جمعتهم أحلامهم وأفكارهم.. وحدوا عزيمتهم منذ البداية علي تحقيق هدفهم النبيل.. المتمثل في حل الأزمة المروية الخانقة بمدينة المنصورة.. فخرج مضيئا من إبداعهم المشروع الذي عكفوا علي إنهائه بكلية الهندسة في جامعة المنصورة.. الأتوبيس النهري ليكون بارقة أمل لسكان المدينة والتي لا يختفي منها الزحام الشديد في جميع أحياء المدينة وخاصة منطقة المشاية الواقعة علي نهر النيل بسبب وجود كليات الجامعة والمراكز الطبية المتخصصة. المشروع الذي يهدف إلي استغلال نهر النيل في نقل المواطنين فكرته ليست جديدة و بدأت بالفعل في سبعينيات القرن الماضي و استمر لفترة ثم توقف. يقول الدكتور مهند فودة- مدرس مساعد بهندسة المنصورة ورئيس الفريق العلمي الذي أعد الدراسة و المسئول عن التصميم المعماري للمراسي- ان الفكرة تبنتها كلية الهندسة وأعدت دراسة تفصيلية وقدمتها لمحافظ الدقهلية السابق الذي تحمس للمشروع ولكنه ذهب أدراج الريح. و أضاف: بدأت الفكرة من خلال مشروع لطلاب جامعة المنصورة و هم( عبد الرحمن مجدي و عبد الرحمن قشطة و سارة عادل و سارة صبري و رانيا صيام و هاجر البلتاجي و مهند عصام. و أشار إلي أنه عندما عرضت الفكرة علي رئيس لجامعة, قام بعرضها علي المحافظ آنذاك اللواء عمر الشوادفي في عام2014 و بالفعل بدأت الدراسات علي هذا المشروع و لكن توقف الأمر بسبب أن المحافظ أكد أن المشروع سيتم تعميمه علي مستوي الجمهورية ثم عرضناه علي المحافظ السابق حسام الدين امام الذي طالبنا أن تكون قيمة التذكرة75 قرشا لتناسب احتياجات المواطن البسيط و طلب إجراء مزايدة لطرح المشروع بنظام حق الانتفاع ولم يتم أي إجراء في هذا الصدد.. وعند عرض المشروع علي وزير النقل في ذلك الوقت طلب إرجاء المشروع حتي يتم تعميمه وطرحه علي مستوي المدن المطلة علي النيل في مصر كلها في آن واحد و ذلك في الوقت الذي تحتاج فيه مدينة المنصورة إلي حل عاجل لمشكلة الزحام و لتحقيق السيولة المرورية في الطرق الرئيسية الموازية للنيل. وأوضح فودة أنه مع تولي المحافظ الحالي الدكتور أحمد الشعراوي بدأ في دراسة المشروع و إحيائه مرة أخري ويقوم المشروع علي استثمار نهر النيل باعتباره الوسيلة الأفضل والأرخص في التكلفة في حل مشكلة المواصلات العامة, وتخفيف الضغط علي طرق وشرايين مدينة المنصورة..و مشروع النقل النهري سيمر بمحاذاة المناطق الأكثر حركة و ازدحاما وجذبا بالمنصورة. فيما قال الدكتور سامي راجح استشاري المشروع انه تم إعداد دراسة بجامعة المنصورة عن مشروع الأتوبيس النهري ومشكلة الزحام المروري بالمنصورة و التي أوضحت أن أكثر المناطق ازدحاما هي منطقة المشاية وشارع الجمهورية الموازية للنيل..و تستغرق المسافة من مبني المحافظة وحتي بوابة الجامعة والبالغة3 كيلومترات ما بين نصف ساعة وساعة ونصف مما يهدر الكثير من الوقت. والسعة الاستيعابية للأتوبيس النهري ستكون بين30 و50 راكبا, وأقصي مدة انتظار قد تصل إلي25 أو35 دقيقة من أول محطة في قولنجيل إلي آخر محطة في أويش الحجر حيث يضم تسع محطات تربط شرق مدينة المنصورة بغربها بالإضافة لثلاث محطات فرعية تربط المنصورة بالضفة الأخري للنيل عند مدينة طلخا و المشروع يراعي الشروط البيئية وخاصة في التزود بالوقود, عن طريق استخدام الوحدات النهرية لمصادر طاقة صديقة للبيئة كالغاز المسال, بدلا من استخدام المازوت والبنزين, أو استخدام مصادر للطاقة المتجددة كالخلايا الشمسية. ومن جانبه أكد الدكتور محمد القناوي رئيس جامعة المنصورة أنه تم اعتماد مبلغ10 ملايين جنيه لتنفيذالمشروع و لكنه توقف وتم تحويل الاعتمادات إلي مشاريع أخري, مؤكدا أن الجامعة علي استعداد لتقديم أي تعاون ممكن لتنفيذ المشروع وتحويل الحلم إلي حقيقة. من جانبه أكد الدكتور أحمد الشعراوي محافظ الدقهلية أنه تم طرح أعمال إنشاء مراسي الأتوبيس النهري بالمنصورة للبدء في التنفيذ فورا, كما سيتم طرح حق استغلال المراسي للشركات المتخصصة الأسبوع المقبل.. مشددا علي سرعة الانتهاء من المراسي المقررة, و ذلك بالتعاون والتنسيق التام مع وزارة الري والموارد المائية ومعهد بحوث النقل النهري بالإسكندرية لتنفيذ المشروع الحضاري بمحافظة الدقهلية. ولفت إلي أنه تمت دراسة المشروع علي أعلي مستوي بمعرفة معهد بحوث النقل النهري بالإسكندرية وحماية النيل بوزارة الري والموارد المائية, وأكد أن الدراسات تمت وفقا للمواصفات الفنية والجودة المطلوبة خاصة فيما يتعلق بالمحطات والمراسي الأربعة..و ذلك لتخفيف التكدس المروري بالمدينة وتيسيرا لحركة التنقل داخلها لأبناء المحافظة والمترددين عليها. وأوضح أن المشروع يبدأ بخمس محطات طولية وعرضية من قولنجيل حتي الجامعة وميت خميس مرورا بطلخا, فيما يمتد في المرحلة الثانية إلي أجا وفي الثالثة إلي ميت غمر علي أن يصل في محطته الرابعة والنهائية إلي دمياط, مشيرا إلي أنه سيسهم في تخفيف الزحام في الشوارع ويساعد طلاب جامعة المنصورة وستكون تذكرته شاملة للبر والبحر والانتقالات عبر الباصات أيضا. وأشار إلي أن هيئة النقل النهري ستقوم بطرح الأتوبيسات التي ستعمل علي خطوط المشروع والذي يضم جراجا للسيارات ومتنزها متكاملا للانتظار لراحة الركاب بالإضافة لتنفيذ خطوط باص بالمحطات لنقل الركاب بعد ذلك إلي أي موقع داخل المدينة.