من المؤكد أن كوريا الشمالية لن تهاجم الولاياتالمتحدة أو قواتها المسلحة أو أراضيها البعيدة بالأسلحة التقليدية أو النووية, ومع ذلك, فمن المرجح جدا أن يبيع كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية التكنولوجيا النووية إلي خصوم خطيرين للولايات المتحدة بما في ذلك الارهابيين, وسوف تستفيد بيونج يانج من ذلك لبناء جيشها والحفاظ علي جونج أون في السلطة وسط تردي الاوضاع الاقتصادية بسبب العقوبات. لقد كان حظر انتشار الأسلحة النووية عالميا جزءا أساسيا من استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة منذ عام1945, ولا توجد سوي ثماني دول قادرة نوويا في العالم ونصفها ليس خصوما لامريكا, ومع ذلك تحتفظ أمريكا بآلاف الرؤوس النووية. وقد حذر وزير الدفاع جيمس ماتيس كيم من ان الهجوم علي الاميركيين يعني نهاية سلالة كيم وتدمير سكان كوريا الشمالية. واعلنت جمهورية الصين الشعبية ان الصين لن تدافع عن كوريا الشمالية اذا بدأت حربا مع الولاياتالمتحدة. والمشكلة الاساسيةبالنسبة للولايات المتحدة هي أن كيم يمكن أن يسوق التكنولوجيا النووية إلي إرهابيين وغيرهم من الخصوم الأمريكيين الذين لا يمكن ردعهم بسهولة. إن الانتشار النووي لكوريا الشمالية سيكون استراتيجية لمواصلة دعم اقتصادها الضعيف وتوفير كل الاسلحة النووية وغير النووية التي يطالب بها كيم بغض النظر عن العقوبات الاقتصادية والدولية التي طبقتهاالامم المتحدةعلي البلاد. علي سبيل المثال, انظر كيف أصبح عبد القدير خان واحدا من أغني الناس في باكستان من خلال بيع التكنولوجيا النووية للآخرين, وقد استفاد قادة كوريا الشمالية من سياسة خان عن طريق نشر تكنولوجيا الصواريخ وغيرها من أدوات الحرب, والان قد يتجه زعيم كوريا الشمالية لتسويق التكنولوجيا النووية كمصدر هام للدخل للبلاد التي تعاني العقوبات والغضب الدولي. ولدي كوريا الشمالية آلاف الصواريخ الباليستية التي استندت لعقود علي التكنولوجيا السوفيتية السابقة, والاساس في تلك الصواريخ صاروخ نودونج المتحرك المؤهل لضرب المدن والمواني والقواعد العسكرية, والخطورة أن مثل هذا الصاروخ مؤهل لحمل رؤوس نووية, كما أن لديها مخزونا كبيرا من صواريخ سكود القادرة علي حمل رؤوس نووية لمسافة300 الي600 كيلومتر. وتعد عملية بيع الصواريخ ومكوناتها المصدر الرئيسي للعملة الصعبة للنظام في بيونج يانج ومن أهم ما يثير مخاوف الولاياتالمتحدةالامريكية التعاون الوثيق بين كوريا الشمالية وايران في المجالات التقنية لتطوير الصواريخ وتبادل المعلومات ومكونات الصواريخ فيما بينهما, وهناك أيضا مؤشرات بأن الصين قد ساعدت كوريا الشمالية في برنامج الصواريخ. ويشير قائد القوات الامريكية في كوريا كورتس سكاباروتي خلال شهادته أمام الكونجرس أن كوريا الشمالية تمتلك أكبر مخزونات الاسلحة الكيميائية في العالم, ولديها ترسانة كبيرة من الاسلحة الكيميائية ومنها الخردل وغاز السارين. وذكر تقرير لوزارة الدفاع الامريكية( البنتاجون) أن أحد أخطر الامور حول نشاطات كوريا الشمالية في الساحة الدولية هو رغبتها في نشر التكنولوجيا النووية.