيسا دي أمبروسيو وعمرها29 وبانتخابها أصبحت ثاني أصغر امرأة تترأس جمهورية صغيرة من أبريل حتي أكتوبر من العام الحالي. كما أصبح زعيم حزب الشعب المحافظ النمساوي سيباستيان كورتز البالغ من العمر31 عاما أصغر زعماء العالم بعدما فاز في الانتخابات التشريعية وحظي بمنصب مستشار النمسا وحصد قاعدة جماهيرية واسعة من خلال الترويج لأفكار جديدة وخطته لمنع المهاجرين الذين تدفقوا للبلاد ووصفته المجلة بالشاب الرائد صغير السن. أما زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون البالغ من العمر33 عاما فتسلم الحكم في عمر ال27 عاما عندما توفي أبوه. وتري المجلة الأمريكية انه صاحب شعبية كبيرة لدي شعبه رغم سوء سمعته الدولية بسبب تجاربه النووية والصواريخ التي يطلقها بشكل دوري علي جيرانه ويصفه الكثيرون من الساسة الأمريكيين بأنه صبي مجنون وغير ناضج بسبب تهديداته المستمرة بتدمير الولاياتالمتحدة بما يمتلكه من أسلحة نووية يصل مداها إلي قلب واشنطن وتستطيع تدمير90% من سكان الولاياتالمتحدة, بحسب خبراء نوويين. عربيا, ذكرت المجلة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ضمن أبرز القادة صغار السن الذين اثبتوا أن العمر مجرد رقم فقط. ورأت المجلة أن ولي العهد البالغ من العمر32 عاما والذي يتوافق عمره مع أكبر فئة عمرية في الدولة- فحوالي70% من السكان تحت سن ال30- أثبت أن له أولويات متحضرة ومتطورة إذ يحاول تخفيف اعتماد الدولة علي النفط وتوسيع قطاع الترفيه وأطلق رؤية المملكة2030 وبرنامج التحول2020 وهما يستهدفان التقليل من الاعتماد علي النفط واستثمار ما تمتلكه المملكة من نقاط قوة سواء علي مستوي موقعها الجغرافي أو بعدها الديني أو مواردها البشرية الشابة الطموحة. كما أطلق الأمير جملة من الإصلاحات في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية وركز علي تحسين جودة الحياة في المملكة وسعي إلي تنويع مصادر الإيرادات وتقليل اعتماد اقتصاد البلاد علي النفط الخام واعتماد التقنية والابتكارات وتوسيع مجالات السياحة وغيرها من الموارد التي ستعود علي البلاد بخير وفير. وفي إفريقيا, يأتي أويو نيمبا ملك مملكة تورو الأوغندية25 عاما وممسكا بالحكم في عام2010 حيث يعد أصغر ملك في العالم. منذ أن كان في الثالثة ويقوم بزيارة الدول مثل الإمارات العربية المتحدة كي يحصل علي المشورة بخصوص كيفية الاستثمار وتقليل معدلات البطالة حيث تم إحياء الملكية التقليدية في شرق إفريقيا عام1993 ويرأس الملوك أغلب المناطق رغم أنهم لا يملكون سلطة سياسية رسمية. وفي أمريكا, جاستن ترودو بعمره ال45 عاما, شعاره الذي قاده للفوز في2015 هو تغيير حقيقي وعد شعبه الكندي به ونفذه وشمل التغير الغني والفقير ووعد بتخفيف الأعباء المالية علي الطبقة الوسطي ويعتقدون أنه جيدا لتواضعه وكرمه وحبه للسياسة وليس القتال؟.