يتطلع سكان مدينة المنصورة والتي تعاني زحاما واختناقا مروريا شديدا في كافه أحياء المدينة وخاصة منطقة « المشاية «الواقعة على نهر النيل بسبب وجود كليات الجامعة والمراكز الطبية المتخصصة إلى تشغيل مشروع الأتوبيس النهري. الفكرة تبنتها كلية الهندسة جامعة المنصورة وأعدت دراسة تفصيلية وقدمتها لمحافظ الدقهلية السابق الذي تحمس للمشروع ولكنه ذهب ادراج الريح. يقول الدكتور مهند فودة مدرس مساعد بهندسة المنصورة ورئيس الفريق العلمي الذي أعد الدراسة إن مسار مشروع النقل النهري المقترح يمتد بطول 7 كم في نهر النيل الواقع شمال مدينة المنصورة، حيث يمر بمحاذاة المناطق الأكثر نشاطاً وجذباً للمواطنين والزوار مثل « الجامعة، منطقة وسط المدينة، المحافظة»، ويقوم على استثمار نهر النيل باعتباره الوسيلة الأفضل والأرخص في التكلفة في حل مشكلة المواصلات العامة، وتخفيف الضغط على طرق وشرايين مدينة المنصورة. ويضيف فودة أن السعة الاستيعابية للأتوبيس النهري ستكون ما بين 30-50 راكبا، وأقصى مدة انتظار تتراوح 25 - 35 دقيقة من أول محطة في قولنجيل إلى آخر محطة في أويش الحجر، حيث يضم تسع محطات تربط شرق مدينة المنصورة بغربها، بالإضافة لثلاث محطات فرعية تربط المنصورة بالضفة الأخرى للنيل عند مدينة طلخا .مشيرا إلى أن المشروع يراعي الشروط البيئية وخاصة في التزود بالوقود، عن طريق استخدام الوحدات النهرية لمصادر طاقة صديقة للبيئة كالغاز المُسال, بدلا من استخدام المازوت والبنزين، أو استخدام مصادر للطاقة المتجددة كالخلايا الشمسية . ويؤكد رئيس فريق الدراسة أن بعض المستثمرين من القاهرة تحمسوا لتنفيذ المشروع دون تكليف الدولة أية أعباء مالية ، لكن المحافظ السابق طلب اجراء مزايدة لطرح المشروع بنظام حق الانتفاع ولم يتم أي اجراء في هذا الصدد، كما طلب وزير النقل فى ذلك الوقت إرجاء المشروع حتى يتم تعميمه وطرحه على مستوى المدن المطلة على النيل في مصر كلها في آن واحد ، رغم ان مدينة المنصورة الأكثر ازدحاما والأكثر حاجة لمشروع مثل الأتوبيس النهري ليحقق السيولة المرورية في طرقها الرئيسية الموازية للنيل . وكشفت نتائج استبيان أجرته جامعة المنصورة عن مشروع الأتوبيس النهري ومشكلة الزحام المروري بالمنصورة أن أكثر المناطق ازدحاما هي المشاية وشارع الجمهورية «الموازية للنيل» وفقا لحوالي 75 % من عينة الاستبيان ، كما تستغرق المسافة من مبنى المحافظة وحتى بوابة الجامعة والبالغة 3 كم ما بين نصف ساعة وساعة ونصف . وأرجع 59 % من العينة أسباب الزحام في مدينة المنصورة إلى ضيق عرض الشارع بالمقارنة بعدد السيارات وعدم الالتزام بقواعد المرور وكذلك عدم توفر أماكن كافية لانتظار السيارات. ويؤكد الدكتور محمود المليجي نائب رئيس جامعة المنصورة لشئون المجتمع والبيئة والمشرف على الدراسة أن المشروع طموح لاستغلال نهر النيل في نقل المواطنين ، وهو مشروع قديم كانت الدولة قد نفذته على نطاق محدود في سبعينيات القرن الماضي ولم يكتب له الاستمرار، مشيرا إلى أنه أصبح ضرورة ملحة اليوم نتيجة الازدحام المروري الشديد التي تشهده المنصورة . وقال المليجي إن المحافظ السابق اهتم كثيرا عندما تم عرض المشروع عليه وطلب من الفريق مزيدا من الدراسات خاصة دراسات تقييم الأثر البيئي لضمان عدم تأثر نهر النيل بهذا المشروع المهم . ومن جانبه أكد الدكتور محمد القناوي رئيس جامعة المنصورة أن مشروع الأتوبيس النهري جاهز للتنفيذ وتم اعتماد 10 ملايين جنيه لكنه توقف وتم تحويل الاعتمادات إلى مشاريع أخرى ، مؤكدا أن الجامعة على استعداد لتقديم أي تعاون ممكن لتنفيذ المشروع وتحويل الحلم إلى حقيقة . ورحب محافظ الدقهلية حسام الدين إمام بمشروع الأتوبيس النهري وقال إنه مشروع جيد ويستحق الدراسة والتنفيذ لتخفيف الزحام بالمنصورة ، مشيرا إلى أنه سيطلب من جامعة المنصورة تحديث دراستها وتحريك الملف لتنفيذه بما يخدم سكان مدينة المنصورة . ويبقى السؤال…هل يخرج مشروع الأتوبيس النهرى بمدينة المنصورة إلى أرض النور بعد أن تحمس له المحافظ الحالى أم أن المشروع يظل حبيس الأدراج فى انتظار المحافظ الثالث ؟.