أعرب عدد كبير من أهالي محافظة سوهاج عن أن السفر بالقطار أصبح كابوسا يقلق المسافرين ويظل يصاحبهم خلال رحلتهم حتي وصولهم لمحطتهم الأخيرة بسبب تهالك قطارات الصعيد وخاصة عربات الدرجة الثانية المميزة والدرجة الثالثة والتي لا تصلح للاستخدام الآدمي فضلا عن الزحام الشديد داخل العربات المكيفة وتأخر القطارات عن موعدها, مشيرين إلي النقص الشديد في تذاكر الدرجتين الاولي والثانية المكيفة وبيعها في السوق السوداء, بالإضافة إلي تعطل القطارات بشكل شبه مستمر وغيرها من المشاكل مطالبين بتدخل مسئولي هيئة السكة الحديد للقضاء علي الفوضي التي يشهدها هذا المرفق الحيوي الذي لا يستغني عنه ملايين المواطنين. يقول احمد محمود سالم حاصل علي دبلوم أن قطارات الصعيد سيئة للغاية بمختلف درجاتها, مشيرا إلي أن عربات الدرجة الثانية المميزة والثالثة يواجه ركابها الموت في أية لحظة فنوافذها بدون زجاج وأبوابها مفتوحة حتي في فصل الشتاء ولا يمكن غلقها كما توجد فتحات بين العربات قد يتعرض المسافر خلالها للسقوط اذا لم يكن حذرا, بالإضافة إلي ضعف الإضاءة وسوء حالة الحمامات وغياب وسائل الأمن, لافتا إلي أن مشاكل قطارات الصعيد يتم تجاهلها من جانب المسئولين منذ عقود والحديث عن تطويرها وتحديثها مجرد حبر علي ورق. ويضيف خلف عابدين بدون عمل اضطرتني الظروف الي السفر في قطار درجة ثانية المميزة والواقع يؤكد أنها لا تختلف عن عربات الدرجة الثالثة في شيء فالمقاعد متهالكة والركاب يفترشون الأرض ويجلسون علي الأرفف الخاصة بالحقائب من شدة الزحام ولا يوجد اي مصدر للإضاءة مما يجعل المسافرين عرضة للسرقة في الظلام. ويشير الدكتور محمد علي قاسم أستاذ بجامعة الأزهر إلي أن فوضي القطارات امتدت إلي العربات المكيفة التي كانت مثالا للانضباط في بداية تشغيلها وخاصة الدرجة الثانية المكيفة التي أصبحت تعاني من الازدحام بسبب النقص الشديد في التذاكر وبيعها في السوق السوداء في ظل غياب الرقابة علي شبابيك بيع التذاكر وقلة عدد القطارات وهذا دفع المسافرين الي الركوب فيها مقابل دفع غرامات مما خلق حالة من الزحام بداخلها جعلها شبيهة بالعربات المميزة كما يحدث كثيرا أن يكتشف المسافر وجود تذكرتين بذات الرقم للكرسي الواحد, بالإضافة الي تعطل المكيف بشكل دائم, وانتشار الباعة الجائلين فيها بعد ان كان محظورا عليهم دخولها. ويوضح أحمد عبد الحميد موظف أن قطاع السكة الحديد لم يشهد أي تطوير علي الرغم من الزيادات المتكررة في ثمن التذاكر والتي قيل إن الهدف منها رفع كفاءة القطارات ولكن الواقع يؤكد خلاف ذلك فلم نلاحظ تغييرا إلا في ميكنة بعض المزلقانات, أما حالة القطارات فتزداد سوء يوما بعد يوم كما ان مستخدم القطار يلاحظ شدة الاهتزازات وميل القطار في العديد من النقاط بطول خط السكة الحديد من القاهرة الي اسوان بما يؤكد وجود مشاكل في القضبان والفلنكات, بالإضافة الي تأخر القطارات عن موعدها بفترة زمنية قد تصل إلي ساعة كاملة. ويشكو حمدي علي مدرس من العاملين بهيئة السكة الحديد بمحطة سكة حديد سوهاج بسبب عدم قيامهم بصيانة الجرارات التي تقوم من محطة سوهاج إلي القاهرة وعلي سبيل المثال قطار الصحافة رقم777 والمحدد قيامه في الثالثة و45 دقيقة عصرا يتركونه بدون صيانة حتي قبل موعد القيام ببضع دقائق مما يؤدي إلي تأخره لوقت طويل. ويقول عبده فضل موظف ما يثير دهشتي واستغرابي هو قيام مسئولي هيئة السكة الحديد بإنفاق ملايين الجنيهات علي إحلال وتجديد محطات سكة حديد بالقري علي الرغم من قلة أعداد الركاب عليها ومن الأولي توجيه هذه الأموال علي صيانة الجرارات التي عفي عليها الزمن أو شراء جرارات حديثة تكون قادرة علي القيام بالرحلات الطويلة. فيما رفض أي مسئول بهيئة السكة الحديد بسوهاج الرد علي ما أثاره المواطنون من ملاحظات حتي يتم تلافيها.