مما لاشك فيه أن الرياضة مرآة المجتمع, وانها قاطرة الدول في الاقتصاد وقوتها الناعمة في السياسة, ولما لا وهاهي بطولة كرة القدم المصرية تبلغ اقتصادياتها نحو ستة مليارات من الجنيهات وسوق انتقال الدوري في هذا الموسم بلغ مليارين واربعمائة مليون جنيه, كل هذا يترجم في ميزانية الدولة, كما يلعب المحترفون في اوروبا دورا بارزا في الترويج لاسم الوطن من خلال ابداعهم وتالقهم فهم سفراء فوق العادة بسلوكهم وانجازاتهم مع انديتهم, غير أن كل هذا لايكتمل الا في اطار منظومة متكاملة تجعل الرياضة فلسفة حياة عند المواطن, وساعتها سيكون المستفيد الاول هو الوطن من خلال تخفيض نفقات الصحة وزيادة معدلات الانتاج من جهة, وضخ مايمكن توفيره من اموال لميزانية التعليم والبحث العلمي والثقافة, فهذا الثالوث هو مصدر تقدم الامم, من هنا وجب علينا تحية رجال اخلصوا لهذا الوطن وكانوا اصحاب رؤية ثاقبة وبعيدة المدي يتقدمهم محمد غانم رجل مصر في افريقيا في حقبة الستينيات ومعه علي طلحة ومحمود رأفت عندما اسسوا الاتحاد العام الرياضي للشركات قبل نصف قرن من الزمان, لانهم ادركوا بعين البصيرة ان العمل والانتاج في الشركات والمصانع بحاجة ماسة لرجال يتمتعون بكامل اللياقة والقوة البدنية, وانهم بحاجة ايضا الي الترويح بعد عناء العمل, واستلهم هؤلاء الرجال فكرة تأسيس اتحاد رياضي للشركات لبث روح الحماس والمنافسة بين العمال وتوطيد عري الصداقة بينهم, وهو ماكان واستمر من العام66 الي العام الحالي ليكمل عقد الخمسينية, ويحتفل الاتحاد برئاسة الدكتور حسني غندر الذي يجمع في مسيرته بين مجموعة العراقة والتاسيس والمجموعة الحالية التي تتحمل عبء استمرار العمل علي ذات المنوال الذي كان ينشده الرواد, لذا كان الاحتفاء بهم وتكريمهم لمسة وفاء وتقدير وعرفان لدورهم في تأسيس اتحاد صار نبراسا لكل الدول العربية التي سارت علي نهجه, ومن رحمة تأسس الاتحاد العربي للشركات الذي يترأسه الدكتور حسني غندر ويتخذ من مصر مقرا له, ثم جاءت البطولة رقم50 والتي تحتضنها بورسعيد هذه الايام لتكمل الملحمة الرياضية للشركات اذ يتنافس فيها نحو17 ألف رياضي يمثلون203 شركات, وهو رقم يفوق المشاركين في الدورات الاولمبية, ويحدث رواجا في المدينة الباسلة يقيلها من عثرتها الاقتصادية, ليظهر دور اخر لتنظيم الفعاليات الرياضية, ويؤكد اهمية الاتحادات النوعية المختصة بفئة بعينها أو لعبة بعينها, كما هو الحال بالنسبة للاندية الخاصة التي فتح القانون الجديد للرياضة الباب امام مشاركتها الفاعلة لخدمة الرياضة المصرية خصوصا في اللعبات التي تتفوق فيها مصر دوليا, وهو ماكان من تخصيص عدة مواد في القانون لهذه الاندية التي تحتاج اليها مصر.