يمكن أن يؤرخ للإرهاب في الإقليم مع انتهاء مهمة تنظيماالقاعدةبفي أفغانستان, والتي سبق وشكلت وفق رؤية التنظيم كاقاعدة مجاهدينب بقيادة أسامة بن لادن لنصرة أفغانستان تلك الدولة االمسلمة السنيةب ضد الاحتلال السوفيتي الكافر وكانت تلك التجربة الهامة كمثال للحرب بالوكالة( تproxywar) التي نفذتها الولاياتالمتحدة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في حرب فيتنام سابقا وقد خاضتها بالأصالة عن نفسها وهو ما رفضه الرأي العام الأمريكي لاحقا. بانسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وتحقيق الولاياتالمتحدة لهدفها الإستراتيجي في أحد أهم مناطق النفوذ, فقد تخلت الأخيرة عن االقاعدةب التي أصبحت فائض قوة ذا خبرة كبيرة في حرب العصابات وخاصة في المناطق الواعرة, لكن دون هدف عدائي معين, فأعلنت عن تشكيل الجبهة العالمية لمحاربة اليهود والصليبيين عام1998, وفي المرحلة اللاحقة حدث الانقسام الأول للقاعدة لتشمل أقاليم فرعية مثل القاعدة في بلاد الرافدين وفي الشام وفي الجزيرة العربية وفي وادي النيل والمغرب العربي ثم حدث الانقسام الثاني لاحقا, بخروج القاعدة في بلاد الرافدين من تحت عباءة القاعدة الرئيسية بقيادة الظواهري, ليكون ذلك إعلانا عن مولد( داعش) الذي أعلن عن قيام ما يسمي باالدولة الإسلاميةب في منتصف العام(2014) بعد استيلائه علي مساحة كبيرة من سوريا والعراق ودعا إلي مبايعة قائده( البغدادي) والانضمام إلي لوائه, مما أعطي الانطباع بأنه تنظيم قوي وشامل, تحت شعار( نبقي ونتمدد).كما أظهر تلك الأطراف الضعيفة والبعيدة عن المركز العنكبوتي أصبحت قوية, أي أن كل طرف يحاول أن يحول ضعفه إلي قوة بالاستناد إلي الآخر وهو قائم كمثال في كل من( سوريا ليبيا تونس سيناء نيجيريا-... إلخ) صعوبة قتال الجيوش النظامية ضد الميليشيات الإرهابية: ينتمي قتال الجيوش النظامية إلي أطر محددة وقوانين قتال معروفة, في إطار قوات معلومة( استخباراتيا) والأسلحة المميزة الظاهرة ومسرح العمليات( أرض المعركة) المتوقعة. أما الجيوش النظامية ضد الميليشيات المسلحة, فهي حرب بين الظاهر والخفي( المعلوم والمجهول الواضح في مسرح العمليات, والمستتر تحت غطاء بيئي أو سكاني).. لذلك يتوقف نجاح الجيوش ضد الميليشيات المسلحة علي مدي الحصول علي المعلومات الدقيقة والمؤكدة, وهي من الصعوبة بمكان, حيث تغطي أجهزة الحصول علي المعلومات الرسمية جزءا منها, أما الجزء الآخر, فيعتمد علي السكان المحليين الذين يعيشون في المنطقة ويشكلون رغما عنهم أو برضاء بعضهم, غطاء سكانيا لتلك الميليشيات, خاصة في حالة التشابه في المظهر واللغة... يحتاج الموقف إلي التنسيق الجيد بين أجهزة الدولة والسكان المحليين, ضد الإرهاب وتشجيعهم علي التعاون المعلوماتي كمفتاح للنجاح, وحثهم علي عدم تزويج بناتهم من الغرباء, حتي لا يضاف غطاء جديد وهو النسب, ولأن معظم تلك المناطق تنتمي إلي العشائر والقبائل ذات التقاليد الخاصة, فيجب مراعاة ذلك في التعامل معهم, للتعاون وبث الثقة وتوظيف الانتماء القبلي إلي انتماء وولاء ضمن النسيج الوطني للدولة المركزية. مكونات وعناصر الميليشيات المسلحة الإرهابية, ومحاربتها من المنبع: 1- الفرد:النواة الأساسية الذي يمكن تجنيده, وفي ذلك يتم التركيز علي عنصرين, الدين والحالة الاجتماعية, فالفرد غير الملم جيدا بدينه وعقيدته السمحة, وكذلك الذي يواجه الفقر والبطالة والاغتراب, هو هدف أسهل في تجنيده( وليس بشكل مطلق) وهنا تبرز أهمية التوعية الدينية الحقة وتلك اختصاصات الجهات الدينية والأزهرية بدون غلو, مع التوازي في رفع مستوي المعيشة وإيجاد فرص عمل للشباب, بالإضافة إلي دور أجهزة الدولة المختلفة في التوعية الموضوعية, ومقارعة التوعية المضادة بالحجة والمنطق. 2- توفر الأسلحة والمعدات والذخائر والمتفجرات:وهذا يحتاج إلي السيطرة علي منافذ الدولة بريا وبحريا وجويا, خاصة المناطق الحدودية الممتدة والأنفاق( مثل ما هو بين قطاع غزة وشمال شرق سيناء) والسيطرة علي المواد ذات الاستخدام المدني التي يمكن تحويلها إلي استخدام عسكري.. والتوعية بذلك دون تهويل أو تهوين, مع السيطرة علي وسائل النقل ذات الدفع الرباعي للسير علي الأرض الوعرة, وكذلك وسائل الأتصال عبر الأقمار الصناعية. 3- التمويل:وهو عنصر هام لشراء الأسلحة والمعدات, ودفع رواتب الكبيرة لتلك الميليشيات, حيث يتم الحصول عليه ذاتيا أو محليا أو عبر جهات ودول داعمة للإرهاب أو بالاستيلاء علي الثروات المحلية وبيعها مثل: البنوك والمعادن النفيسة والآثار والبترول, والذي تم بيعه بشكل لا أخلاقي في عدة دول أو شرائه بواسطة دول أخري بشكل لا أخلاقي أيضا, ولمقاومة ذلك يجب أن يتم في إطار متكامل( دولي إقليمي ومحلي) وتتبع الأرصدة والتحويلات, وإنشاء ميثاق شرف لمنع شراء( البترول أو الآثار) من المجموعات الإرهابية كما حدث في كل من( العراق و سوريا و ليبيا) وقد يكون مؤتمر الرياض( الخليجي العربي الإسلامي) والذي حضره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا, بداية جيدة لذلك, رغم أن النتائج لا تظهر سريعا.. 4- حرمان الميليشيات من الغطاء السكاني والبيئي:بكشفها والإبلاغ عنها, مع أهمية تأمين الدولة لهؤلاء السكان ضد انتقام الإرهابيين, حيث كانت الموصل والرقة أكبر مثال لذلك. 5- أهمية التكامل الدولي والإقليمي والمحلي:لمقاومة الإرهاب مع أهمية تبادل المعلومات وتحديثها أولا بأول, ومن خلال مؤسسات وطنية ودولية.. تحليل تقييم أداء الجيوش ضد الإرهاب: لم يشمل التحليل كل دول الوطن العربي,ولكن اقتصر علي أهم النماذج التي تجمع بين النشاط الإرهابي علي أراضيها, وتدخل جيوشها النظامية وأجهزتها الأمنية الشرطية بشكل فعال, وتلك الدول هي( سوريا العراق ليبيا اليمن مصر) وأن كان الإرهاب طال بشكل أو بآخر معظم الدول العربية مثل( تونس الجزائر السودان الكويت البحرينلبنان الأردن الصومال) مع تعرض دول أخري لأعمال التظاهر والعنف الذي قد يؤدي تصاعديا إلي درجة من الإرهاب مثل( المغرب موريتانيا وبعض دول مجلس التعاون العربي) لأسباب مذهبية شيعية تعززها إيران. سوريا: تواجه إرهابا( خارجيا) متمثلا في داعش التي تحتل أجزاء كبيرة ومتفرقة من الدولة, واتخذت من مدينة الرقة عاصمة لها, بالإضافة إلي نشاط غير محدد للميلشيات الكردية التي تبحث عن مكان في الدولة الفيدرالية حال قيامها, كما تواجه سوريا إرهابا( داخليا) متعدد الأطراف, بدأ بالانقسام داخل الجيش النظامي, بتكوين الجيش السوري الحر, ثم تألفت الميلشيات المعارضة المتباينة التوجهات سواء داخليا أو طبقا لتوجه الدول الداعمة من الخارج سواء عسكريا أو ماليا أو كليهم, رغم محاولات المعارضة للم الشمل في عدة مؤتمرات خارجية برعاية الأممالمتحدة, وباشتراك الأطراف الفاعلة. تقييم أداء الجيش السوري في محاربة الإرهاب والميليشيات المسلحة: بدأ عنيفا ضد بدايات الربيع العربي المحدودة لقمعها في مهدها, ولكن لم ينجح في ذلك, وتفشت المعارضة المسلحة متعددة الأطراف, بالإضافة إلي( داعش) ليضعف ويتراجع أداء الجيش بنسبة كبيرة, ثم بدأ التحسن التدريجي بالتدخل البري الإيراني ومعه قوات حزب الله, اعتبارا من عام(2013) حيث تحسن الأداء كثيرا وبدأ التحول لصالح الجيش في عدة مناطق مع أخذ زمام المبادأة, بعد التدخل الروسي الكبير, خاصة الدعم الجوي التمهيدي والمصاحب للعمليات القتالية, ثم الاستيلاء واستعادة مناطق إستراتيجية مثل حلب, وعلي وشك الاستيلاء وتحرير الرقة معقل داعش الرئيسي بالإضافة إلي الاستفادة من أعمال قتال التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولاياتالمتحدة, ورغم مما يعانيه الجيش من التهرب من التجنيد واللجوء إلي الخارج وكذلك الإحجام عن التطوع للكليات العسكرية. العراق: هو من أفرز داعش, حيث كانت البيئة الانقسامية المذهبية والعسكرية ملائمة لذلك, بعد حل الحاكم العسكري الأمريكي للعراق( بريمر) في(2003) لكل من الجيش والشرطة وحزب البعث بدعوي إعادة التنظيم العادل لتلك المؤسسات بعد عهد صدام حسين المنحاز للسنة, وزاد الانقسام والتشتت بالتدخل الإيراني لنصرة شيعة العراق, وبعد استيلاء داعش علي أجزاء كبيرة من العراق, ثم إعلانها عن قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام من الموصل بعد الاستيلاء عليها, كنموذج يحتذي, وهو ما تم لاحقا في الرقة السورية, ساعد علي دعم الإرهاب في العراق, أن الدولة غنية ماليا حيث تم نهب ثرواتها البنكية والاستيلاء وبيع آثاره, بالإضافة إلي بيع النفط عبر تركيا. تقييم أداء الجيش العراقي في محاربة الإرهاب والميليشيات المسلحة: بدأ مترددا نتيجة الانقسامات السابق ذكرها, وكان مستغربا استيلاء داعش علي معسكرات كاملة للجيش دون مقاومة تذكر, مما تم علي أنه تسليم لتلك الوحدات, طالما أن داعش تنتمي إلي السنة!! وأن معظم قادة فترة صدام حسين ينتمون إلي هذا التوجه.. ولكن ذلك لم يكن مطلقا بشكل كامل. تحسن الأداء بتعاون قيادة الجيش الجديدة مع ميليشيات العشائر مثل( الحشد الشعبي) وبعض الميليشيات الكردية أحيانا, مما نتج عنه تحرير أماكن كثيرة من قبضة داعش, وتم تتويجها بتحرير الموصل, وإن كان ذلك استغرق(9) أشهر وهو زمن طويل نسبيا, ولكن يبرره الخوف علي القوي المدنية التي تستخدم داعش كدروع بشرية أثناء القتال والانسحاب من المدينة.. استفاد الجيش العراقي من أعمال قتال التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولاياتالمتحدة كما استفاد من المدربين العسكريين الأمريكيين لرفع الكفاءة القتالية والمعاونة في التخطيط العملياتي, مثل خطة تحرير الموصل, ولكن بقي السؤال, لماذا تركت الخطة ثغرات شمال غرب الموصل, استخدمتها بعض قوات داعش للهروب وخاصة في إتجاه سوريا؟ وهنا نقول, ربما تم ذلك بشكل متعمد تمهيدا للمرحلة الثانية من الخطة, لجر قوات داعش إلي جنوب غرب سوريا, لتكون محاصرة بين القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي والقوات السورية المدعومة من القوات الإيرانيةوروسيا.. علي مسرح قتال مناسب ومعد جيدا لذلك؟ ليبيا: تعاني ليبيا من الانقسام والازدواجية بين الشرق والغرب, حيث يقود الشرق خليفة حفتر قائد الجيش الوطني, ويقود الغرب حكومة فايز السراج, طبقا لمخرجات( الصخيرات) و لا يقتصر الانقسام علي المجال العسكري فقط, ولكن في المجالات الحكومية والتشريعية والاقتصادية أيضا وعسكريا يوجد في الشرق الجيش الوطني وفي الغرب قيادات عملية البنيان المرصوص, ورغم أن كلا الطرفين يحارب داعش في منطقته, إلا أن هناك بعض الاحتكاكات العسكرية بين الطرفين في الجنوب والجنوب الشرقي للبلاد, وتعتبر ليبيا المصدر الرئيسي للأسلحة والذخائر, سواء في داخل ليبيا أو بيعها وتهريبها إلي دول الجوار كجزء من الجريمة المنظمة العابرة للحدود والمتزاوجة مع الإرهاب, حيث إن مصدر تلك الأسلحة هي فوضي الاستيلاء علي مخازن القذافي بعد سقوطه. يبدو الوضع في جنوب ليبيا مرشحا بامتياز لاستقبال وإيواء العديد من الميليشيات الإرهابية سواء القادمة من جنوب الصحراء الكبري عبر( مالي النيجرتشاد) أو الفارين من داعش العراق وسوريا الآن ومستقبلا, نظرا للفراغ السكاني في جنوب ليبيا( فرد/كم2) مع توفير الأسلحة والتمويل والتدريب والبعد النسبي عن الملاحقة مما يهدد كلا من( مصر الجزائر تونس السودان) بالإضافة إلي أن ليبيا تعتبر المعبر الرئيسي للهجرات غير المشروعة من إقليم الصحراء الإفريقي إلي أوروبا عبر المتوسط. تقييم أداء الجيش الليبي في محاربة الإرهاب والميليشيات المسلحة: لا يوجد تقييم جامع حيث لا يوجد جيش مركزي للدولة المنقسمة, لكن الجيش الوطني في الشرق حقق نجاحات ضد داعش في( درنة بني غازي إجدابيا الجفرة) وتعاون مع مصر في تأمين الحدود المشتركة, وتوجيه الضربات الجوية المصرية ضد داعش عقابا علي( ذبحهم) لعدد(21) مصريا مسيحيا علي سواحل درنة. أما في الغرب المشكل معظمه من قوات مصراته, فقد نجح في عملية( البنيان المرصوص) ضد داعش وتحرير( سرت) معقل القذافي, بدعم جوي أمريكي أقلع من جنوبإيطاليا. كما يحاول كل طرف الحصول علي الأسلحة من الخارج حيث زار حفتر روسيا وزار السراج كلا من ألمانيا وإيطاليا. اليمن: قبل الانقلاب الحوثي في سبتمبر2014 لم يكن اليمن يعاني من الإرهاب الشامل, عدا بعض الأنشطة لتنظيم القاعدة خاصة في الجنوب والجنوب الغربي للبلاد, حيث تم الاستهداف بواسطة الطائرات بدون طيار بواسطة قوات الولاياتالمتحدة في المنطقة, بإلاضافة إلي نشاط محدود لميليشيات جنوبية تدعو للانفصال عن الشمال, الذي يعتبرونه قد أقام بالوحدة بالقوة طمعا في الجنوب الغني نفطيا والضعيف بشريا وعسكريا, بعد الانقلاب الحوثي تحول الأمر إلي حرب شاملة بين الحوثين المدعومين بقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح, والتي يقود معظمها ابنائه وذويه, من جهة, والقوات الوطنية من جهة أخري, والتي ينتمي معظمها إلي الجنوب. تحولت الأقلية الحوثية الزيدية إلي أغلبية, بعد إيفاد الشباب الحوثي ثم معظم الشباب اليمني إلي إيران في عهد الخميني, حيث عادوا لدعم المذهب الشيعي وفلسفة الحرس الثوري وحروب العصابات, حيث تغيرت التركيبة الديموجرافية لليمن من دولة سنية ذات أقلية شيعية زيدية إلي العكس وهذا يفسر كيف نجحت قبيلة في الاستيلاء علي دولة, ففي الحقيقة أنها لم تعد قبيلة بل أكثرية يمنية, وزاد الموقف صعوبة في التقييم, تدخل طرف ثالث( وهو عاصفة الحزم) لدعم الشرعية وإن كان تدخل معظمها ضربات جوية ومحدودية العمليات البحرية والبرية, وإن أدت تلك الفوضي إلي حرية أكبر للقاعدة في الجنوب, وتهريبهم لأنصارهم من سجن( المكلا) مع ظهور محدود لداعش من خلال تفجيرين كبيرين في العاصمة صنعاء. تقييم أداء الجيش اليمني في محاربة الإرهاب والميليشيات المسلحة: ليس هناك جيش وطني في جانب واحد يقاتل الميليشيات الإرهابية, بل هناك جزء من الجيش الوطني مدعوم بعاصفة الحزم, جزء آخر من الجيش الوطني السابق تم انشقاقه وتابع للرئيس السابق( علي عبد الله صالح) ويدعم الحوثيين, من منطق عدو عدوي, حليفي, وقام تحالف الحوثي- صالح بالاستيلاء علي العاصمة صنعاء وأيضا الميناء الرئيسي في الحديدة, ومعسكرات وقواعد الصواريخ الباليستية( سكود) قرب صنعاء, بل وإطلاق بعضها في اتجاة الأراضي السعودية رغم اعتراض معظمها بواسطة( الباتريوت) من داخل الأراضي السعودية. ويسجل للجيش الوطني المدعوم بعاصفة الحزم, أعمال قتال متكاملة في مناطق عديدة من البلاد خاصة في القطاع الجنوبي حيث تم تحرير معظم مدن الجنوب, وأهمها عاصمة الجنوب( عدن) في عمليات قتال متكاملة( برا وبحرا وجوا) مع استخدام المظليون والإنزال البحري, كان من أهمها عملية( السهم الذهبي), في حين كان أداء الجيش الوطني ضد القاعدة في الجنوب ضعيفا في البداية, ولكنه عاود السيطرة تدريجيا, مستغلا القصف الأمريكي ضد التنظيم بواسطة الطائرات بدون طيار. رؤية مستقبلية عن الإرهاب في المنطقة: سوف يظل الصراع ممتد لفترة قادمة بين معظم الجيوش العربية وأجهزتها الأمنية الشرطية وبين الميليشيات الإرهابية المسلحة من جهة أخري... رغم تراجع وتيرة الإرهاب وكسر شوكته بنسبة كبيرة في أحد أهم معاقله في العراق بعد تحرير الموصل عاصمة دولة( داعش) وأن الوضع في سوريا يسير في ذات الطريق حيث العمل( حاليا) علي تحرير( الرقة) عاصمة( داعش) في سوريا. ليس من المرجح القضاء علي ظاهرة الإرهاب بشكل كامل, ولكن يمكن هزيمته مناطقيا وفي بعض الدول, مما سوف يؤدي إلي الاحتمالات التالية: أولا:الارتحال إلي ملاذ آمن يعاود منه النشاط الإرهابي ويعتبر جنوب ليبيا مرشح بقوة لذلك.. ثانيا:تعود بعض العناصر للوطن الأم سواء للتوبة والتخلي عن الأفكار الإرهابية أو العمل بتكتيكات( الذئاب المنفردة) كما يحدث في أوروبا. ثالثا:الاختفاء المؤقت كخلاية نائمة لحين تغير الظروف والموقف الدولي والإقليمي وتحين الفرصة للظهور مجددا في بؤر محدودة عدديا ولكنها منتشرة علي نطاق واسع جغرافيا ثم تقوي تدريجيا لتشكل شبكة عنكبوتية علي نطاق واسع.. لذلك يحتاج المجتمع الدولي أن يعد لذلك مسبقا جيدا مع تطور خطط تجفيف منابع التمويل المختلقة وإرساء نظم تتبع الأسلحة من المنتج إلي المشتري الأصلي.. علي أن يتم ذلك بالتوازي مع تطوير الخطاب الديني السمح والعمل علي تطوير المجتمع للقضاء علي الفقر والبطالة مع تطوير الخطاب الإعلامي الهادف والموضوعي.