قال الدكتور محمود مدنى رئيس مركز البحوث الزراعية إن محصول الذرة الرفيعة من محاصيل الحبوب الرئيسية الصيفية ويأتى فى المرتبة الثانية بعد الذرة الشامية من حيث الغرض من زراعته من الناحية العلفية ومن حيث المساحة المزروعة بعد الذرة الشامية والأرز وتحتل مصر المرتبة الأولى على مستوى العالم من حيث متوسط الإنتاجية لوحدة المساحة منه . وأضاف مدنى أن الذرة الرفيعة يزرع منه 450 ألف فدان تقريبا ويزيد وتتركز زراعته فى محافظات مصر العليا بنسبة % 80 ومنها الفيوماسيوطوسوهاج وإنتاجيتها بمتوسط 16.8 اردب للفدان بإجمالى 6 إلى 8 ملايين طن من الحبوب وفى الآونة الأخيرة يسعى قسم بحوث الذرة الرفيعة بالمركز إلى استنباط أصناف وهجن عالية الإنتاجية ثنائية الغرض مقاومة للظروف البيئية المتباينة صالحة للزراعة فى أراضى مشروع القرن وهو مشروع ال 15 مليون فدان وذلك من خلال التعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا وتم بالفعل زراعة تجارب هذا المشروع فى محافظة الوادى الجديد ومحافظة أسوان بأبوسمبل بمحطة بحوث توشكى وكذلك فى محطة بحوث جزيرة شندويل بسوهاج. وأضاف أن هناك سعيا من خلال الحملة القومية للنهوض بمحصول الذرة الرفيعة للزراعة فى مناطق عديدة على مستوى محافظات مصر العليا مثل وادى النقرة والمراشدة والفيوم ونسعى جاهدين العام القادم لدخول الحملة لأراضى محافظة الوادى الجديد، والتى تمثل انطلاقة جادة لزراعة الذرة الرفيعة فى مناطق الفرافرة وشرق العوينات. وأشار إلى أن أعضاء الفريق البحثى بمحطة بحوث جزيرة شندويل الأمل المشرق للذرة الرفيعة فى إطار البرنامج البحثى الرئيسى بشندويل بداية من حقل التهجينات مرورا بإكثار آباء الهجن وإنتاج الهجن وإكثار الصنف «دورادو » ضمن الخطة البحثية للنهوض بالمحصول بمختلف مناطق زراعته بالمحافظات. وشددا على أهمية تعظيم دور الذرة الرفيعة فى الأعوام القادمة خاصة فى ظل التغيرات المناخية القاسية والتوسع فى زراعة أراض جديدة مثل أراضى مشروع ال 1.5 مليون فدان. أضاف «مدنى » أنه بجهود المركز ومن خلال الحملة القومية ومبادرة رقم 1083 مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا استطعنا الدخول فى مناطق أراضى مشروع المليون ونصف مليون فدان بداية من توشكى بالوادى الجديد، وكذلك وادى النقرة، مشيرا إلى ان الزيارات الحقلية لهذه المناطق استهدفت الوقوف على نشر الهجن والأصناف الناتجة من القسم والعالية الإنتاجية ثنائية الغرض ومقاومة للظروف البيئية المتباينة. وعبر عن أمله فى زيادة إنتاجية المحصول للاستفادة من الميزة النسبية له فى الصناعة مثل صناعة الأخشاب والأوراق، وهذا يترتب عليه بطبيعة الحال توفير ملايين الجنيهات من خلال تقليل الواردات وتوفير العملة الصعبة. ولفت إلى دراسة إمكانية دخول الذرة الرفيعة فى صناعة الأعلاف وإمكانية خلطة مع الذرة الصفراء، مشددا على أنه تم التأكيد على أهمية دور الذرة الرفيعة فى تطوير صناعة الأعلاف من خلال اللقاءات مع مربى الماشية فى محافظاتسوهاج وأسيوط، مؤكدا اتفاق مربى الماشية على الصفات المميزة للذرة الرفيعة فى تغذية الحيوانات وهو ما انعكس على جودة اللحوم وكذلك وزن الماشية نتيجة التغذية على الذرة الرفيعة. وأضاف أن هناك توجها نحو التوسع فى زراعة الذرة الرفيعة وهو ما سيؤدى إلى الحد من استيراد ملايين الأطنان من الذرة الصفراء، الأمر الذى يكلف الدولة ملايين الدولارات، إضافة إلى إمكانية تحقيق تحديد سعر الذرة الرفيعة وتفعيل الزراعة التعاقدية لزيادة المساحات المنزرعة بالذرة الرفيعة، وخصوصا المناطق الأقل خصوبة ومحافظات الوجه القبلى ذات درجات الحرارة العالية. وأشار إلى أهمية إدخال نظام التحميل المحصولى لزيادة وتعظيم دخل المزارع والاستفادة من وحدة المساحة، وإدخال من العام القادم الزراعة الممكنة زراعات الذرة الرفيعة وتقليل تكاليف الإنتاج من الزراعة حتى الحصاد، موضحا أن العمل على نشر الهجن والأصناف عالية الإنتاجية ثنائية الغرض مقاومة للظروف البيئية المتباينة مع توصيل أهم التوصيات الفنية للمزارع من خلال الحملة القومية لتعظيم انتاجيته.