التقيت الدكتور حسني غندر سكرتير عام اتحاد الشركات, وهو يشحذ عزيمته وعزيمة مساعديه استعدادا لانطلاق بطولة الجمهورية للشركات بالإسكندرية في يونيو المقبل وكان عند التقائي به علي وشك أن يسافر إلي أسوان ليلتقي محافظها, ويتفق معه علي مراسم انطلاق شعلة البطولة من قرية كلابشة الجديدة التي تقع علي ضفاف بحيرة السد العالي, وعلي مسافة مائة وعشرين كيلو مترا جنوبأسوان, الدكتور حسني كان مفعما بالنشاط والحماس كدأبه دائما منذ أن عرفناه قبل عديد السنوات سكرتيرا عاما لهذا الاتحاد الرياضي الكبير الذي أصبحت له جذور عميقة في تربة الرياضة المصرية, والذي أصبحت بطولته تعيش فينا, كحدث نترقيه سنة بعد سنة, كما نترقب العديد من الاحداث الرياضية المهمة التي تهمنا, وتشغل حيزا كبيرا من شغفنا بها, ورغم مسحة التفاؤل والبسمة التي تكسو وجه الدكتور غندر إلا أن بعضا من معالم الألم والحزن النفسي كانت تغلب علي تقاسيم وجهه, ذلك أنه يشعر بشيء من الاحباط, وكأن الرياضة في الشركات وكأن بطولة الجمهورية رجس من عمل الشيطان, فهناك البعض ممن يشككون في جدوي هذه البطولة, وكيف أن ما ينفق عليها يعتبر من قبيل الأموال المهدرة, ولا عليك يا دكتور حسني فإنك تعمل, وكذلك الاتحاد ورئيسه الفاضل المهندس صلاح حسب الله حسنة لوجه الله وحبه لوجه الرياضة, وهذا ما خبرته منكما بحكم معاشرتي لهذا الاتحاد منذ النشأة قبل خمسة وأربعين عاما. وبداية نقول أن قرية كلابشة التي ستنطلق منها شعلة البطولة المقبلة قرية نموذجية يحظي كل واحد من أبنائها بمنزل تصل مساحته الي300 متر وبه كل إمكانات الحياة السهلة إضافة إلي أنه يحظي بخمسة أفدنة يزرعها وتسقي من ماء البحيرة, وهو مشروع رائد سيعمم بإذن الله علي كل أبناء جنوبأسوان ممن اختيروا بالبحيرة, وبالتالي فإن شعلة بطولة الشركات ستنطلق من هناك باعتبار القرية معلما حياتيا واجتماعيا بالغ الروعة, وفيه الدليل علي أن الدولة ترعي المواطنين وتوفر لهم سبل الحياة الكريمة. وخلال الجلسة مع الدكتور غندر استعدنا ذكريات النشأة لهذا الاتحاد الرياضي الكبير, ولعلي لا أذيع سرا أنني كنت في تلك الأيام قبل خمس واربعين سنة واحدا ممن عاصروا مولد هذا الاتحاد بحكم ما كنت أقدمه من برامج رياضية عبر ميكروفون الاذاعة فقد شاهدت وسجلت حوارات مع الرواد الأوائل لهذا الاتحاد عبد المنعم وهبي وعمر أبو الدهب, وعلي طلحه يرحمهم الله والأستاذ محمد غانم صاحب الفكرة أمد الله في عمره كانوا جميعا ومعهم صفوة أخري من رؤساء الشركات علي قلب رجل واحد من أجل نجاح الفلسفة التي تقول إن العامل النشيط المقبل علي الرياضة أكثر انتاجا من العامل الخامل الذي لا هم له إلا الجلوس علي المقاهي, واتفقت المجموعة وشحذوا الهمم علي ضرورة نشر الرياضة في المصانع والمؤسسات والشركات مما استتبع معه إقامة بنية تحتية للرياضة في المصانع والشركات, وعلي بركة الله كانت أول بطولة للشركات سنة1966, ولم يكن عدد الشركات المشاركة يتجاوز الخمس عشرة شركة ومؤسسة, وشهدت ملاعب بعض أندية القاهرة فعاليات البطولة, ومنذ ذاك التاريخ لم تتوقف عطاءات الشركات, ومن خمس عشرة شركة في أول بطولة إلي أكثر من مائتي شركة في البطولة الماضية, ومن عدد محدود للرياضات التي يتنافس عليها المشاركون إلي أكثر من خمسين لعبة إلي جانب منافسات في ألوان النشاط الاخري القصة والشعر والموسيقي والتمثيل والرياضات الذهنية, وأصبحت البطولة مجالا لالتقاء أكثر من عشرين الف رياضي ورياضية من شركات مصر ومصانعها من أسوانجنوبا إلي الإسكندرية شمالا, وتقييم مناطق الاتحاد طوال العام مباريات ومنافسات بين الشركات والمصانع التي تقع في محيط هذه المناطق, وأصبحت البطولة عيدا رياضيا باذخا يلتقي فيه المسئولون عن الشركات يتعارفون ويتآلفون ويحلون بعض المشكلات التي قد تتشابك مع بعضها البعض خلال تعامل هذه الشركات مع بعضها البعض في النواحي المادية والانتاجية, بطولة الشركات والرياضة في الشركات أصبحت حقيقة وواقعا معاشا, ولذلك نرجو أن نجد تشجيعا للاتحاد لتنضم إليه عشرات المصانع والشركات من القطاع الخاص, وبالتالي تتسع قاعدة الممارسة الرياضية, ويتضاعف الانتاج. الدليل علي أن الدولة ترعي المواطنين وتوفر لهم سبل الحياة الكريمة. وخلال الجلسة مع الدكتور غندر استعدنا ذكريات النشأة لهذا الاتحاد الرياضي الكبير.أصبحت البطولة عيدا رياضيا باذخا يلتقي فيه المسئولون عن الشركات يتعارفون ويتآلفون ويحلون بعض المشكلات التي قد تتشابك مع بعضها البعض خلال تعامل هذه الشركات مع بعضها البعض في النواحي المادية والانتاجية.