ارتسم الوجوم وبدت الدهشة علي وجوه مزارعي قصب السكر وأنا ولله الحمد واحد منهم عندما علموا من وسائل الإعلام المختلفة أن وزارة الزراعة سترفع سعر طن القصب الذي يورده المزارعون للمصانع بزيادة تتراوح ما بين150 جنيها إلي200 جنيه, ليصبح السعر الجديد نحو800 جنيه للطن, وحسبما جاء في الأخبار أن هذا السعر الجديد المزمع اتخاذه في اجتماع ضم ممثلين من القطاع العام والقطاع الخاص, ومراكز البحوث الزراعية, ومعهد المحاصيل السكرية لتحديد السعر الأمثل لتوريد محصولي القصب والبنجر, الوجوم والدهشة بسبب أن الاجتماع إياه لم يضم أحدا من مزارعي القصب المكويين بنار ارتفاع تكلفة المحصول ليتعرف السادة المسئولون عما يكابده مزارع القصب في جنوب مصر من مشقة وعناء وتكلفة لا تطاق والمحصول بالعربي كده. مش جايب همه إلي درجة أن الكثير من المزارعين أقلعوا عن زراعته وأجروا أراضيهم لتجار الموز أو قاموا باستزراع محاصيل أخري أكثر ربحية ولا أدل علي ذلك مما جاء في الأخبار المنشورة عن هذا الموضوع حيث أشار المسئولون أنهم سيرفعون السعر لتلافي ما حدث في الموسم الماضي حيث انخفضت كميات القصب الموردة للمصانع بنحو مليون وربع المليون طن, وذلك بسبب عدم منح المزارعين حقهم واعتراضهم علي السعر المتدني للطن رغم أن المسئولين رفعوا السعر إلي620 جنيها, وبالطبع لا يدري المزارعون شيئا عما يخبؤه القدر لهم عندما تتشكل اللجنة من أعضاء من جمعيات منتجي المحاصيل السكرية وشركات السكر للحصول علي السعر المرضي والعادل وهل سيكون قرار اللجنة عادلا بالفعل, خاصة وأن هناك اتجاها من وزارة الزراعة يهدف إلي زيادة المساحة المزروعة من القصب وبالفم المليان وبالصوت العالي يقول المزارعون إن سعر طن القصب في الموسم القادم إذا قل عن ألف جنيه فإن البقية الباقية من الأرض المزروعة قصبا ستقل بدرجة مخيفة في المواسم القادمة, وحجج المزارعين قوية ويعرفها مسئولو شركة السكر معرفة تامة لأنهم علي دراية بما يكابده مزارع القصب من شقاء وتعب بدني ومادي, وليس من المعقول أن تصل ربحية فدان القصب الي ثمانية آلاف جنيه فقط, وهي ربحية لا يحققها إلا المزارع الشاطر في حين أنه يستطيع تأجير نفس المساحة لتاجر الموز بحوالي عشرين ألف جنيه دون أن تتعب ويعرف ويدوخ السبع دوخات من أجل الحصول علي مستحقاته من الشركة, وبالعربي الفصيح لم يعد قصب السكر محصولا مجزيا بعد أن شاخت أصنافه الزريعة وانتهي عمرها الافتراضي فهي تزرع منذ أكثر من ستين أو سبعين عاما دون أن تستنبط وزارة الزراعة ومعاهد البحوث الزراعية أي أصناف جديدة. ويقرأ مزارعو القصب أن السيد رئيس مركز البحوث الزراعية صرح بأن المركز نجح في استنباط أصناف جديدة للبنجر تتصف بإنتاجيتها العالية وقدرتها الكبيرة علي مقاومة الآفات, ولكن للأسف لا يسمح زراع القصب الذي تقوم عليه صناعات عديدة أن المركز استنبط أو سيستنبط أصنافا جديدة لقصب السكر الذي نخر الدود في عظام أصنافه الحالية, ويقولون أيضا تعالوا نحسبها فقد تضاعف ثمن الكيماوي وتضاعفت أجور العمالة وأصبحت نارا وتضاعف التعب في شحن القصب خاصة وأن خطوط الدوكوفيل مضي عليها الزمن فهل يكون الجزاء أقل من1000 جنيه للطن, ويقولون أيضا إن عمال هذه الزراعة رفعوا من الآن أجورهم وأن طن القصب ينتج نحو110 كيلوات سكر وسعر السكر12 جنيها أي طن القصب ينتج سكرا بمبلغ1300 جنيه فهل من الكثير أن يكون سعر طن القصب1000 جنيه مع تنازل المزارعين للمصانع والشركة لاستغلالها لمحصولهم في إنتاج منتجات أخري مثل الخشب والورق الذي ينتج من مصاصة القصب, وكذلك الروائح العطرية, وهناك أكثر من سبعة منتجات أخري تصنع من قصب السكر, القصب هو العمود الذي تقف عليه مصانع السكر في صعيد مصر ولو بارت زراعته فما الذي سيؤول إليه حال هذه المصانع والآلاف المؤلفة من العاملين فيها, ويا حكومتنا العزيزة ارحمي زراع قصب السكر.