في يوم السبت الموافق21 من أغسطس الحالي, تجمهرت مجموعة من القوميين ينتمون إلي اليمين المتطرف المؤمن بتفوق البيض في منطقة تشارلوتسفيل بولاية فيرجينا, احتجاجا علي الإزالة المقترحة لتمثال روبرت إدوارد لي, وهو جنرال عسكري أمريكي, قاد جيش التحالف الجنوبي في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية. وتضمنت المجموعة ممثلين من جماعة كلوكلوس كلان والنازيين الجدد, ووضع بعضهم شارات نازية في أثناء مسيرتهم. وتجمهر أيضا خصوم اليمين المتطرف, ومن ثم وقعت بعض المواجهات العنيفة بين الطرفين. وبلغ الأمر ذروته عندما دهس شاب من ولاية أوهايو بسيارته حشدا من المتظاهرين, وقتل امرأة, وأصاب أيضا91 آخرين علي الأقل, وتعرض ترامب لانتقادات حتي من داخل حزبه بقوله إن جميع الأطراف تتقاسم الذنب وهو سأل اذا كانوا سيزيلون تماثيل توماس جفرسون. وحدد اصطلاحا جديدا اليسار البديل علي وزن اليمين المتطرف اليمين البديل. وقد قامت الدنيا ولم تقعد ضده وقدم عدد من أعضاء اللجان الرئاسية استقالاتهم.كما دعوا ترامب إلي التنحي عن منصبه, وقد اتهم ستيف باتون بأن تلك التصريحات تحمل بصماته. مما اضطر ترامب الي التضحية بباتون انقاذا لشعبيته. والواقع ان ما يحدث في الولاياتالمتحدة ما هو الا استمرار لنهج استمر لاكثر من051 عاما منذ انتهاء الحرب الأهلية وهو الاهتمام بمعالجة ظواهر العنصرية بدلا من معالجة أسبابها. فقد باتت المظاهر التي توحي بعودة العبودية شائعة, مثل التمييز العنصري في حمامات السباحة والأتوبيسات والقطارات وأماكن العمل والإسكان وبقية المؤشرات التي تعبر عن الانحياز والعداء, وكلها تعمل عمل المقاييس البغيضة المعبرة عن تردي الحالة العنصرية في الأمة الأمريكية, وما لبثت أن طفت بعض الأسماء الشهيرة علي سطح حوادث الجريمة العنصرية المنظمة ضد السود في أمريكا, ومنهم ديلان روف الذي تمكن من التسلل إلي كنيسة في مدينة تشارلستون في ولاية ساوث كارولينا, وبدأ بإطلاق النار علي الموجودين ليستلب بذلك بعضا من الشهرة التي فاز بها المجرم الشهير إيرل راي عندما أطلق النار علي المناضل الأسود مارتن لوثر كينج وأرداه قتيلا, أو ليتقمص شخصية الأمريكي الأبيض كلانسمين الذي قتل أكثر من051 أمريكيا/ أفريقيا في بلدة بولاية فلوريدا وبضع مئات آخرين في بلدات ومدن أمريكية أخري, وهو ذاته الذي فجر كنيسة بابتيست في مدينة برمنجهام بولاية آلاباما, ويؤكد كل ذلك أن المشكلة ستتواصل ما لم نقتلع أسبابها من جذورها, وهنا لابد من التأكيد علي دور الثقافة العامل الذي ليس قويا فحسب بل يمكن أن يكون محيرا إلي حد كبير. وكان هنتجتون في اخر كتبه: من نحن ؟.. التحديات التي تواجه هوية أمريكا الوطنية, قد رأي أن الثقافة الأمريكية بحاجة إلي رعاية واهتمام, لا إلي رفض تحت دعاوي مثل التعددية الثقافية وهو يعترف في هذا الكتاب بأن التسامح والتعددية ليسا اختراعين حديثين يحلان محل ثقافة أمريكا التقليدية, وإنما هما في الحقيقة جزء جوهري من التقاليد الأمريكية. لكن هنتنجتون رأي في فئة من الصفوة نوعا من الاحتقار لفكرة أن ثمار التسامح تحتاج جذورا راسخة في تربة الثقافة والهوية المعنيتين. فهؤلاء المواطنون العالميون, كما وصفهم, يتشككون في أفكار السيادة ويحتقرون سلطة التقاليد. وقليل من الدول الكبري تجاهد لتجاوز مخلفات تاريخ مثل التاريخ الراسخ للعنصرية الممنهجة الموجود في أمريكا ونتيجة لذلك نشأت حركة حياة السود تهم.. ولا يزال الكثيرون يتساءلون: من هو الأمريكي ؟! خبير في الشئون السياسية والإستراتيجية