أيام معدودة وتفتح الجامعات والمدارس المصرية أبوابها لاستقبال الطلاب والتلاميذ ايذانا ببداية عام دراسي جديد, أدعو الله أ ن يجعله عاما دراسيا سهلا وأن يوفق جميع الطلاب في تحصيلهم الدراسي بما يعود بالنفع عليهم وعلي مصرنا الحبيبة, وفي هذه المناسبة يصبح طبيعيا أن تفرض قضايا بعينها علي المصريين يزداد التفكير فيها والتحسب لها وذلك بحكم ارتباط قطاعات متعددة في المجتمع ببدء العام الدراسي. ففيما يخص المدارس تجد هناك حالة استنفار بين أولياء الأمور لتوفير المصروفات المدرسية بما تشمله من زي مدرسي وكتب وكراسات وأدوات كتابية وذلك بهدف وضع التلاميذ في حالة من الجاهزية الكاملة, كما تجد هناك حالة توجس بين معظم أولياء الأمور بشأن حسن سير العملية التعليمية بالمدارس, وهو التوجس الذي يدفعهم نحو إلحاق الابناء بمجموعات الدروس الخصوصية سواء بالمنازل أو بالمراكز التعليمية التي بدأت بالفعل بالاستعداد لاستقبال زبائنها من تلاميذ المدارس من المراحل المختلفة, وفي هذا الصدد فقد هالني اعلان أحد تلك المراكز عن مكافأة قدرها50 جنيها لكل تلميذ يبادر بالتسجيل بالمركز. وقد تساءلت إلي متي ستترك وزارة التربية والتعليم مثل تلك الظاهرة تنهش في أجساد المصريين الذين لا تخفي معاناتهم الاقتصادية عن أحد ؟ وما هو السر وراء عدم تمكن الوزارة من غلق مثل تلك المراكز التي باتت تقدم نفسها كبديل للمدارس المصرية حكومية كانت أو خاصة ؟ وفي الواقع فإن الخطوات الاصلاحية التي أقدم الوزير الدكتور طارق شوقي علي تنفيذها تجعلني أهمس في أذنه بدراسة هذا الملف, لاسيما وأنه ملف باتت دراسته والتوصل لحلول جذرية في قضاياه أمرا ملحا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يئن منها المصريون, وأعتقد أنه قد آن الأوان كي تلتفت الإدارات التعليمية بكافة المحافظات لموضوع الرقابة والمتابعة بما يعيد للمدارس المصرية أهميتها ودورها التعليمي والتربوي الذي بات مفقودا بسبب تسرب تلاميذ المدارس منها اعتمادا علي المقويات المتوافرة خارج اسوارها ممثلة في الدروس الخصوصية بالمنازل و المراكز التعليمية المنتشرة عبر كافة ارجاء محافظات الجمهورية تحت سمع وبصر كافة الهيئات والمؤسسات الرقابية بالدولة. وفيما يخص الجامعات المصرية نتمني أن تكون الجامعات قد أنهت الاستعدادات المطلوبة لاستقبال الطلاب بما تشمله من الانتهاء من صيانة المدرجات الدراسية وتجهيز المسطحات الخضراء داخل كل جامعة بهدف استكمال الشكل الجمالي الذي يبعث علي البهجة والأمل في نفوس الطلاب, وبالمثل نأمل أن تكون الجامعات قد أنهت أي أعمال انشائية تكون قد بدأتها وذلك حرصا علي أمن وسلامة الطلاب. وكما طالبنا المؤسسات الرسمية بالاستمرار في القيام بالادوار المنوطة بها, نطالب أيضا الطلاب بضرورة اتخاذ الجدية منهجا في حياتهم الدراسية, وان يبدي كل منهم حرصا كافيا علي التعلم والافادة من معلميهم بكل شكل ممكن, وليعلموا أن المعلم المصري يتسم بالمهارة الشديدة في توصيل المعلومة إذا ما قورن بغيره من المعلمين, كما أنه لا يألو جهدا في أن يفعل كل ما بوسعه لأداء مهامه التدريسية وفق الظروف المتاحة له, وأخيرا نطالب السادة المعلمين بمراعاة ظروف أولياء الأمور وذلك عبر بذل جهد مضاعف في العمل بما يكفي الطلاب طلب مساعدة خارجية, كما عليهم أن يتواجدوا داخل أسوار المدارس طوال اليوم الدراسي لتوجيه النصح والارشاد ولسماع الطلاب وما يعانون منه من مشكلات دراسية والعمل علي حلها. وكل عام ومصر بخير.