سيظل الاتحاد العام الرياضي للشركات علامة مضيئة في جبين الرياضة المصرية, وها هو الاتحاد الذي ولد منذ نصف قرن يحتفل بيوبيله الذهبي ومرور خمسين عاما علي إنشائه, ويبدو يافعا قويا عملاقا يتألق سنة بعد أخري ويزهو علي أقرانه من الاتحادات الرياضية الأخري, إنه اتحاد متميز يعرف كيف يدير أموره بالحكمة وكيف يسير علي سياسة رشيدة منذ أن وضع المؤسسون الأوائل اللبنات الأولي في صرحه وهي سياسة يتبعها الخلف عن السلف وفلسفتها لا تتغير وتقوم علي أن العامل الذي يتعشق الرياضة ويزاولها أكثر حيوية ونشاطا وإتقانا في عمله عن العامل الذي لا يزاول لونا من ألوان الرياضة, وكل همه أن يجلس علي القهوة يحتسي الشاي ويشد أنفاس الشيشة, اتحاد الشركات لا تنتابه الأهواء أو الأنواء أو المنافسة بين الأعضاء علي المراكز والمقاعد والألقاب إنما التنافس وعلي أشده في توسيع قاعدة الممارسة الرياضية ونشر اللعبات بين العاملين في الشركات والمصانع, ومن هذه الشركات وهذه المصانع يسارع في إضافة لعبة رياضية إلي مجموع اللعبات التي يمارسها العمال, ومن من مسئولي هذه الشركات يشيد ملعبا في مصنعه أو يقيم صالة مغطاة أو حماما للسباحة, ثم أخيرا من منهم يسابق الآخر في الفوز بالدروع والبطولات في عشرات المنافسات واللعبات التي تضمها خريطة البطولة العامة التي تقام كل عام, وها هي الأيام تدور والسنوات تتوالي وأري بعيني رأسي الحلم الذي داعب محمد غانم ومحمود رأفت وعلي طلحة وعمرو أبو الدهب وعبد المنعم وهبي في منتصف ستينيات القرن الماضي, وهو أن ينشروا الرياضة في الشركات والمصانع وقد أصبح ومنذ النشأة حقيقة ملموسة علي أرض الواقع, فبدلا من عدد محدود من الشركات,والمؤسسات والمصانع كان اللبنات الأولي للاتحاد أصبح هناك المئات من الشركات والمصانع قطاعا عاما وقطاعا خاصا تعلي من الصرح وترفع من بنيانه بل إن الاتحاد الذي نشأ وليدا يحبو منذ نصف قرن يتباهي بأنه أصبح الآن سببا في إنجاب اتحادات رياضية في الشقيقات العربية, بل وأصبح أبا أنجب أيضا الاتحاد الرياضي العربي للشركات, اتحاد الشركات لم يكن هدفه فقط نشر الرياضة في المؤسسات الصناعية مفهوم الممارسة فقط, وإنما كان الهدف أسمي من ذلك وهو أن يسود مفهوم الثقافة الرياضية بين المسئولين والعاملين, وبحيث يلتئم الشمل تشاورا وتفاهما وتقاربا بين مسئولي هذه الشركات من أجل الترابط وتوثيق عري المحبة سعيا وراء مضاعفة الإنتاج ونشر ثقافة إتقان الصنعة لترتقي الصناعة المصرية, ويرتفع شأنها عالميا. كان الهدف كما يقول الدكتور حسني غندر رئيس الاتحاد هو ان تنشر المبادئ الجميلة النبيلة, وأن ينسج الجميع خيوط علاقات إنسانية تظهر واضحة في مضاعفة الانتاج. الرواد الأوائل الذين وضعوا أسس اتحاد الشركات لهم منا كل التحية وكم كان جميلا أن يتم تكريمهم في يوم الوفاء يوم الاحتفال باليوبيل الذهبي للاتحاد, فلقد كانت غاية هؤلاء الرواد نبيلة وحسية ولوجه الله والوطن, كانت رؤاهم ثاقبة مما رسخ أركان اتحاد الشركات فكبر وازدهر فصار عملاقا تترقب الجماهير بطولاته كل عام بما يؤكد أن الانتاج والرياضة أمران متلازمان وأنهما يكملان الهدف الأسمي وهو بناء الانسان والوطن, وأذكر والحمد لله انني عاصرت مولد هذا الاتحاد وأنني كنت ممن سلط عليه أضواء الإعلام الإذاعي فسجلت وأذعت أحاديث للراحل محمد غانم مؤسس الاتحاد عن الفكرة وعن فلسفة الاتحاد, كما أن الإذاعة المصرية كانت علي مدي البطولات السنوية للاتحاد تذيع علي الهواء مباشرة حفل الافتتاح وحفل الختام إضافة إلي إذاعة أهم الفعاليات والمسابقات, وتحية لروح محمد غانم ومحمود رأفت وعلي طلحة وصلاح حسب الله رؤساء الاتحاد السابقين, ثم ها هو اتحاد الشركات وقد جاءت بطولته الأخيرة إلي نهايتها قبل أسبوعين يستعد من الآن لبطولات مناطقه المنتشرة في أنحاء الوطن راجين ولقيادته التي تتسم بالحيوية والديناميكية ممثلة في شخص الصديق الدكتور حسني غندر المزيد من التقدم والنجاح نشرا للرياضة في كل المؤسسات الصناعية والإنتاجية في مصر.