سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقرات الحرية والعدالة بالإسكندرية من أيام العز والحكم ل"خرابات مهجورة" مئات الأمتار بين مقرات "الوطني" و"الحرية والعدالة" شاهدة على السخط الشعبي تجاه الفاسدين والمستبدين
على بعد مئات الأمتار من مقرات الحزب الوطني "المنحل" في الإسكندرية، تقف مقرات الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، مهجورة، شاهدة على السخط الشعبي تجاه كل من تسبب في إفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمصريين. تشابه كبير بين مقرات الحزب المُنحل بعد ثورة 25 يناير، والحزب الذي أسقط 33 مليون مصري حكمه في ثورة 30 يونيو، فكلاهما يقفان محروقان متلف أثاثهما محطم محتوياتهما، بعد أن كانا ملء السمع والأبصار. مقر حزب الحرية والعدالة الرئيسي بالإسكندرية، والكائن أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم بمنطقة محطة الرمل، يقع على بعد قرابة 300 متر من مقر الحزب الوطني "المنحل" في المنشية، هاجمه المواطنين قبل ثورة 30 يونيو، وأحرقوا محتوياته، وكسروا وأتلفوا أثاثه، فتحول من قبلة لأعضاء الحزب وأنصاره إلى "خرابة مهجورة" يمتلئ بالحشرات والزواحف. يقول محمد عطيه، "معاش" أحد مرتادي المقهى الواقع في الدور الأرضي، أسفل مقر الحرية والعدالة المحترق، ل"الوطن": "أنا أجلس في هذا المقهى منذ أيام الصبا، ولمدة تخطت 40 عامًا، فكنت أخرج من عملي بهيئة البريد في الساعة الثانية ظهرًا لألتقي أصدقائي هنا، وظللنا هكذا حتى خرجنا جميعًا على المعاش، ولم تتوقف هذه العادة سوى في العام ونصف التي جاء الإخوان لإقامة حزبهم فوق المقهى". وأضاف محمد حسين، أحد بائعي الفواكه أمام مقر الحزب: "وجود الحرية والعدالة هنا كان نذير شؤم على كل سكان وتجار الشارع، حيث تحول من مكان راقٍ مميز للسكن والتجارة إلى ساحة معارك واشتباكات بين الإحوان من جانب والشباب والمتظاهرين من جانب آخر، ما كبدنا خسائر مالية كبيرة، حيث تضيع بضائعنا على الأرض أثناء الاشتباكات، بالإضافة إلى انعدام الزبائن بسبب خوف المواطنين من المرور في الشارع". وقالت الحاجة أم أحمد "إحدى ساكني العقار"، إن السكان جميعًا طالبوا رئيس اتحاد الملاك بطرد الحزب من الشقة التي استأجرها، لتسببه الدائم في الأذى لجيرانه، بعد كثرة الهجوم عليه ودخول الإخوان في اشتباكات عنيفة باستخدام الأسلحة البيضاء وطلقات الخرطوش وقنابل المولوتوف، وهو الأمر الذي لم يستجب له الحزب إلا بعد احتراق مقره بالكامل". "من أيام العز والحكم إلى خرابة مهجورة"، هكذا وصف أهالي منطقة الرصافة بمحرم بك حال مقر حزب الحرية والعدالة في المنطقة، والواقع على بعد 100 متر فقط من مقر الحزب الوطني "المنحل"، وكلاهما يقف محترقًا ومحطمًا، وشاهدًا على حقب زمنية من غضب المصريين الذي لا يرحم أي فاسد أو مستبد. وقال كمال عز الدين، تاجر شنط جلدية بجوار المقر: "منذ استأجر الحزب الوحدة السكنية لاستخدامها كمقر له في المنطقة، والأجواء أصبحت غير آمنة أو مستقرة، حيث نرى بلطجية من الطرفين يتبادلون التراشق بالآلات الحادة والحجارة في كل يوم جمعة، ما زاد من غضب أهالي المنطقة على الحزب". من جانبه، اعتبر عاطف أبوالعيد، المسؤول الإعلامي للحزب بالإسكندرية، إن الحرية والعدالة تعرض لعمليات اعتداء وسرقة منظمة، بمعرفة مجموعات ممن قاموا بعد ذلك بتظاهرات 30 يونيو، مؤكدًا أن الحزب يمارس أعماله من مقرات أخرى في الوقت الحالي، رافضًا الإعلان عن مكانها لتجنب الهجوم عليها.