لحظات فارقة هي التي تفصل بين الموت و الحياة قد تساوي عمرا بأكمله تتلاشي أيامه و لياليه أمام سطوة المرض و شراسته. كنت شابا يافعا أضرب بقدمي الأرض أكاد أشقها قوة و غرورا, ولكنها الأيام أرادت لي اختبارا قاسيا, تجربة بطعم الموت كتب علي أن أفيق عليها من زهو الدنيا وغفوة الوعي.. داهمني السرطان بلا هوادة.. ضاعت صحتي وتهدد العمر مني حتي بت أنتظر لحظات النهاية تحاوطني خيالاتها وسكرات الرحيل فترعب القلب مني بلا رحمة. إذا كانت لحظات الانتظار قاتلة إلي هذا الحد المفزع فما بال لحظة الموت نفسها و كيف لي أن أواجه ربي و أنا من قصر في حقه فليرحمني الله. ت. ن. عابدين يا أخي ترفق بنفسك و لا تجلدها و تستعذب الألم و الحزن مهما كانت قسوة المعاناة التي تعيشها فالله سبحانه وتعالي يبتلي عباده في الدنيا ويختبر إيمانه ولكل قدر مكتوب لا يحيد عنه حكمة الله في خلقه وقد قال في محكم آياته قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطو من رحمة الله وفي النهاية لكل أجل كتاب لا تفترض حتميا أن الموت ينتظرك لا محالة, فالله قادر علي شفائك شفاء لا يغادر سقما, تمسك بالأمل و أنر به قلبك وتعشم في ربك خيرا في الدنيا و الآخرة.