نستكمل هنا بقية الأسباب التي ستجعلني أصوت للرئيس السيسي بانتخابات الرئاسة المقبلة, وهنا ألقي الضوء علي اهتمام الرئيس بإيجاد فرص ايسر واسرع وأكثر أمنا من الاتصال بين جميع محافظات مصر وبعضها البعض عبر شبكة هائلة من الطرق التي لا أبالغ إذا قلت إنها ذات طابع عالمي راق, وقد زرت عددا من دول العالم واستطيع القول إن شبكة الطرق المصرية الحديثة ربما تفوق شبكات الطرق في بعض الدول الأوروبية ذاتها حيث إن الشبكات المصرية مصممة علي أحدث الطرز والنظريات الهندسية بخلاف بعض الشبكات الأوروبية التي تم تصميمها منذ عقود مضت ولا يجري عليها سوي عمليات الصيانة الدورية, كما أن اهتمام الرئيس بتأسيس شبكة طرق جديدة كان متواكبا مع اهتمامه ببناء عدة مطارات جديدة لا تقل في مستواها وجودتها عن مستوي وجودة شبكة الطرق الجديدة بأي حال. هنا يجب علي المرء ألا يعتقد أن اتجاه الرئيس وحكومته ناحية الاهتمام بالطرق والمطارات أمر يبعد بالوطن عن التنمية المنشودة, حيث إن ما يفعله الرئيس كان إلي جانب اسباب أخري سببا رئيسيا في دعم قوة الرومان مؤسسي الإمبراطورية الرومانية القديمة حيث كان الرومان القدماء يعتمدون علي تعبيد الطرق الكثيرة من وإلي العاصمة روما القديمة لاسباب اقتصادية وعسكرية للدرجة التي اشتهر معها ذلك المثل الذي يردده الكثير منا وهو كل الطرق تؤدي إلي روما, والخلاصة ففي اعتقادي أن الرئيس يخطو بالبلاد خطوات من شأنها أن تجعلها في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وذلك إذا ما تم حسن استغلال تلك المنجزات والحفاظ عليها عبر صيانتها دوريا, فلا يمكن لدولة أن تحقق تقدما اقتصاديا ملحوظا من دون شبكات طرق سهلة وآمنة. وهناك سبب مهم وهو التوجه نحو تشجيع الاستثمار داخل مصر وهو التوجه الذي باتت تدعمه كل اجهزة الدولة, سواء عبر اصدار قانون جديد للاستثمار يجنب المستثمرين كثيرا من العقبات والبيروقراطية التي طالما شكلت عائقا أمام انطلاق شعلة الاستثمار المصري, أو عبر دعم عمل كل الأجهزة الرقابية في الدولة كالرقابة الإدارية والجهاز المركزي للمحاسبات من منطلق ان تلك الأجهزة تحافظ علي المال العام بما يمكن الدولة من تحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة وذلك من خلال محاربة تلك الاجهزة كل أوجه الفساد في مختلف القطاعات بالدولة, أو عبر تبني خطة طموح لتأسيس المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة, ومدينة المنصورة الجديدة, ومدينة العلمين الجديدة. وفي الواقع فإن المتابع لنشاط الرئيس داخليا يشعر بحرصه علي منح مصر بنية تحتية اقتصادية قوية جديدة, وأنه يعمل بكل إخلاص وتجرد لما فيه صالح الوطن حتي وإن كان بعض من منجزاته سيكون ذات فوائد علي المدي الطويل وغير المباشر,لكن في النهاية تبقي حقيقة واحدة,هي أن كل المنجزات سواء ذات العوائد القريبة أم المستقبلية تقع داخل الوطن وليس خارجه وتهدف لصالح المصريين بالأساس, فهي انجازات وطنية في المقام الأول و يحق لكل مصري أن يفخر بها وأن يثمنها. ولو قارنا بين منجزات الرئيس السيسي و منجزات أي من نظرائه الذين وصلوا لسدة الحكم في فترة متزامنة مع وصوله للحكم سنجد أن المقارنة لابد وان تحسم لصالحه.