ابتسامة خفيفة تغطي وجهيهما في استقبال زبائنهما وأيد خفيفة لا تلبث أن تركن السيارة فتحتضن مسدس الوقود وتبدأ في ملء البنزين بكل اجتهاد, تقفان في الشمس من الثامنة صباحا وحتي الرابعة عصرا بلا كلل أو تعب, يأتيان صباحا فيرتديان الزي الرسمي اليونيفورم ويقفان بجانب ماكينة التفويل. تحظيان بحب سكان المحطة بل والزبائن المعتادين, تتحركان بمرح بين السيارات تقومان بعملهما علي أكمل وجه بدون تقصير ولا مانع من بعض المزح مع الزبائن, خاصة الجدد منهم الذين يستغربون وجود إناث يعملن في محطة وقود. إحنا بنحب شغلنا جدا.. بشغف شديد تحدثت رحمة ورحمة الصديقتان اللتان تعملان في محطة وقود بحي الهرم.. موضحتان أنهما تعملان لكي توفرا عائدا ماديا جيدا لهما, بالإضافة إلي حبهما للعمل في المجمل وكرههما الشديد للجلوس في المنزل محطمتين المثل الشائع البنت ملهاش إلا بيتها وتضيف إحداهما أنها أرادت أن تعمل وعرضت الأمر علي صديقتها التي شجعتها علي الوظيفة. تقول رحمة: بابا كان معارضا جدا في الأول وتفاجأ من كلامي لكن أقنعته في الآخر.. واتفقت معها الأخري في رد الفعل المعارض من الأهل قائلة: أهلي اعترضوا لكني أصررت لحد ما وافقوا وتضيف: إن رغبتها في العمل كان أساسها الاحتياج المادي ووجدت راحة مادية فبدأت تحب عملها وتستمتع به وبالنسبة للزبائن, فتوضحان أن ردود الأفعال تتفاوت بين السلبية التي تنتقد عملهما وتسخر منه وبين الإيجابية التي عبرتا عنها بسعادة بيقولولنا جدعان.