تستكمل الأهرام المسائي الجزء الثاني من اعترافات المتهمين في قضية مافيا الأعضاء البشرية والتي تضم مجموعة من الممرضين والإداريين والمسئولين بالمستشفيات الحكومية والخاصة مسئولين بسفارات وشبكة عنقودية من السماسرة لجلب المرضي العرب من الخارج والمتبرعين من الداخل, ويكشف الجزء الثاني من الاعترافات عن فساد كبير وخراب واسع بالذمم والضمائر تستغل فيه المعدات والمستلزمات بالمستشفيات الحكومية التي خصصتها الدولة لعلاج محدودي الدخل وأبناء الشعب المصري لعلاج المرضي الأثرياء من العرب والمصريين. مستشفيات وهمية وتقارير مزورة وجاءت اعترافات المتهم هاني حربي محسن39 سنة كان يعمل إداريا بمستشفي بيت الفضل بالمقطم والمرخص لها زراعة الكلي أنه علاقته بدأت بالمتهم وائل قنديل وامتدت إلي الأطباء محمد حاتم واحمد رجب و سعد الباشا وعمرو مهاب واشرف جنينة ومحمد شفيع والممرض محمود الحلو وايمن قزاز مع أطباء آخرين وكانت هذه الشبكة تجلب المرضي من دول عربية لتجري لهم عمليات كلي في مستشفيات مصرية. كما أضاف في اعترافات أنه كان مكلفا من قبل المتهم وائل قنديل بمتابعة حالة المريضة العربية الجازية وكشفت التحقيقات أنه كان مسئولا عن تزوير عدد من التقارير الخاصة بحالات عدد من المرضي الأجانب منسوب صدورها لمستشفي وهمي تسمي مستشفي الزهور الدولي. مستشفيات حكومية وجاء في اعترافات الدكتور محمد إبراهيم مسعد زميل جراحة أوعية دموية بمستشفي احمد ماهر التعليمي أن له علاقة بالمتهم محمد حاتم وأن الأخير اتصل به مرتين أو ثلاثة لحضور عمليات إزالة أورام بمستشفي دار الشفاء بحلوان والزراعيين بالدقي وأنه أجري عمليات توصيل الشرايين والقسطرة الداخلية وأنه شارك في3 أو4 عمليات زراعة أعضاء بشرية أثناء تعاقده مع قصر العيني التعليمي الجديد عام2009. مستشار السفارة وأدلي المتهم سمير موريس حنا جرجس62 سنة طبيب بشري ويعمل مستشارا لسفارة دولة عربية في القاهرة, باعترافاته التي قال فيها إن مرضي من تلك الدولة العربية يحضرون إلي السفارة لإجراء عمليات زرع كلي خارج الإطار القانوني وهم علي علم مسبق بأطباء ومستشفيات تجري تلك العمليات بالمخالفة للوائح ويطلب هؤلاء المرضي من السفارة التوصية حتي يطمئنوا إلي إن سفارتهم تقف بجانبهم وتساعدهم إذا تطلب الأمر ورغم أننا ننصحهم بتجنب إجرائها في تلك المستشفيات إلا أننا نفاجئ بعد انصرافهم بعودة المرافق ومعه التقارير الطبية من مستشفيات غير مشهورة أو غير تابعة لوزارة الصحة ثم يطلبون الحصول علي إفادات طبية بحالتهم موجهة لجهة عملهم أو إلي وزارة الصحة بدولتهم لاسترداد نفقات العملية التي أجريت لهم. وأضاف المتهم أنه بالنسبة للإفادات الخاصة بزراعة الكلي فان السفارة تتجاوز عن توثيقها من الثلاث جهات لأن السفارة تعلم أن هذه العمليات تمت بالمخالفة للقانون ولا يمكن توثيقها من نقابة الأطباء أو الخارجية وإذا تم التمسك بهذه الإجراءات فلن يتمكن المريض من الحصول علي تكاليف العملية من وزارة الصحة في دولته. وأوضح المتهم أنه يعلم أن من واقع التقارير أن مستشفي الزهور الدولي ومستشفي الربيع ومستشفي السلام الخيري ليست مدرجة ضمن المستشفيات المعتمدة من وزارة الصحة وأنه لاحظ أن الفواتير المقدمة للسفارة من المرضي تتراوح بين65 ألفا إلي100 ألف دولار, وأضاف المتهم في اعترافاته أن3 حالات علي الأقل تأتي شهريا للسفارة. ممرض متعدد الفوائد يعمل المتهم أيمن إبراهيم القزاز46 سنة مشرف تمريض بمستشفي الصحة النفسية بالعباسية والذي اعترف بعلاقته بعدد من المتهمين في القضية وأنه كان مكلفا بالمرور علي المرضي الذين أجروا عمليات غير مشروعة بمنازلهم ومتابعة حالتهم الصحية والتغيير علي الجروح. وأكدت التحريات التي أنكرها أنه كان يشارك في إجراء جراحات غير مشروعة وأنه ساعد المتهم سعد الباشا بتأجير مركز الأمل للصحة النفسية بالمقطم لإجراء عمليات زراعة الأعضاء بالمخالفة للقانون لإبعاد الشبهات عنه وتجنب إشراف ورقابة وزارة الصحة. واعترف المتهم أيضا أنه كان يقوم بعمل التحاليل للمرضي وتنفيذ طلبات الأطباء بتجهيز المرضي وتأجير مستشفي وتشغيلها لحسابه بالمشاركة مع المدعو احمد صبري. شبكة عنقودية من السماسرة سمسارة المعادي زوجة زعيم المافيا اعترفت نهي سيد قطب42 سنة صاحبة مركز تجميل بمشاركتها مع المتهمين في عمليات زراعة الكلي من المصريين للأجانب وأنها كانت تساهم في جلب المرضي من خلال علاقتها بمسئول الخدمات الطبية في إحدي سفارات الدول العربية مؤكدة قيام زوجها المتهم محمد حاتم بإجراء عمليات جراحية وضبط بمنزلها تقارير طبية ومستندات خاصة بمرضي فشل كلوي وتقارير وأشعة ونتائج تحاليل خاصة بمرضي عرب. تاجر سيارات وعقارات وأعضاء بشرية التجارة في كل شيء, هكذا اعترف مصطفي أبو زيد الشرقاوي تاجر سيارات وعقارات بالاتجار في الأعضاء البشرية الكلي وأنه يقوم بدور الوسيط بين المتبرعين والمرضي وإجراء التحاليل والفحوصات الطبية لهم وتسهيل الإجراءات القانونية لهم مقابل حصوله علي15 الف جنيه من المريض. وأضاف أنه يعمل في هذه التجارة المحرمة منذ13 سنة بدأها بإحضار متبرعين من قريته تلا بالمنوفية حتي وصل إلي تشغيل سماسرة آخرين يجلبون له المتبرعين بالأعضاء مقابل60 ألف جنيه لكل متبرع وعثر بمنزله علي4 أظرف صفراء اللون يحوي كل ظرف مبلغ250 ألف جنيه وصفر آخر يحوي240 ألف جنيه وظرف يحوي193 ألف جنيه باجمالي مليون و433 ألف جنيه واتهمته النيابة بحيازة سلاح ناري ضبط بحوزته وطلقات من ذات العيار. سمسار المرضي العرب يعمل في مجال الدعاية والإعلان وسمسار يجلب المرضي العرب الراغبين في زراعة الكي, هكذا اعترف علاء عبد الجواد عيسي32 سنة وأنه عمل سنة في مستشفي الزراعيين ويعمل مع شركات التأمين الطبي الخاص واعترف بعلاقته بالمتهم محمد حاتم وكان يقوم بتحويل الحالات له عن طريق شركات التأمين واعترف أيضا بالتحقيقات بقيام الدكتور محمد حاتم بعمليات زراعة أعضاء بشرية واعترف بالتواصل بينهما والحديث عن عمليات زرع الكلي وأنه يقوم بإحضار المتبرع بأقل تكلفة. استغلال المستشفيات الحكومية في غسيل كلي لأجانب وأشارت اعترافات الطبيب محمد أبو زيد27 سنة طبيب مقيم مستشفي عين شمس إلي زاوية أخري وهي استغلال المستشفيات الحكومية لإجراء عمليات غسيل كلي لأجانب دون أوراق أو تكاليف بمجرد اتصال هاتفي من رئيسه. تسويق المرضي وتكشف اعترافات المتهمماهر سعد عبد النبي37 سنة ممرض بوزارة الصحة بالمركز القومي لنقل الدم بشاعة وانحطاط القيم الاجتماعية فهذا المتهم يعمل بمركز رويال للقلب ويقوم باجتذاب المرضي الأجانب من المستشفيات الخاصة هو وآخرين وتسويقهم لإجراء تلك العمليات سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة وهو ما حدث مع المريضة الجازية حيث تم إحضارها لمركز رويال للقلب مصابة بتسمم في الدم وجلطة بالقدم من خلال اتصال تم بينه وبين عبد النبي عوض ممرض ببنك الدم. طبيب التخدير وتعد حالة المريضة الجازية نموذجا علي تكامل شبكة مافيا الأعضاء البشرية إذ ينبغي توريط أو تجنيد كل المشاركين في عملية الزرع, حتي يقوم كل شخص بدوره في تزييف التقارير والأوراق الرسمية وهذا ما فعله الطبيب مايكل وهيب33 سنة مدرس مساعد تخدير بالقصر العيني ويعمل بمركز رويال للقلب حيث أكد أن المريضة توفيت أثناء فترة عمله بالمستشفي نتيجة مشاكل صحية تمثلت في هبوط حاد بالدورة الدموية وصدمة تسممية شديدة واعترف بعدم ذكر ان المتوفاة قامت بإجراء عملية زراعة كلي أثناء تدوينه إخطار وزارة الصحة بالوفاة معللا ذلك بأنه قام بذكر أسباب الوفاة المباشرة أمامه فقط. النصب علي المتبرعين تعتمد شبكة مافيا تجارة الأعضاء البشرية في الأساس علي اجتذاب متبرعين فقراء أو يحتاجون إلي المال وإقناعهم بتلك العمليات مقابل مبلغ من المال, وتكون المفاجأة الكبري أن هذا المتبرع لا يحصل في معظم الأحيان إلا علي أقل مبلغ قد لا يتجاوز10 آلاف جنيه فيما يحصل المتهمون الرئيسيون علي آلاف الدولارات دون وازع من ضمير. المرضي يموتون.... الجازية مثالا وتكشف اعترافات الطبيب أكرم شحات العدوي39 سنة مدرس بكلية لطب جامعة القاهرة واستشاري الرعاية المركزة بمستشفي مجدي سليمان أن المريض قد يفقد حياته إذا ما تمت مخالفة الاشتراطات الصحية القانونية وهو ما حدث بتاريخ29 أكتوبر عندما حضرت إليه المريضة الجازية محمد الساعة3 صباحا وكانت حالتها الصحية متدهورة وأكد إن الفريق الطبي الذي اجري لها عملية زرع الكلي أهمل في رعايتها وتأخر في نقلها للرعاية المركزة مما تسبب في التهاب الجرح وكلها أخطاء طبية مهنية واعترف أنه كان موجودا يوم الوفاة بالمستشفي وكان يعلم إن وفاتها مسألة وقت وأشار إلي عدم اطلاعه علي فواتير العلاج الخاصة بالمريضة لأنها أمور إدارية كما أشار إلي إمكانية رفض الجسم للكلي المزروعة وأوضح إن الفشل الكلوي الذي أصاب المريضة نتيجة خطأ طبي.